|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
حقيقة العلاقة بين الزوجين في الإسلام أ. د. السيد عبدالحليم محمد حسين قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. مفهوم: السكينة والمودة والرحمة: 1- السكينة: نورٌ في القلب يسكن إلى شاهده ويطمئن؛ فهي راحة للقلب، تنشأ عن الاتصاف بالحكمة، والاعتدال والاتزان، وهي مبادئ عين اليقين؛ قال عز وجل: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]، ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]، ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 26]، ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 26]. والطمأنينة: حالٌ لذيذة من الاتِّزان ينعدم فيها الخوف والندم، وتتجرد فيها النفس من المطامع والرغبات؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]؛ فهي السكون، والثبوت، والاستقرار، والثقة، والراحة. فالله سبحانه وتعالى يُنزِل السكينة وهي الهدوء والطمأنينة في قلوب الزوجينِ المؤمنينِ؛ قالت هند بنت المهلَّب: ما رأيت لصالحاتِ النساء وشرارِهن خيرًا مِن إلحاقهن (سترهن) بإسكانهن، وذلك أن المرأة إذا ابتَعَلَتْ هدأت وسكنت، وإذا سكنت قرَّت وأقبلت على ما يُصلِحها. 2- المودة: تعني المحبة: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]؛ يعني الحب، وقيل: إنها خالص المحبة. سلوك المصطفى صلى الله عليه وسلم مع زوجاته: عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ الترمذي وابن ماجه والحاكم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... لَهْوُ الدنيا باطل إلا ثلاثة: انتضالك بقوسِك، وتأديبك فرسَك، وملاعبتك أهلَك))؛ الحاكم صحيح على شرط مسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يُلاعِب السيدة عائشة ويُسابِقها، ويجعلها تلهو مع الصغيرات؛ مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ((نساؤكم مِن أهل الجنة الودودُ الولود، العَؤُود على زوجها، التي إذا غضِب جاءتْ حتى تضعَ يدَها في يدِ زوجها، ثم تقول: لا أذوق غمضًا (نومًا) حتى ترضى)). والودود: هي المتحبِّبة إلى زوجها، فتُقبِل عليه وتُحيطه بالمودة والحب والرعاية، وتحرِص على طاعته ومرضاته. والعَؤُود: التي تعودُ على زوجها بالنفع؛ البخاري في التاريخ الكبير، والبيهقي، والطبراني، والمنذري. وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ نسائكم الودود الولود، المواتية - الموافقة لزوجها على ما يريد - المواسية))؛ المرجع السابق. ونقيض المودَّة: البغضاء، وحيت تقع بين الزوجين تسمى: (الفَرَك). 3- الرحمة: رقةٌ في القلب وانعطاف يقتضي التفضيل والإحسان، وتُطلَق على إرادة فعل الخير، أو على العطف على الآخرين للتخفيف مِن آلامهم. فالرحمة: إيصالُ المَسرَّة إلى المرء، والرأفة: دَفْعُ الإساءة عنه. والرحمة: هي الإيمان، والنعمة، والرزق، والنصر، والفتح، والعافية، والسَّعَة، والمغفرة، والعصمة، والعفو. فالرحمة: حالةٌ وجدانية تعرِض غالبًا لِمَن به رقَّة القلب، فهي مِن الانعطاف النفساني الذي هو مبدأ الإحسان، وهي توصيل المسارِّ، والرأفةُ دفعُ المضارِّ. روى عبدالرحمن بن عوف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما يرحم الله عباده الرُّحماء))؛ البخاري ومسلم وأبو داود. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الله، ارحَمُوا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))؛ صحيح: أخرجه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، وأحمد، والحاكم؛ صحيح الجامع. فواجب الزوج نحو زوجه: الرحمة واجتناب الإساءة؛ قال تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ [النساء: 36]، وقد فسَّر علي بن أبى طالب الصاحبَ بالجنب بـ: الزوجة؛ لأنها تكون في جانب زوجها، وقد قسم الله الرحمةَ لمن اهتم بأمر دينه، ونزعها مِن أصحاب القلوب الغليظة. • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنَظَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((مَن لا يرحم لا يُرحَم))؛ متفق عليه. عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم تُقبِّلون الصبيان ولا نُقبِّلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَأَمْلِكُ لك أن نزَع الله الرحمة مِن قلبك؟))؛ متفق عليه. يروى أن حمنة بنت جحش - أخت زينب زوجة النبي صلى الله عليه وسلم - جاءها نعيُ أبيها، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم جاءها نعي أخيها، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم جاءها نعي ابنها، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم جاءها نعي زوجها، فقالت: واحزناه، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إن للزوج في المرأة وقعًا، فهو الستر، والكِفل، والراحم لها))؛ متفق عليه. توصيف مفهوم الرجل الصالح والمرأة الصالحة: يذهب ابن هزيل إلى أن النساء ثلاث: • فهيِّنة ليِّنة، عفيفة، مسلمة، تُعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها. • وأخرى وعاءٌ للولد. • وأخرى نمل قمل يضعه الله في عُنُق مَن يشاء، ويفكُّه عمَّن يشاء. والرجال ثلاثة: • فهيَّن عفيف مسلم، يصدر الأمور مَصادرها، ويوردها مواردها. • وآخر ينتهي إلى رأي ذي البر والقدوة، فيأخذ بقوله، وينتهى إلى أمره. • وآخر: حائر بائر لا يأتمر الرشد ولا يطيع المرشد. فالصنفان الأولانِ مِن الرجال والنساء هما اللذان يُعَدَّانِ مِن أهل الصلاح؛ فالرجل الصالح هو الذي يُبادل زوجه مشاعرَ السكينة والرحمة والمودَّة، ويُعاملها وفق هذه القِيَم الأخلاقية. كما أن المرأة الصالحة هي الأخرى تشعر إزاء بَعْلها بمثل هذه المشاعر، وتحرص على التصرُّف معه في ضوء ذلك. عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاعٌ، وخير متاعها المرأة الصالحة))؛ مسلم وأحمد؛ صحيح الجامع. وقال صلى الله عليه وسلم: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسَبِها، ولجمالها، ولدينها، فاظفَر بذات الدين ترِبَت يداك))؛ متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: ((ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وزوجة صالحة تُعينه على أمر آخرته))؛ متفق عليه. وعدَّ صلى الله عليه وسلم مِن السعادة: ((المرأة تراها تُعجِبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسك ومالك))؛ متفق عليه. وقال مسلم بن عبدالملك: ما أعان على مروءة المرء كالمرأة الصالحة. وقال بندار بن عبدالله: حدثني أبو موسى الطائي الأعرابي، قال: تذاكر نسوةٌ الأزواجَ، فقالت إحداهن: الزوجُ عز في الشدائد، في الرخاء مساعد، إن رضيتُ عطف، و إن سخطتُ تعطف. وقالت الأخرى: الزوج لما أعانني (أهمني) كافٍ، ولما شفني (أمرضني ونحلني) شافٍ، رشفه كالشُّهد، وعِناقه كالخلد، لا يمل عن قرب ولا بُعْد. وقالت الأخرى: الزوج شِعار حين أبرد (الشعار ما يلبس على الجلد)، يسكن حين أرقد، ومني لذتي شف مفرد (تحرك)، وما عاد إلا كان العَوْد أحمد. وقالت الأخرى: الزوج نعيم لا يُوصَف، ولذة لا تنقطع ولا تخلف. فالزوجة الصالحة خيرُ صاحب وأفضل رفيق، وأنجح زواج، ووصف الله تبارك وتعالى النساء الصالحات قائلًا: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]. فالمرأة الصالحة سبعة وجوه؛ فهي: المُعاشِرة للزوج، والمربِّية للأولاد، والأمينة على المال، والكاتمة للسر، المعاونة، والمطعمة، والساعية للإسعاد. والرجل الصالح يشترك مع زوجه بهذه الصفات الاجتماعية والأخلاقية نفسها. الخلاصة: حينما تنزل السكينة والرحمة والمودة مِن الله عز وجل على الزوجين المؤمنينِ، فالواجب المشترَك الذي يقتضي القيامَ به مِن كل منهما هو المحافَظةُ على نعيم الله تعالى. ولعل هذه مِن أبدع النِّعم النفسية التي يُغدِقها الرحمن الرحيم على عباده المتقين، ثم يقتضي منها العمل على تنميتها بالإيمان والإخلاص، وأداء الفروض في أوقاتها، والعيش في مجتمع إيماني متكافل، فلا يكفي للمرء أن يؤمن لسانًا أو قولًا، وإنما يطبق قواعد هذا الإيمان على نفسه، وعلى غيرِه؛ تعاملًا بالمعروف، وانتهاجًا للمروءة، فإذا حسُنت النيات، وعمرت القلوب بنور الإسلام، فالحياة الاجتماعية تكون سعيدة بإذن الله تعالى. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |