|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة) إسلام أنور المهدي ألفٌ وخمسمائة مُجلَّدٍ لا تَشْفَع!! إضَاءَاتٌ على رِثَاءِ شَوْقِي لِـ "سليمان باشا أباظة" حين كفَّ المسلمون عن عبادة الأصنام من الحَجَر: تلك التي كانت تسكُنُها شياطينُ الجنِّ فتُحَدِّثُ الناس؛ كهُبل واللاَّت والعُزَّى.. تفنَّنَتْ شياطينُ الإنسِ في صناعة أصنامٍ أُخَر: من لحمٍ ودمٍ وحدَّثوا عنها الناس؛ ليعبدوها من دون الله وليجتالهوم بها عن منهج الله.. و من ضمن تلك الأصنام الخادعة ما درج عليه الغربُ من تلميعٍ لرموز فاسِدة ودفعها لتتصدَّر مشاهد قيادةِ الأمَّةِ المسلمة خاصة في أوقاتِ التحوُّل ومَشَارِفِ النُّهوض من سُبات الرُّكودِ.. حتى إذا استقر في قلوب الناس توقيرُ تلك الأصنام أمَرَتْهُم –كما كانت شياطينُ الجِنِّ تأمُرُ عُبَّاد أصنام الجاهلية الأولى- أن يُوَلُّوا وجوهَهُم شَطْرَ الغربِ بدلا من تِجَاهِ الكعبة!!.. [ هُبلٌ.. هُبلْ.. رمزُ الخيانةِ والعَمَالةِ والدَّجَلْ.. صِيغَتْ لَهُ الأمجادُ زائفةً فصدَّقَها الغبيّ.. واستنكَرَ الكذبَ الصُّرَاحَ وردَّهُ الحرُّ الأبيّ.. لَكِنَّمَا الأحرارُ في هَذَا الزمانِ هُمُ القليلْ.. فليدخلوا السجنَ الرهيبَ.. ويَصْبِرُوا الصبرَ الجميلْ.. ولْيَشهدوا أقسَى روايةْ.. فلِكُلِّ طاغيةٍ نهايةْ.. ولكلِّ مخلوقٍ أجلْ.. هُبلٌ.. هُبلْ.. هُبلٌ.. هُبلْ.. ] و كان للغربِ أدَوَاتٌ كثيرة في تلميع تلك الرموز وأهمُّ أدواته الإعلام.. ولكل عصر وسائل إعلامه التي تؤثر في أهلِه وتتوغل في وجدانهم وتقودهم وتسوقهم إلى مبتغى الغرب اللَّئيم!!.. فكما أن الناسَ اليوم تسوقهم القنواتُ الإخباريةُ الموجِّهَةُ والبرامجُ الحِوَاريَّةُ المُشكِّلةُ للوجدانِ؛ فقد كانت مصرُ منذ قرنٍ ويزيد تسوسها الجرائدُ الوليدةُ والقصائدُ العصماءُ ومحافلُ الخطابةِ الرنَّانة.. و دومًا تجدُ الأبواق التي يستغلُّها الغربُ في الترويج له وتَوْليةِ الناس شَطْرَ قبلَتِه.. تجدهم على صِنفين: فالأول مُروِّجٌ مُستَغْفَل والثاني عميلٌ مَأجُور.. والمُتابع لحياة أمير الشعراء "أحمد شوقي" رحمه الله يجده كان من الصنف الأول المُستغفل باقتدار حتى وإن قَبَضَ أجرًا عن كثيرٍ مما أنشد!!.. فقد أسَرَهُ القصرُ بإنعامه وصَوْلجَانه.. بل لقد عاش في كنفِ سطوته حيث نشأ في حِجر جدَّتِه "تِمراز" التي كانت رَقِيقَةً يونانيَّة فأعتقها "إبراهيم باشا بن محمد علي" وزوجها من أحد بَكَوَاتِه كما سيأتي في رثائها.. فَدَارَ "شوقي" في فَلَكِ القَصْرِ عُقُودًا حتى عاد في آخر أيامه نادِمًا واعيًا بكثيرٍ مما طاش فيه من تضليل قديم!!.. و المراثي أخطرُ في صناعةِ الأصنامِ من المدائح!!.. فالمدائحُ ربَّما تعلل الناقدُ لأهلها بأنها كانت حال حياة الممدوح وأنه قد تغيَّر بعدَهَا وطرأ عليه الافتتنان.. لكن المراثِي أشبه بصَكِّ الغُفران!!.. وكأن المرثيّ قد خُتِم له بخيرٍ بشهادة من يرثيه وأنه قد صار عَلَمًا في التاريخ مهما تعاقبَت لياليه!!.. و نحن إذ نُقلِّبُ في عذب أشجانِ "شوقي" حين نطالع مراثيه متباعدة الأزمان عن بعضها فإننا لا ينبغي أن يفوتنا ما تلبَّس به رحمهُ اللهُ من تأييدٍ للباطل وتلميعٍ لأصنامه وكذلك من مخالفات شرعيةٍ جُلِّها عقائدية وقع فيها نتيجة نوع التديُّن السائد في عصره وهو التصوُّف والطُّرقيِّة واتِّباعِ الاستحسان والرأي وفَرْنَجَةِ الإسلام.. و سيأتي علينا في المراثي قصائد نظمها "شوقي" فيمن يستحقها من أهل الحق حقًّا.. بل فيمن لم يوفِّه غير "شوقي" حقه فيما أعلم!!.. ولكن هذا أيضًا من الخَطَر حيث يُمدح الصالح والطالح فيُصحَّح الباطلُ بزهوةِ الحقِّ ويُحاكِي ظلامُ السُّوء نور الحُسْنِ فيخيل على الناس.. فلزم التنبيه!!.. و قد أسميتُ هذه السلسلة: (إضاءاتٍ على رثاء شوقِي لـ"فلان") لكثرةِ ما فيها من ظلامٍ لابدَّ وأن نُضِيئَه بشمسِ الحقيقة، وسأُتبِعُ اسمَ السلسلة في كل حلقةٍ باسم المرثيِّ مع وضع عُنوانِ سابق قبل اسم السلسة في كل مرة.. واللهَ أسألُ التوفيقَ والهُدى والرشادَ.. و ستكون التعليقاتُ في حلقاتٍ مُتتابعة.. وستكونُ مختصرةً على متنِ القصيدةِ دون تعديلٍ في بنيتها ولا حذف ولا إخلال.. حفاظًا على تصوُّر القاريء عن فِكر "شوقي" ولفظِه واعتقاده.. فليس الهدف تعديل ما نَظَمَهُ رحمه الله ولكن الهدف هو: استخدام نَظْمِهِ في تسليط الضوء كاشِفًا على أصنام ذلك العصر، وتبيين طرفًا من سِماتِ ذلك العصر السياسية والعقدية والاجتماعية؛ فهمًا لسُنّن الله في تدافع الأُمم ومُجريات الدَّهر وتصاريفه.. والله الهادي سواء السبيل.. سليمان باشا أباظة[1] مَن ظنَّ بعدَكَ أَن يقولَ رِثاءَ ![]() فلْيَرْثِ من هذا الورىَ مَن شاءَ ![]() فَجع المكارمَ فاجعٌ في رَبِّها ![]() والمجدَ في بانيهِ، والعلياءَ ![]() ونعَى النعاةُ إلى المروءَة كنزَها ![]() وإلى الفضائل نجمَها الوضَّاءَ ![]() أَأَبا محمدٍ،[2] اتَّئِدْ في ذا النَّوى[3] ![]() وارفُقْ بآلك، وارحمِ الأَبناءَ[4] ![]() واستبق عِزَّهمُ (بطهراءَ) التي ![]() كانوا النجومَ بها وكنتَ سماءَ[5] ![]() أَدجى بها ليلُ الخطوبِ، وطالما ![]() مُلِئتْ منازلُها سَنًى وسَناءَ ![]() وإِذا سليمان استقلّ محلَّةً ![]() كانت بساطًا للندى ورجاءَ ![]() فانظر من الأَعواد حولك هل ترى ![]() من بعدِ طبِّك للعُفاة دواءَ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |