زواج زوجي من امرأة ثانية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138093 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42215 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2021, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي زواج زوجي من امرأة ثانية

زواج زوجي من امرأة ثانية
أ. شروق الجبوري



السؤال
تزوجتُ منذ مدة، وأقيم الآن مع أهل زوجي بعيدًا عن أهلي، وعلاقتي بهم جيِّدة كأنهم أهلي، من سنتين بدأتُ أشعُر بخيانةِ زوجي لي مع امرأةٍ أخرى، واجهتُه بما رأيتُه من مكالمات ورسائل على الهاتف، ولكنَّه أنْكَر وأقسم لي أنه ليس على علاقة بأيَّة امرأة!
في أثناء ذلك، تواصَل مع امرأةٍ أخرى كان قد خطَبَها قبل زواجِنا ولم يتم الزواج، وقدَّر اللهُ أن مات زوجُها، فاتَّصلتْ بزوجي لتعلمه بأنَّ زوجَها قد مات، وأنها مُستَعِدَّة للزواج منه، فتَرَك الأولى مِن أجْلِها، ثم جاءني واعتَذَر لي وطلب مسامحتي له لخيانته مع المرأة الأولى، ثم أخبرني أنه ترَكَها من أجلي!
بعد فترةٍ مِن تواصُلِه مع المرأة الثانية، أخبرني أنه سيُسافر في عمَلٍ، ولكن الحقيقةَ أنَّه كان مُسافرًا لخِطْبة هذه المرأة، علمًا بأنه قد وعدَني - واتَّفَقنا على ذلك - أنه لو تزوَّج بامرأة أخرى فسوف يُطلِّقني!
فأنا مخلصةٌ له، وكثيرًا ما كنتُ أتنازَلُ عن حُقُوقي مِن أجله وأجل أهله، وكان يمدحُني كثيرًا بتنازُلي هذا مِن أجْل إسعاد أهْلِه، حتى إنَّني بعتُ ذهبي لأشتري بثمنه قطعة أرض لبناء منزل خاص بنا!
بعد عودته منَ السفَر بدأ الشكُّ يقتلني، حتى أصبتُ بحالة من الجنون، ولكن كنت أقول في نفسي: لا أريد أن أظلمَه!
سافرتُ إلى أهلي، وبدأتْ تأتيني تليفونات ورسائل من امرأة مجهولة، تُخبرني فيها بأسرارٍ بيني وبين زوجي، وترميني بكلام بَذِيءٍ وشتم فاحش، ثم تخبرني أن زوجي لا يريدني، ولا يحبني، وأنه تزوَّج مِن امرأة أخرى غيري!
تدخَّل أبي بيني وبينه، فحَصَلتْ مُشاجرات بينهما، وبالرغم من كلِّ هذا فإنه ما زال مصرًّا على عدم الاعتراف بزواجه، ويُقسم على ذلك، فعدتُ إلى بيتي مرة أخرى بعدما صدَّقتُه، وفُوجئتُ أنه متزوِّج بالفعل، فطلبتُ الطلاق فرفَض؛ حفاظًا على البيت والأولاد! ثُم اتَّهَمَني بأنَّني أردتُ تشْوِيه سُمعة زوجته الثانية.
هو الآن يسمَع لها ولاتِّهاماتها لي، فأصبحتُ أكرهه، ولا أثِق فيه، بل أخاف منه خَوْفًا شديدًا، أرجو منكم أن تخبروني ماذا أفعل؟ فأنا حائرة جدًّا!


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة، السلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نودُّ بداية أن نرحبَ بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونشكر لك ذلك، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.

كما أودُّ أن أحَيِّي ما لمستُه فيكِ من حُسن خُلُق، لا سيما مع أهل زوجك، وروح التضحية لأجله وأجلهم، وقدرتك على الصبر، وهي جميعُها سماتٌ تُحسَب لك، متمنِّية لك الإبقاء عليها واستثمارها باتِّزان في تعاملاتك جميعًا.
عزيزتي، إن ما تُعانيه اليوم يعدُّ مِن المشكلات الشائعة في مجتمعاتنا العرَبية بشكل عام، فالصِّراع بين طرفي الأسرة يكمُن في اختلاف وجهات النظر ورؤاهم؛ إذ يرى الزوجُ أنَّ لدَيْه حقًّا مَشروعًا في التعدُّد، والزوجة تجد في ذلك امتِهانًا لها ولكرامتِها، وبين هاتَيْن الوجهتَيْن تتَّقِد المشكلاتُ، ويزداد التصدُّع الأسريُّ، إن لَم يتم تدارُك الأمر بحكمة وتعقُّل.
وإنِّي إذ أسمع وجهة نظر واحدةٍ في هذه المشكلة، فليس لي أن أكوِّن رؤيةً عن شخصيَّة زوجكِ، وما دفَعَه إلى ذلك، ولِمَ فَكَّر في أنَّك مَن افتعلَ تلك المكالَمات، لكن - بشكل عامٍّ - تُثار في مثل حالتكم - الكثيرةُ التَّكرار- أسئلةٌ مهمة، وهي:
إذا كان الزوجُ مُقتَنِعًا بأنَّه لَديه حقٌّ مَشروع في التعدُّد، فلمَ يتَّخذ الكَذِب والتضليل سبيلاً لنَيْل هذا الحق؟! وهل هو بهذا يتَّبع نهجَ النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - في تحقيق هذا الحق؟!
وهل (التبرير) بأنه لا يُريد (جَرح) مشاعر الزوجة الأولى بإعلامها بالأمر في البداية - مبرِّرٌ لاتِّباع السيئات؛ مثل: الكذب والتضليل؟!
وإنِّي إذ أطرح مثل تلك الأسئلة، إنما ليطلعَ عليها بعضُ الأزواج الذين يحوِّلون تلك السيئات إلى (تشريعات) يحتَكمُون إليها، بدل التشريع العادل الذي أنْزَلَه اللهُ تعالى، وبيَّنَه رسولُ الله تعالى - عليه الصلاة والسلام.
عزيزتي، بحسب ما ذكرْتِ أنت، فإنِّي أتفَهَّم أن هناك ظُلمًا قد وَقَع عليكِ مِن قِبَل تلك المرأة في مكالماتها السيئة أولاً، ثُم باتِّهامك أنت بإجراء تلك المكالَمات، بدل التحقُّق ممن قام بها ومعاقَبته، كما أتفهَّم شُعُورك بالأَلَم بسبب كذب زوجك عليكِ لِمَرَّاتٍ مُتكرِّرة، لكنِّي أتمنى منك النظَر إلى تلك المواقف باتِّزان انفعاليٍّ، دون إقحام مَشاعر أخرى في الحكم عليها.
فما تعرضتِ له تَتَعَرَّض له كثيرٌ من الزوجات في مواقفَ قد تختلف في معطياتها؛ فمنهُنَّ مَن تواجه المواقف نفسه، وتُتَّهم بما لَم تفعلْه مِن قِبَل أهل الزوج، أو قرابته، أو جيرانه، وهو يأخُذ بتلك التهَم دون تحقُّق، فيجور عليها، كما أنَّ كثيرًا مِن الزوجات تشتكي كذِب زوجها، وتضليله لأسباب كثيرة!
وإني إذ أتفهَّم إحساسكِ تُجاه هذا الأَلَم، أتمنى منكِ أن تسألي نفسكِ: لو أنَّ كلَّ زوجة تعرَّضَتْ لِمِثْل هذه المواقف، وكلَّ زوجٍ تعرَّضَ لمثلها من قِبَل زوجته - قد لجؤُوا إلى الانفصال؛ ظنًّا منهم بأنه حلٌّ يوقف عنهم إحساسهم بهذا الأَلَم والجَوْر، فكم سيكون عددُ البيوت التي تضم زوجين؟!
فشيوع المشكلة يا عزيزتي لا بد أن يكون سببًا يَدعُونا إلى التفكير مراتٍ عديدةً قبل اتِّباع الحُلُول الحاسمة، وأن يشكلَ لنا دافعًا للبَحْث عن الحُلُول التي تتَّسم بأقل الخسائر، فزَوَاجُ زوجكِ من أخرى قد أصبح أمرًا واقعًا، وتعامُلك مع الأمر بحكمة في التكيُّف معه قد يكون هو الحل المناسب، دون أن يعني ذلك تنازُلك عن حُقُوقك أو حُقُوق أولادك في كلِّ الأمور، ومنها: قطعة الأرض التي دفعتِ ثمنَها مِن ذهبكِ، على أن يتمَّ ضمانُ تلك الحُقوق بأسلوب حكيم، وحوار كيِّس مع زوجك، دون أن يشوبَه أيُّ توتُّر أو استفزاز.
كما أتمنَّى منك أن تُفَكِّري مليًّا في دافعيَّة المكالمات التي وجهتْها إليك تلك المرأةُ، ولِمَ أرادت استفزاز مشاعرك إذا لم يكُنْ وُجُودك مع زوجك مستفزًّا ومغيظًا لها؟ ولِمَ تخبرك بأنه لا يحبك وأنه باقٍ عليك بسبب أولادِه لو كان ذلك حقًّا، وكانت هي مقتنعة به؟!
وعليه، فإنِّي أنصحكِ بالتأمُّل في كلِّ ذلك، وببحثك عن نشاطات إيجابية تميل إليها نفسُك لممارستها، ليس لإشغال وقتك وفكرك بها وحسب، بل لاكتشاف واستثمار قدراتك ومهاراتك التي لا شكَّ أنها كثيرة، ولتتميزي أمام نفسك أولاً، ثم أمام زوجك وأهلِه، بأن ما تشغلين به فكرك ووقتك أسمى مما تنشغل به المرأة الأخرى التي توقد نفسها بنار التخطيط للمكر.
واعلمي يا عزيزتي أنك إن التَزَمْتِ ذلك، فإنك ستنالين نصرًا من الله تعالى، وسيُكشَف مكرُها الذي لن يكسبها سوى بُغضِ زوجك لها إن لم تتبْ وتنتهِ عن أفعالها .

وأخيرًا:
أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ لك زوجك، وشأنك كله، ويفتح لك أبواب الخير، وبانتظار سماع أخبارك الطيبة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.28 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]