|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أتحسر على حياتي الضائعة أ. أسماء حما السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة متزوِّجة، أُعاني كل يوم، وكلَّ لحظة، وكل ثانية، داخلي حزن عميقٌ, واكتئاب فظيعٌ, وأرَق شديد, وفقدان للأمل, وضياع للأحلام والآمال, أعيش وحيدة, وأشعر بالظلم وعدم الأهمية, أشعر بالفشل والحسْرَة. أعلم أنَّ الحياة الدنيا دارُ ابتلاء، ولكنني أشعر أن نكَدَ الدنيا يُلازمني منذ خُلِقتُ, عن أيِّ نكدٍ أكتب؟ أأكتب عنْ أحزاني وآلامي؟ أم عن طفولتي الضائعة البائسة؟ أم عن شبابي المقتول؟ أم عن زواجي الفاشل؟ أجبرتني الحياةُ أن أتزوَّجَ بشابٍّ لم أحبه، ولا أعتقد أني سأحبه! سامَحَ الله أبي؛ إذ ظلمني بالزواج منه؛ ووضعني بين خيارَيْن لا ثالث لهما: إمَّا زواجي منه، أو طلاق أمِّي! قبلتُ الزواجَ منه، وعانيتُ من الفشَل مِن أول يومٍ؛ فكيف بي وأنا مع رجلٍ لا يعرف عن الزَّواجِ شيئًا، بدايةً مِن العلاقة الزوجيَّة الخاصة إلى أقصى شيءٍ فيها! حتى في هذا كُتِبَ عليَّ الشَّقاء فيه! كيف يمكن لمثلي أن تعيشَ وهي في هذه الوحدة القاتلةِ، جُروحٌ نفسية ومعنويةٌ، أعيش وحدي في بيتي، حتى وهو معي، لا أحبه، ولا أريده، لم تنجذبْ روحنا، ولم يتفقْ قلبانا، فضلًا عن أنه عقيم لا يُنْجِب، وليس لدينا المالُ الذي نستطيع به أن ننجبَ عن طريق (أطفال الأنابيب)، ليس لي أحدٌ أشكو إليه، لا إخوة ولا أقرباء! كيف تستمر الحياةُ مع رجلٍ لا يهتم بنفسه، ولا رائحتِه، ولا يستحم! فكرتُ في الطلاق، ولكن... ليس لي أحدٌ ألجأ إليه إذا طلَّقَنِي! أشيروا عليَّ، واكتبوا لي نصيحةً علها تُغَيِّر حياتي. وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، وأسأل الله أن يهديَ لكِ حالكِ، ويكشفَ كربكِ. كلماتكِ عبرتْ بوضوحٍ عنْ ألمٍ شديدٍ، وضيقٍ عظيمٍ، فأنتِ زوجةٌ لا تحظى بحقوقِها الزوجيَّة التي كتبَها اللهُ لها؛ من الأمان والسكينةِ والأُنس، فضلًا عن بُعد الأهل، ومشاعر الغُربة النفسيَّة التي تُرافقكِ . ورغم ما سبق، فأنتِ لا تُريدين الطلاق، ولا تحبِّذينه، ولقد أَصبتِ في هذا، إنكِ - يا أختي - بحاجةٍ إلى أن تقِفي وقفةً عظيمةً تُعينكِ على إصلاحِ وضْعكِ القائمِ مع زوجكِ، فلا بُدَّ أولًا أن تنظري إلى الأسبابِ التي تُنغِّص عليكِ، وبعبارة أخرى: ألا يكونَ فكرُكِ متَّجهًا كثيرًا إلى الأمور السيئة مِن جهة زوجكِ، بل لا بُد أن تنظري إلى الأمور الحسَنة التي لدَيْه، والتي منها - إن شاء الله - أنه رجلٌ عفيفٌ، يعمل، ويبذُل جهدَه للقيام بتحسين حالكما، ولا مانع - يا أختي - أن تعينيه في العمل، خاصة وأن الأوضاعَ عندكم شديدة - كما لا يخفى على نظركِ الكريم. ولا يخفى عليكِ أن الزوجة الصالحةَ تصبر على زوجِها، وتُعينه، حتى يحقِّقا معًا الرضا النفسيَّ والأمان، فحاولي أن تلتمسي أسباب القُرب بينكِ وبين زوجكِ، وأن تتعرَّفي على اهتماماتِه وما يشغل باله، وما يلفت نظره في أمورِ الحياة بشكلٍ عامٍّ. فثمَّة رجالٌ عندما ينشغلون لا يعطون اكتراثًا لأُسَرِهم، ولا ينتبهون لكلام الحبِّ الذي تتفَوَّه به الزوجاتُ؛ فالرجلُ شخصٌ عمليٌّ، يُفَكِّر في مخارجَ وحلولٍ للمشاكل المادية أو غيرها، قبْلَ أن يُفكرَ في العواطف والأحاسيس، والمرأةُ مسؤولةٌ في كثيرٍ مِن الأحيان عن انصراف الزوج عنها، فلا تظلمي زوجكِ، وتَفَهَّمِي واقعَه العمليَّ والماديَّ والوظيفي، وتفهمي أسباب صمتِه، لاسيما أنكِ متعلِّمة مثقَّفة. حدِّثيه بتلطُّف وانشراحٍ وابتسامةٍ، وعند قُدومِه مثلًا: اخلعي عنه ثيابَه، واغتَسِلَا معًا، أو قومي بتدليك جسَدِه المتعب مِن العمل، ثم أدخليه الحمام ليغتسلَ، في المقابل كُوني دائمة التزيُّن والتعَطُّر لهذا الزوج، فالمرأةُ الذكيَّةُ لا تعدم وسيلةً للوُصُول إلى ما تريد، وهو بذاك يعتاد النَّظافةَ، ويعتاد رقتكِ وحنانكِ، فالجزاءُ مِن جنس العمل، والعطاء طريقُ الحبِّ، وعندما تقدِّمين الحبَّ والحنان فسوف تحصلين على ما تقدِّمين، وثقي في أنه أمام حبِّه لكِ سوف يبذل كلَّ جهدٍ ليُؤَمِّن المال الذي يحقِّق لكِ رغبتكِ الملحَّة في الإنجاب، ولا بأس لو عملتِ فساعدتِه، وساعدتِ نفسَكِ على تحقيق ما تُريدين. كوني بارَّةً بأهلكِ، ولو اختلفتِ عنهم أو معهم، بادري بالاتصال بهم، والسؤال عنهم، وزيارتهم، ثم اذهبي إلى بيتهم فنظِّفيه، فهذا وجْهٌ مِن أوجُه البرِّ. وفقكِ اللهُ، وشرح صدركِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |