|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
كلمة عن تربية الأبناء د. سامية منيسي إن مسؤولية المرأة تجاه أبنائها تنحصر في حسن تربيتهم والقيام عليها بما يتلاءم مع واجبات الأمومة المنوطة بها. فالأم مدرسة يتعلم في أحضانها الطفل كل الصفات والسجايا التي ينبغي أن يتعلمها، فهي مدرسة الحياة الأولى التي يشب الطفل بين أحضانها ويتعلم منها؛ كيف يأكل وكيف يشرب، وكيف يتكلم، وكيف يتعامل مع آبائه وأمهاته، وأقرانه، وذوي قرباه، وجيرانه.. وغيرهم. كذلك الصدق في التعامل والصلاة والصيام، ومبادئ الدين، وحفظ القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويطبق ذلك في حياته اليومية لحظة بلحظة وساعة بساعة لتصبح فيما بعد جزءًا لا يتجزأ من طباعه، وتصبح نسيجًا في أخلاقه وشخصيته التي تنمو معه. والأم هي الموجه الأول للطفل ويشاركها الأب في ذلك، في تهذيب وتوجيه هذا الانسان وتربيته وتعليمه ليكون نافعًا وصالحًا في بيته ومجتمعه الصغير، وهي الأسرة، ومجتمعه الكبير، وهو الوطن والمجتمع الإسلامي بأسره، أي أمة الإسلام. وتبدأ مسئولية الأم تجاه أبنائها منذ أن تشعر بنبتة الأمومة في أحشائها فتحافظ على نفسها من أجلهم وتحافظ عليهم من أجلها وزوجها وأسرتها ومجتمعها؛ لذلك قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء]. كما قال تعالى: ﴿ ... وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: ۱٥۱]. أي لا تقتلوا أولادكم خشية الفقر أو من الفقر فإن قتلهم ذنب عظيم كما أن رزقهم ليس عليكم ولكن على الله الرازق الغني الكريم. وحينما تضع الأم جنينها تلصقه بصدرها ليرشف من حنانها وحبها - مع لبنها - غذاءه الطبيعي والروحي لينمو ويشب وتنمو أعضاؤه كلها ويشتدّ عوده من هذا الحنان الدافق والحب الذي خلقه الله من أجله؛ ألا وهو لبن الأمومة الطبيعي. وأول ما تبدأ به الأم هو الأذان في أذن الطفل بالتكبير والشهادة بالوحدانية ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في أذنه اليمنى، ثم قيام الصلاة والفلاح في أذنه اليسرى ليقيه الله شر الشيطان، وكأنما نبت في عقله وقلبه ووجدانه منذ ولادته حب الله تعالى والإيمان به، وإسلام الوجه لله تعالى، وذلك ليكون نبتة طيبة في أسرته ومجتمعه وأمته الإسلامية. فقد روى عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة[1]. كذلك من سنن النبوة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تحنيك المولود عند ولادته، فقد ورد أكثر من حديث في هذا المضمار منها ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما عن حملها بعبد الله بن الزبير قالت: فخرجت وأنا متم[2] فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء. ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه. فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم حنّكه بتمرة، ثم دعا له وبرّك عليه[3]. وكان أول مولود ولد في الإسلام[4]. هذا، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية المولود يوم سابعه، وأن يعقّ الأبوان عنه. فقد روى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعقّ[5]. وهذا يعتبر شكر لله تعالى على ما رزقهم من فضله ونعمه ومننه، فيشترك في هذه العقيقة الأهل والأحباب والفقراء من المسلمين تعبيرًا عن هذا الشكر وامتنانًا بهذه النعمة. ومن مسئولية المرأة تجاه أبنائها اختيار الاسم الحسن لهم، ويشاركها الأب في ذلك أيضًا حتى لا ينشأ الأطفال معقدين من الأسماء غير المرغوب فيها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يختار الاسم الحسن ويأمر المسلمين بذلك، فقد ورد عن سهل بن سعد حيث قال: أتى بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالس؛ فلها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفاق النبي فقال: ((أين الصبي؟)) فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله. قال ((ما اسمه)) قال: فلان. قال ((ولكن اسمه المنذر)) فسماه يومئذ المنذر[6]. وعن تغيير الاسم إلى اسم أحسن منه ما روى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال لها: ((أنت جميلة))[7]. لذلك وردت أحاديث عديدة في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء أحفاده الحسن والحسين. من ذلك ما رواه أبو الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم))[8]. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء إلى أسماء حسنة سواء لأزواجه أو للصحابة والصحابيات، ورد كل ذلك في تراجم الصحابة عند ابن حجر وابن الأثير وابن سعد وابن عبد البر وغيرهم من فطاحل المؤرخين في مصادرهم المختلفة عن التراجم. أما عن تربية الأبناء فعلى النساء المسئولية الأولى؛ فهن اللائي يحملن الأطفال ويرضعن الأولاد ويخالطنهم في كل لحظة من حياتهم؛ لذلك كان بث الأخلاق الإسلامية في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم. فيعلمن الأطفال كيف يبدأون أعمالهم دائمًا باسم الله الرحمن الرحيم في كل حركاتهم وسكناتهم مهتدين بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه؛ فإذا أكل الطفل طعامه، أو شرب شرابه، أو لبس رداءه، أو خلع ملابسه، أو نام في فراشه، أو استيقظ من نومه، كانت فاتحة عمله دائما هي التسمية باسم الله تعالى: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) فيبدأ بالبسملة دائمًا. وكذلك حينما يخرج من بيته أو يعود إليه يبدأ بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وكذلك كل عمل يقوم به، ثم نعلمه كيف يدعوا الله جل جلاله بما يتلاءم مع عمله. فإن كان طعام قد تناوله حمد الله حمدًا كثيرًا وشكره على نعمائه قائلاً (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين))[9]. وعندما يذهب إلى فراشه للنوم يقول: (الحمد لله الذي يميتنا ثم يحيينا وإليه للنشور - ويقول باسمك ربي أضع جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين))[10].ومنها ما ذكره البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت قال: فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول))[11]. وبذلك يُصبح هذا الهدي النبوي سواء في السلوك أو الدعاء نهجا يسلكه الطفل دائمًا كما يتعود الطفل أن يقرأ حين نومه الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين مهتديًا بذلك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يأوي إلى فراشه، فقد ورد حديث رواه عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص]. و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق]. و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس]. ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده: يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات[12]. وإذا استيقظ من نومه قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور))[13]. حتى إذا خرج من بيته قال (بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)) فتقول الملائكة له ((كُفيت ووُفيت وجُزيت وتنحى عنه الشيطان)) فإذا دخل بيته قال بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: ٣٩]، ويقول: ﴿ رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزَلِينَ ﴾ [المؤمنون] ويقول: ﴿ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].فإذا حان موعد مذاكرته لدروسه بدأ باسم الله تعالى ثم قال: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ * سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ * وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ﴾ [الأعلى: 1 - 10] فهي تعينه على التذكّر واستذكار دروسه بصورة أفضل. وهكذا تعلم الأم كمسئولة عن أطفالها، كيف يلتصق الطفل بالدين ويصبح في داخله في كل حركة وسكنة من سكناته. أيضًا تعلِّمه القرآن الكريم وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجتهد في ذلك قدر استطاعتها، فإنها وقاية لأبنائها من كل شر، كما أنها تفتح أبواب الخير والمعرفة والاجتهاد لهم. كذلك من حسن تربية النساء لأبنائهن المساواة في المعاملة مساواة مطلقة بين الأبناء حتى لا ينشأ الحقد وينبت الحسد والبغض بينهم، فإن قبّلت الأم طفلاً لها، عليها أن تُقبّل الآخر، وإن أعطت أحدهم شيئًا أعطت الآخرين مثله دون بهتان لأحد أو تمييز أحد على الآخر. وهذا ما أمرنا به الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد ورد عن أم النعمان بن بشير أنها طلبت من زوجها أن يهب ابنها النعمان هبة دون إخوته، فلما ذهب إلى النبي يسأله عن ذلك رفض النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: ((أكلُّ بنيك أعطيته مثل هذا؟)) قال: لا قال: ((فإني لا أشهد على جور)) - وأم النعمان هي عمرة بنت رواحة - ثم رجع الرجل فردّ عطيته لابنه. هذا، وقيل أن عمرة بنت رواحة هي التي طلبت من زوجها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك[14]. وعلى الأم أن تغدق الحنان على أطفالها لينشأوا أسوياء، فالحنان والحب، مهم جدا للأطفال مع الأمان الذي يجب أن يسود البيت سواء في علاقة الأم والأب بعضهما بعض أو علاقة الأطفال (وهم الأبناء) بالآباء. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |