
09-12-2021, 10:25 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة :
|
|
تربية البنات على الحشمة والدين
تربية البنات على الحشمة والدين
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة لديَّ بنات صغيرات، وسؤالي:
ما السن الذي أمنع فيه بناتي مِن تقبيل غير المحارم والجلوس معهم؟ وكيف أربيهم على الدين والحشمة والخُلُق؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة لديَّ بنات صغيرات، وسؤالي: ما السن الذي أمنع فيه بناتي مِن تقبيل غير المحارم والجلوس معهم؟ وكيف أربيهم على الدين والحشمة والخُلُق؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة لديَّ بنات صغيرات، وسؤالي: ما السن الذي أمنع فيه بناتي مِن تقبيل غير المحارم والجلوس معهم؟ وكيف أربيهم على الدين والحشمة والخُلُق؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أيتها الأمُّ الكريمة، بارك الله فيكِ وحَفِظ بناتكِ وبنات المسلمين مِن كل سوء، وجعلهنَّ قرة عين لكِ في الدنيا والآخرة.
مِن حقِّ الأبناء شرعًا أن يُربيهم أهلهم على التستُّر والاحتشام، وأن يُعلِّموهم كيف يتعاملون مع الغرباء والتفريق في المعاملة بين الغريب والقريب، ويكون ذلك بشكلٍ تدريجيٍّ مبَسطٍ يغرس في نفوسهم الفضيلة ويحببها إليهم.
يصعب تحديد العمر الذي تُلزم فيه الطفلة غير البالغة ببعض العادات أو السلوكيات الصحيحة؛ كالسماح للغرباء بتقبيلها، أو السلام عليها أو الممازحة، ولكن عليكِ أن تُلزميها وتوضحي لها بعض السلوكيات الأخرى؛ كالتزام الأدب، أو عدم تجاوز الحدود عند زيارة الأقرباء، وكتجنُّب التلفظ بالألفاظ السيئة والاستئذان قبل أخْذِ بعض الأشياء وشكر الناس والترحيب بهم، مع بث الثقة والقوة في نفسها بحيث لا تقبل أن يُقبِّلَها الغريب، وتكتفي بالسلام فقط، فذلك لن يكون عسيرًا.
ومما يؤسف له أننا قد نحسب أن الطفلة في عمر الأربع أو الثلاث سنوات مثلًا لا تعي مِن عالم الكبار شيئًا، فنتهاون معها في التعامل معهم، ونُحسن الظن بهم، وإذ ببعض النماذج السيئة من خبيثي الأنفس تستدرج فتاة في هذا العمر وتقودها إلى ما لا تُحمد عقباه، وقد أدهشنا الواقعُ بأطفالٍ في أعمار صغيرة جدًّا يتحدثون في أمور الكبار، ويمثلون حياة المتزوجين، ويتجاوزون في ألعابهم البريئة بشكل تدريجيٍّ حتى يصعُبَ التعامل مع المشكلة والعودة بهم إلى محامد الأخلاق.
أفادتْ بعض الدراسات النفسية أن الطفلَ بعد عامه الثالث تتطور لديه العاطفةُ بشكل كبير، ويتجاوب بشكل أسرع مع الأمور والمواقف العاطفية، فجدير بكل أُمٍّ أن تُحصِّن أبناءها ضد المخاطر الخارجية التي تبدأ بمنحهم الخبث في صورة عاطفية مُغلفة بحنان مُصطنع يحتاجون إليه، وعليها أن تُمدَّهم بحنانها وتحتضنهم وتقبلهم بشكل يومي، ثم توضح لهم أن بعض الأمور والتعاملات لا تُقبل إلا من الوالدين والأهل، وأن هناك حدودًا للتعامل لا ينبغي تخطيها.
كما يجب على الأم ألَّا تتهاون في لباس الفتاة ولو كانتْ صغيرة؛ فلا تُبرز أجزاء كبيرة مِن جسَدِها كالظهر والأرجل والبطن، وأن تُحسن انتقاء ما تلبسه الفتاة ولو كانتْ في عمر لم تلتزم فيه بالحجاب الشرعي بعدُ؛ فاعتياد العفة واستنكار الرذيلة والتبذل يسبق الحجاب؛ حتى تتقبله نفسها ولا تنفر منه كما نرى ونسمع مِن بعض الأمهات تشتكي من رفض ابنتها للحجاب وللسلوكيات الإسلامية مِن منع الاختلاط وغيرها، وترى فيها تشددًا وتعقيدًا للحياة، وذلك لأن الأُمَّ كانتْ تعاملها كطفلة صغيرة حتى إذا أتمتْ عمر البلوغ سكبت عليها الفرائض وألزمتها بها إلزامًا يجعلها تنفر وتتمرد وترفض، وقد شاركت الأم في هذه الروح المتمردة التي تكونت لدى الفتاة والسبب أنها كانت في نظرها صغيرة!
سعدتُ جدًّا بحرصكِ على بناتكِ، وسعدتُ بتواصلكِ معنا، ونُرحِّب بكِ في كل وقت أيتها الأم الفاضلة، ونسأل الله أن يقر عينكِ بصلاح بناتكِ، وأن يجعلهنَّ ذُخرًا لكِ في الدنيا والآخرة.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى ساء السبيل
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|