فوائد مختارة من تفسير القرطبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 944 - عددالزوار : 120820 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2963 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-12-2021, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,389
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد مختارة من تفسير القرطبي

فوائد مختارة من تفسير القرطبي


فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ







الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن تفاسير القرآن الكريم المشهورة: تفسير الإمام القرطبي (ت 671 هـ) رحمه الله، المسمى "الجامع لأحكام القرآن"، وقد أثنى كثيرون على تفسيره من المتقدمين والمتأخرين، قال الكتبي: "مليح إلى الغاية"، وقال ابن العماد: "ما أكثر فوائده"، وقال السيوطي: "سارت به الركبان"، وقال الصفدي: "تفسير عظيم في بابه".

وقال أبو شهبة: "من أجل التفاسير وأعظمها نفعًا"، وقال محمد الطاهر بن عاشور: "من أهم التفاسير"، وقال القصبي محمود زلط: "موسوعة علمية رائعة"، وقال مشهور حسن آل سلمان: "من أجود كتب التفسير وأكثرها نفعًا لسهولة أسلوبه وحسن تنظيم مسائله"، وقال صالح عبدالعزيز آل الشيخ: "تميز بأنه فيه من العلوم المتنوعة والأحكام والفوائد ما لا يوجد في غيره"، وقال عبدالله عبدالمحسن التركي: "جمع فيه أكثر العلوم وكان لأحكام القرآن الحظ الأوفى منه... فأضحى غنيًّا في مضمونه شاملًا في موضوعه"، وقال فهد عبدالرحمن الرومي: "أفضل وأشهر تفاسير آيات الأحكام القرآنية حتى يومنا هذا"، وقال عمر سليمان عبدالله الأشقر: "المؤلفات في تفسير القرآن كثيرة ومن أفضلها تفسيره".

وقد أجاد الإمام القرطبي في نقده لأهل البدع والأهواء، قال محمد سعيد القحطاني: كان شديد الإنكار على الصوفية المهرطقة أصحاب الخرافة والتواكل، وكان نقده لهم نقدًا علميًّا رصينًا، وكان شديد الإنكار على القدرية والمعتزلة والرافضة.

ومما يؤخذ على الإمام القرطبي عفا الله عنه أن تفسيره لم يكن على منهج السلف، إضافة إلى وجود بعض الأحاديث الضعيفة، قال محمد راشد البركة: "جرى في تفسيره هذا على طريقة الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات"، وقال عبدالكريم عبدالله الخضير: "على مذهب الأشاعرة... فيه الأحاديث الضعيفة"، وقال محمد سعيد القحطاني: "كانت تنتابني الحسرة والألم والحرقة على المزالق التي وقع فيها هذا الإمام العظيم في باب توحيد الأسماء والصفات، فقد أصابته لوثة الأشاعرة التي لا تثبت لله إلا سبع صفات بالدليل العقلي، وتؤول بقية صفات الله تعالى... فيا ليته كان في باب الصفات على منهج سلف الأمة، لكن نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه".

والتفسير كما وسمه أهل العلم من أكبر الموسوعات العلمية، فقد حوى علمًا غزيرًا في فنون كثيرة، كما يوجد به الفوائد الكثيرة، وقد يسَّر الله الكريم لي فاخترت بعضًا منها، وقد وثقت ما اخترت منها، بذكر رقم الجزء، والصفحة في نهاية كل فائدة، علمًا أني أنقل من التفسير الذي طبعته: الهيئة المصرية العامة للكتاب، بدولة مصر، الطبعة الثالثة، عام (1987م).


هذا وقد استفدت من الكتاب النافع الجيد: "فوائد علمية هامة من تفسير القرطبي" للدكتور محمد بن سعيد القحطاني، ومن كتاب: "ليدبروا آياته" المجموعة الأولى، الطبعة الأولى، (1429هـ، 2008م).


أسأل الله الكريم أن ينفعني والجميع بما اخترت من فوائد.


رباعيات:
أربعة مساجد لم يبنها إلا نبي:
الكعبة، بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
بيت أريحا ببيت المقدس، بناه داود وسليمان عليهما السلام.
مسجد المدينة، ومسجد قباء، اللذين أسِّسا على التقوى، بناهما رسول الله صلى عليه وسلم [8/260].

أربع يعصمن من البلاء:
قيل: كل بلدة فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمام عادل لا يظلم، وعالم على سبيل الهدى، ومشايخ يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويُحرضون على طلب العلم والقرآن، ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى [4/49].

من قال أربعًا أمِنَ من أربع:
من قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أمِنَ من العين.
ومن قال: حسبنا الله ونعم الوكيل أمِنَ من كيد الشيطان.
ومن قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين أمِنَ من الغمِّ.
ومن قال أفوض أمري إلى الله أمِنَ من مكر الناس [10/407].

في الخمر أربع خصال:
روى الضحاك عن ابن عباس قال: في الخمر أربع خصال السُّكر، والصداع، والقيء، والبول، وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزَّهها عن هذه الخصال [17/204].

الأذلاء أربعة:
قال أكتم بن صيفي: الأذلاء أربعة: النمام والكذاب والمديون واليتيم. [20/10].

أربع من كنَّ فيه كنَّ له:
قال مكحول: أربع من كنَّ فيه كنَّ له: الشكر، والإيمان، والدعاء، والاستغفار. [5/426].

التوبة النصوح يجمعها أربعة أشياء:
التوبة النصوح؛ قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سيئ الخلان. [18/198].

البكاء أربعة:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: البكاء أربعة: بكاء من الخوف، وبكاء من الجزع، وبكاء من الفرح، وبكاء رياء. [19/268].

الإبل تجمع أربع خلال:
الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان؛ لأن ضروبه أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكُولة، وحُمولة، والإبل تجمع هذه الخلال الأربع، فكانت النعمة بها أعم [20/35].

بُليت بأربعٍ:
إني بُليتُ بأربعٍ يرميني
بالنبل قد نصبوا عليّ شراكهم

إبليسُ والدنيا ونفسي والهوى
من أين أرجو بينهن فكاكا

يا ربِّ ساعدني بعفوٍ إنني
أصبحت لا أرجو لهن سوكا [20/67].


فروق:
الغضب والغيظ:
الغيظ لا يظهر على الجوارح، بخلاف الغضب فإنه يظهر على الجوارح مع فعل ما ولا بد [4/207].

العقوبة والانتقام:
قيل: العقوبة ما تقدرت، والانتقام غير مقدر. [16/134].

البغي والافتراء:
الفرق بين البغي والافتراء أن البغي بالفعل، والافتراء بالقول. [16/135].

العفو والعفران:
العفو: عفو الله جل وعز عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة. [1/397].

العفو والصفح:
العفو: ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح: إزالة أثره من النفس. [2/71].

الخطيئة والإثم:
قيل: هما بمعنى واحد، وقال الطبري: إنما فرق بين الخطيئة والإثم أن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد، والإثم لا يكون إلا عن عمد، وقيل: الخطيئة الصغيرة، والإثم الكبيرة [5/380].

الذل والخشوع:
الفرق بين الذل والخشوع، وإن تقارب معناهما أن الذل: أن يكون ذليل النفس، والخشوع أن يتذلل لذي طاعة [11/248].

الظلم والهضم:
الفرق بين الظلم والهضم أن الظلم: المنع من الحق كله، والهضم: المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه [11/249].

الجلاء والإخراج:
الفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحدًا من وجهين:
أحدهما أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد.
الثاني: أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج يكون لواحد ولجماعة [18/5-6].

المن والتفضل:
المنُّ: عفو عن الذنب، والتفضل: إحسان غير مستحق [15/292].

العجمي والأعجمي:
العجمي: الذي ليس من العرب كان فصيحًا أو غير فصحيح، والأعجمي: الذي لا يفصح كان من العرب أو من العجم [15/368].

قصص فيها عبر وفوائد:
آمن ثم ارتد، فدعا علية رسول الله علية الصلاة والسلام، فأكله الأسد:
قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، نزلت في عتبة بن أبي لهب، وكان قد آمن، فلما نزلت "النجم" ارتدَّ، وقال: آمنت بالقرآن كله إلا النجم، فأنزل الله جل ثناؤه فيه: ﴿ قُتل الإنسان ﴾؛ أي لعن عتبة، حيث كفر بالقرآن، ودعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهم سلِّط عليه كلبك أسد الغاضرة)، فخرج من فوره بتجارة إلى الشام، فلما انتهى إلى الغاضرة، تذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لمن معه ألف دينار إن أصبح حيًّا، فجعلوه في وسط الرفقة، وجعلوا المتاع حوله، فبينما هم على ذلك أقبل الأسد، فلما دنا من الرحال وثب، فإذا هو فوقه فمزَّقه، وقد كان أبوه ندبه وبكى، وقال: ما قال محمد شيئًا قط إلا كان [19/217].

العفو والصفح والإحسان تجلب محبة القلوب:
قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة، فرأيت الحسن بن علي عليهما السلام، فأعجبني سمته، وحسن روايته، فأثار مني الحسد ما كان يُجنُّه صدري لأبيه من البغض، فقلتُ: أنت ابن أبي طالب، قال: نعم، فبالغت في شتمه وشتم أبيه، فنظر إليَّ نظرة عاطف رؤوف، ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ[الأعراف: 199]، فقرأ إلى قوله: ﴿ فإذا هم مبصرون ﴾، ثم قال لي: خفِّض عليك، أستغفر الله لي ولك، لو استطعنا أعنَّاك، ولو استرفدتنا أرفدناك، ولو استرشتدتنا أرشدناك، فتوسم في الندم على ما فرط مني، فقال: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ[يوسف: 92] أمن أهل الشام أنت؟ قلتُ: نعم، قال: شنشنة أعرفها من أخزم.

حيَّاك الله وبيَّاك وعافاك، انبسط إلينا في حوائجك، وما يعرض لك، تجدنا عند أفضل ظنك، إن شاء الله، قال عصام: فضاقت عليَّ الأرض بما رحبت وودت أنها ساخت بي، ثم تسللت منه لواذًا، وما على وجه الأرض أحبُّ إليَّ منه ومن أبيه؛ [7/350].

إفحام الخصم:
حُكي أن ابن عباس لقيه رجل من اليهود، فقال اليهودي: ممن أنت؟
قال: من قريش، فقال: أنت من القوم الذين قالوا: ﴿ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [الأنفال: 32]، فهلَّا عليهم أن يقولوا: إن كان هذا هو الحق من عندك، فاهدنا له، إن هؤلاء قوم يجهلون.

قال ابن عباس: وأنت يا إسرائيلي، من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه، وأنجي موسى وقومه، حتى قالوا: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ[الأعراف: 138]، فقال لهم موسى: ﴿ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ[الأعراف: 138]، فأطرق اليهودي مفحمًا [7/398].

إسلام يهودي بعد أن تبيَّن له أن القرآن الكريم محفوظ من الزيادة والنقصان:
قال يحيى بن أكتم: كان للمأمون... مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي، فتكلم فأحسن الكلام فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له أسلم حتى أفعل بك، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، وانصرف، فلما كان بعد سنة، جاء مسلمًا، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا؟ قال: بلى قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان وأنت تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة، فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها، فلم يشتروها، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ فكان هذا سبب إسلامي، قال يحيى بن أكتم: فحججت تلك السنة، فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر، فقال: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، قلتُ: في أي موضع؟ قال في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل: ﴿ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ[المائدة: 44]، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]، فحفظه عز وجل علينا فلم يضع [10/5-6].

حكايات وروايات وأخبار غير صحيحة:
حكاية نبي الله داود عليه السلام مع أوريا:
ذكر هذه الحكاية عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ[ص: 21]، ثم قال: ولا يصح [15/166].

الحكايات في ابتلاء نبي الله أيوب عليه السلام:
ذكر هذه الروايات عند تفسيره لقول تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ[ص: 41]، ثم قال: قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضي الله عنه: ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين، الأولى: قوله تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ[الأنبياء: 83]، والثانية: في "ص" ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ[ص: 41]، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: (بينا أيوب يغتسل إذ خرَّ عليه رِجل جراد من ذهب)؛ الحديث، وإذا لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه، فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره، أم على أي لسان سمعه؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات، فأعرض عن سطورها بصرك، وأصم عن سماعها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالًا، ولا تزيد فؤادك إلا خبالًا [15/210].

أن قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله) نزلت في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ[التوبة: 75]، ذُكِرَ عن ابن عباس في سبب نزول الآية أن حاطب بن أبي بلتعة أبطأ عنه ماله بالشام، فحلف في مجلس من مجالس الأنصار إن سَلِم ذلك لأتصدقنَّ منه، ولأصلنَّ منه، فلما سَلِم بَخِل بذلك، فنزلت.

قلت [القائل الإمام القرطبي]: وثعلبة بدري أنصاري، وممن شهد الله له ورسوله بالإيمان... فما روي عنه غير صحيح [8/209-210].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]