|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أختي أجمل مني، فكيف أكون مثلها؟! أ. زينب مصطفى السؤال أنا فتاة لدي مشكلة وهي: أشعر أن الناس يفضِّلون أختي عليَّ؛ لأنها أجمل منِّي، مع أني لستُ قبيحةً كل هذا القُبح، ولوني قمحي، وأحمد الله على نعمتِه. يُقابلونني بِوَجْهٍ غير بشوش! وإذا ما قابلوا أختي ضحكوا في وجْهِها، مع أني أُجمِّل من نفسي، ولكن لا أجد انطباعًا جيدًا. لا أكنُّ لأختي أي كراهية، وأشعر كأنها أمي، وليستْ أختي! أرجو مشورتكم حتى لا أكره نفسي، وأخبروني ماذا أفعل؟! الجواب أختي الحبيبة: - جميلٌ منكِ حبُّكِ لأختكِ، وعدم سَماحكِ لهذا الشُّعور أن يؤثرَ على علاقتكِ بها - وجميل أنكِ لم تَصِلي لمرحلة فقدان الثقة في النفس تمامًا، حيث قلت: "مع أني لستُ قبيحة كل هذا القبح، ولوني قمحي، وأحمد الله على نعمته"، ولكنكِ بدأتِ في مراحل فقدان الثقة، وتسيرين في طريقها، وإن لم تتغلَّبي على مشاعركِ تلك فستنعدم ثقتكِ، فحافظي على نفسكِ، وتغلَّبي على تفكيركِ واعتقاداتكِ. - وجميلٌ منكِ أيضًا أن تسعَي للتخلُّص مِن شُعُوركِ السلبيِّ، ومحاولتكِ لتغييره، وهذه أول خطوة نحو التقدُّم وعلاج الأمر. سأذكركِ ببعض الأمور التي تُساعدكِ على التخلُّص من هذا الشعور - بإذن الله تعالى: 1- أذكركِ أولًا بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وقوله - صلى الله عليه وسلم- : ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكم، ولا إلى صُورِكم، ولكن ينظر إلى قُلوبكم))؛ رواه مسلم. 2- وقال تعالى في وصف المنافقين: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾ [المنافقون: 4]. فأولًا: لا بُدَّ أن تَتَيَقَّني وتعتقدي مِن داخلكِ أنَّ الشَّكل لا يمثِّل للإنسان إلا ظاهرًا سطحيًّا فقط، والإنسان بقلبه الطاهر وتقواه وشخصيته هو ما يجعله محبوبًا أو مُبْغَضًا من الله تعالى ومِن خلقه. ثانيًا: ثِقي أنَّ نظرة الناس لكِ جزءٌ مِن نظرتكِ لنفسكِ، فالإنسانُ الذي يحبُّ نفسَه ويحترمها ويقدرها يحبُّه الآخرون، والإنسانُ الذي ينظر بنَقْصٍ لنفسه ينْتَقِصُه الآخرون، حتى وإن لم يخبرْهم؛ لأنَّ نظرةَ الإنسان لنفسه تنعكس وتظهر مِن خلال تعامُلِه وحديثه وثقته في نفسِه، فإن وثق في نفسِه فلن يهمه نظراتُ الآخرين، أو تعليقاتهم؛ لأنه سيشفق عليهم، وعلى سطحيتهم واهتماماتهم الدنيَّة. فابحثي في داخلكِ عمَّا يُمَيزكِ من نقاط قوَّة، وأظهريه لنفسكِ، وحدِّدي أهدافكِ، ونمِّي نفسكِ، واشتركي في أنشطةٍ ودوراتٍ، فهذا يقوِّي ثِقَتكِ في نفسكِ، ولتعلمي أنَّ أهمَّ شيء في الإنسان هو قلبه وفكره وشخصيَّته. ثالثًا: تذكَّري أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - عادِل في قِسمته، وأنه إن أعطى إنسانًا نعمة سلب منه أخرى، وربما أجَّلَ للآخر هذه النِّعمة في الآخرة لحكمةٍ يعلمها تعالى، ولا نعلمها نحن؛ لقِصَر عُقُولنا، فقد تكون ستفسده أو تضره، فلو وثقنا في اختيار الله لنا للأفضل لرضينا واقْتَنَعْنا، وحمدنا اللهَ على النِّعَم الكبيرة التي نعيش فيها، ويَتَمَنَّاها غيرُنا, فتذكري دائمًا كمْ مِن كفيفٍ يتمنى لو يُبصر لحظةً! وأصمَّ يتمنَّى لو يسمع ثانية! ولتضعي دائمًا حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمام ناظريكِ: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)). سيحتاج منكِ الأمر لبعض الوقت لتغيِّري قناعاتكِ، لكن أثِق - بعَوْن الله تعالى - أنكِ ستنجحين، وتتخطين الأمرَ، فواضِح مِن رسالتكِ عزيمتكِ ورغبتكِ في التغيير، وسننتظر أن تُتابعينا بالتطوُّرات الجديدة - إن شاء الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |