كيف أمنع أختي مِن ضرب طفلتها؟!

[ابوالوليد المسلم]

كيف أمنع أختي مِن ضرب طفلتها؟!
أ. زينب مصطفى


السؤال

أختي مطلقة، وتُعاني مِن مَرَض الفصام، بعد زواجِها أنجبتْ طفلةً عمرها الآن عامان، تضربها كثيرًا، لَم تُرضعْ طفلتَها بسبب مرَضِها، والطفلة لا تأكل، تشرب فقط حَليبًا في قارورةٍ، وتبقى في فمِها دومًا، سواء كانتْ مليئةً بالحليب، أو فارغة!

أختي تنام مبكرًا والفتاة الصغيرة تصرُخ ليلاً، فتظل الأم تضربها حتى تنام، فكيف أمنع أختي مِن ضَرْب ابنتها؟

دائمًا أتشاجَر معها بسبب ضَرْب الفتاة، وكثيرًا ما أخلِّص الطفلةَ مِن يد أمها، أنا كرهتُ هذا الوضْع، حتى إنني بدأتُ أتركها وهي تضربها، وأقول: لن أتدخل حتى إن قتلتها!

لا أريد أن تكبرَ الطِّفلةُ وهي معقَّدة نفسيًّا بسبب ضرب أمِّها لها، كما أنها تُعاني حرمان حنان الأب.



أرجو أن تنصحوني كيف أتعامَل مع هذه المشكلة؟




الجواب

أختي الحبيبة،,

أنا فخورةٌ بكِ وبرقة قلبكِ نحو الطفلة، ومحاولتكِ حل مشكلة أختكِ وابنتها، فأنتِ بذلك تعدينَ نعمَ الخالةُ لهذه الطفلةِ الضعيفة، ونعْمَ الأختُ نحو أختِها المريضة.

اعذري أختكِ، فهي نفسُها بحاجةٍ للمساعدةِ النفسيَّة والجسديَّة بسبب مرَضِها، وبسبب طلاقِها، فكوني بجوارها، وتعاطَفي معها ومع ابنتِها، وإليكِ تلك النصائح في التعامُل مع الأمرِ:

بداية: احمدي الله تعالى على نعمة الصِّحة، وعلى أن نَجَّاكِ مِن هذا الابتلاءِ، واعزمي على مساعدتهما، راجيةً الثواب منَ الله تعالى، وتذكَّري دومًا أنَّ الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

- حاولي التخفيف عنْ أختكِ في وقتِ توتُّرها؛ بأخْذ الطفلةِ منها، ومُلاعبتِها، دون أن تشعرَ أختكِ بأنَّكِ تأخذينها لتحميها، لكن أشْعريها بأنَّكِ تلاعبينها أو تنوِّمينها.

- حاولي ضمَّ الطفلة دومًا باحتِضانها خاصَّة وقت أخْذها للَّبَن، ومحادثتها بلُطْف؛ حتى تعوضيها ما افْتَقَدتْه مِن حنان الأبوين.

- تحدَّثي مع أختكِ بهدوءٍ، وتناقَشي معها في أن هذه طفلة ضعيفة، لا ذنب لها، ولا تتحدثي مع أختكِ بشدةٍ، أو بصراخٍ، مهما حدث؛ لأنَّ أختكِ هي نفسها تُعاني، وربما لا تشعر ولا تُدرك عواقبَ ما تفعل؛ لذلك استغلِّي أوقات هُدُوئِها وناقشيها في الأمر.

- مِن الممكن إلحاق الطفلة صباحًا بحضانةٍ جيدة فيها رعاية، حتى ترتاحَ الأم قليلاً في الصباح، فتكون أكثر طاقة ليلاً، وكذلك الطفلة تفرغ طاقتها في الحضانة واللعب بين الأطفال الآخرين الذين في مثْل سنِّها، فتستمتع، وخاصَّة أنَّ هذا المرَض مِنَ السَّهل انتقاله بالوراثة، فالطِّفلةُ مُعَرَّضة له إنْ عاشتْ في هذا الجوِّ طويلاً، ولذلك بُعدها عن والدتِها بعض الوقت قد يكون في صالِحِها، وإلحاق الطفلة بحضانة سيضبط مواعيد نومِها واستيقاظها، وسيُساعدها على تناوُل الطعام بتقليد باقي الأطفال.

- حاولي أن تُحضري للأم كتابًا عنِ التربية الجيدة، أو كيفيَّة التعامُل مع الأطفال في هذا السنِّ، أو ساعديها بمعلوماتٍ عنْ كيفيَّة إطعام الطفلة وتنويمها عنْ طريق الكُتُب أو الإنترنت، حسب ما تحب هي، فربما تشعر بعجْزٍ عن كيفية فَهمها أو معرفة ما تحتاجه.

- حاولي التحدُّث مع طبيب الأم، فربما كانتْ بحاجة لمهدِّئات، أو ربما حديثه معها عن ابنتها قد يكون فعَّالاً أكثر من حديثكما معها؛ فهي بحاجةٍ لمساعدة المختصِّ المتابع لحالتها، ولتحرص أيضًا على أخْذ العلاج بانتظام.

وفي النهاية، أذكِّرك بأن كلَّ ما ستفعلينه معها سيردُّ لك، وسيسَخِّر اللهُ لك مَن يساعدكِ في حياتكِ دومًا، فالأيام دوَلٌ، هذا غير الثواب الجزيل مِن الله تعالى، فلا تَتَرَدَّدي أبدًا في تحمُّلك لهذه المسؤولية، واستعيني بالله تعالى، وادعيه أن يفتحَ لكِ أبواب الخير، ويسهل لك طرُق مساعدتهما.



وفَّقكِ الله وجزاكِ كل الخير