كثــرة الخطباء وقلــــة العلــماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121119 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2021, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي كثــرة الخطباء وقلــــة العلــماء

كثــرة الخطباء وقلــــة العلــماء


عيسى القدومي




حقاً إننا نعيش في زمان يكثر خطباؤه ويقل علماؤه، وهذا مصداق لما أخبر به الصادق الأمين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ فالعلماء في هذا الزمان قليل، والخطباء كثير، وجولة في القنوات الفضائية تكفيك جهد البحث عن دلائل لكثرة الخطباء والمتكلمين، وقلة العلماء الربانيين .
أخرج الترمذي وأحمد وصحح الألباني حديثاً عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[: "إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد ذلك زمان: كثير خطباؤه، قليل علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا".
والحديث واضح الدلالة على أنه لا يأتي زمان إلا الذي بعده شرٌ منه ، فالأمة زمن النبي[ وأصحابه كان فيها كثير من العلماء، وإذا كثر العلماء قلّ الخطباء، فالعلماء هم علامة الخير والأمان والرأي السديد في الأمة، والزمن الذي يكثر فيه العلماء يكثر خيره ويقل شره وتوأد فتنه.
فزمن النبوة والصحابة بين يدي الرسول الهادي إلى سواء السبيل هو زمن قيام الدين في النفوس، وقيام دولته وانتصاره وانتشاره في الأرض؛ فلا عذر لمن لا يتمسك بكل عرى الدين دون خوف من عدو قريب أو بعيد، ومن ترك شيئاً من الواجبات وهو قادر على أدائه فهو آثم، فالنبي[ خاطب الصحابة بأنهم في زمان متصف بالأمن وعز الإسلام، ومن ترك عُشر ما أُمر به من أَمْر بالمعروف ونهي عن المنكر وما أمر به من دين الله فقد هلك، أي وقع في المهالك، فالترك تقصير ولا عذر له.
وبعد ذلك يأتي زمان يضعف فيه الإسلام، ويكثر الظلم ويعم الفسق والفجور ويقل أنصار الدين ويكثر المعادون، وكانت وصية النبي[ لأمته التمسك بعشر ما نعرف؛ لصعوبة العمل بأكثر أمور الدين، فواقع الأمة وتداعي الأمم عليها كالأكلة إلى قصعتها يجعلها توازن وتقدم المصالح على المفاسد، لا أن يعلن كل خطيب وكل من اعتلى منبراً ما شاء من القول مع الجهل، ليفسد أكثر مما يصلح.
فمع قلة العلم والعلماء يجد المتكلمون المتشدقون المضللون فرصتهم لبث سمومهم، وتكثر الكتابات والمؤلفات لمواضيع يندى لها الجبين، تضيع فيها الأحكام والحدود، وتنتشر معها الأهواء والبدع والضلالات، بمقاسات تناسب أهواء الناس وفتنهم!!
وفي آخر الزمان يتناقص العلماء ويكثر الجهل ويعم الفساد، وهذا قد اخبر به الرسول[، فإذا ذهبوا ذهب العلم وأقبل الجهل؛ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويُبث الجهل، وتشرب الخمر، ويظهر الزنى" رواه البخاري و مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما- يرفعه إلى النبي[: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" رواه الشيخان.
وقد عد العلماء كثرة الخطباء وقلة الفقهاء من أشراط الساعة؛ لما روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: إنك في زمان كثير فقهاؤه، قليل قرَّاؤُه، تُحفظ فيه حدودُ القرآن، وتضيَّع حروفه، قليلٌ مَن يَسأل، كثيرٌ من يُعطي، يطيلون فيه الصلاة، ويُقصرون الخُطبة، يُبَدُّونَ أعمالهم قبل أهوائهم. وسيأتي على الناس زمانٌ قليلٌ فقهاؤه، كثيرٌ قرَّاؤُه، تُحفظُ فيه حروفُ القرآن، وتضَيَّع حُدودُه، كثيرٌ مَن يَسأل، قليلٌ مَن يُعطي. يُطيلونَ فيهِ الخُطبة، ويُقصرون الصلاة، يُبَدُّونَ فيه أهواءَهم قبلَ أعمالهم.
من العلماء؟

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم النافع «فضل علم السلف على علم الخلف»، راداً به على من اغتر بكثرة الكلام، وعده معيارا للعالم، قال - رحمه الله تعالى-: وقد ابتلينا بجهلة من الناس, يعتقدون في بعض من توسَّع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كلِّ من تقدم من الصحابة ومن بعدهم؛ لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين - ثم ذكر الثوري والأوزاعي والليث وابن المبارك وقال: فإنّ هؤلاء كلهم أقل كلاما ممن جاء بعدهم، وهذا -أي هذا التفصيل- تَنَقُّص عظيم بالسلف الصالح، وإساءة ظن بهم، ونسبتهم إلى الجهل وقصور العلم, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويضيف الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- : وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه ولا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالماً؛ فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه، ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه، ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله[: "من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ فليتبوأ مقعده من النار".
ولا شك أن أعظم فتنة في هذه الأزمان التمسك بالدين وحفظه وعدم التنازل عنه؛ فالمحافظة على الخير ولو كان قليلاً فيها سلامة للمسلم وحفظ له من الانزلاق والسقوط، فعلى المسلم أن يستمسك بما يستطيع: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} ويجعل من هذا التمسك منهج حياة يحفظ به المسلم دينه وعقيدته .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعلم النافع، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]