|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التعليم والاقتصاد كيندة حامد التركاوي المنهج: هو الدستور الذي تسير عليه الخطة التعليمية. المفهوم الحديث للمنهج: هو جميع الخبرات التربوية التي تنظمها المدرسة سواء كان داخل أسوارها أو خارجها بهدف مساعدة الطالب أو المتعلم [1]. والمنهج المدرسي معناه: توجيه العناية إلى الناحية المعرفية أكثر من أي شيء آخر. فالناحية المعرفية أو انتقاء المادة الدراسية يكون هو كل شيء في المدرسة وأي نشاط لا يتصل بإتقان المادة الدراسية يكون في خارج المنهج وتكون أهمية أقل كثيراً من المادة الدراسية [2]. ويُعرف تخطيط المنهج بأنه نوع من التصور لما ينبغي أن يكون عليه المنهج، مع ربط هذا المجال التصوري بمجالات التطبيق والتنفيذ مع وضع إمكانيات النجاح والفشل [3]. ويجب أن يحتوي المنهج على مجموعة من المعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات التي يتضمنها المنهج التربوي. وتفتقر مناهجنا في معظم الدول العربية إلى الشمولية، طبعاً لا يوجد منهج شامل، لكن يمكن استخدام هذه المناهج بأسلوب أكثر دراية، بحيث نسبغ عليه الطابع الإسلامي. فمثلاً يمكننا في دروس القراءة سرد قصة تحمل معاني تربوية هادفة عن حياة الرسول أو الصحابة، أو التابعين، والقصص كثيرة كما يعلم الجميع. في دروس الرياضيات يمكن استبدال مسائل الربا بمسائل عن الصدقة والهبة، ومسائل صندوق توفير البريد، بمسائل الادخار المشروع. وفي دروس العلوم يمكن غرس محبة الله داخل قلوب صغارنا من خلال تأملهم في عظمة الخالق بخلق الكون وما يحيط حولهم من كائنات حية، وكيفية التعامل مع النظام البيئي والمحافظة عليه في حين كون حب الله فطرة، فإن حب الرسول تعلّم. علينا أن نتعلم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتدرب عليه، وهذا لا يتم إلّا بالتعرف على سيرته الشريفة وصفاته. وهذا ممكن من خلال أسلمت المناهج التعليمية. كما يجب على رجال التربية والتعليم والتدريب والتطوير أن يأخذوا البعد الاقتصادي في المناهج والمقررات التي تقدم للإنسان في مراحل تربية تعليمه المختلفة [4]. وأقترح إعداد "وحدة في المناهج الدراسية للتربية الاقتصادية" وهذا المدخل يُعالج الموضوعات البيئية والبيتية، وقد تكون هذه الوحدة قائمة على المادة الدراسية، بحيث تهتم المناهج بإعداد وحدة اقتصادية في كل مادة. وبعملية مسح للمناهج الدراسية في سورية من مرحلة التعليم الأساسي أي: من الصف الأول إلى الصف التاسع، وحتى في المرحلة الثانوية، لم أجد درس يحمل قيمة تربوية اقتصادية متكاملة، باستثناء بعض الدروس في مادة العلوم - لا يتجاوز الدرس بضعة أسطر - وإلى جانبه صورة لمنع هدر الماء. طبعاً هذه قيمة تربوية جيدة، لكن كان يمكن أن نسبغ عليها الطابع الديني من خلال حديث نبوي شريف، وواضعو المناهج يضعون وحداتها بشكل متوافق مع المواد الأخرى، فيمكن إلحاق درس العلوم الذي يتحدث عن الإسراف، بدرس قراءة تسرد في قصة تعليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه عدم الإسراف في الوضوء، ويلحق به درس للمحفوظات يحفظ من خلاله التلميذ أنشودة تحض على الحفاظ على مصادر الطاقة الماء والكهرباء، والبيئة بشكل عام. كما يمكن إدخال مفاهيم اقتصادية إلى المناهج ليعتادها التلاميذ كمفهوم البيع والشراء والادخار والاستثمار والتنمية، التخطيط. وممارسة المعلم في تنفيذ بعض المشاريع المقترحة من قبل التلاميذ للإسهام في تحقيق مردود مادي أو مشروع اقتصادي سواء للمدرسة أو للبيت أو للتلاميذ أنفسهم حتى يعتادوا روح الفريق الواحد [5]. وللباحثة تجربة في هذا السياق طُبقت مع تلاميذ الصف السادس عندما كنت أُدرس في مدرسة (حسن المحيميد) في محافظة حمص، فقمت بطرح فكرة ادخار مبلغ من المال في حصالة، شرط أن يبقى الموضوع سراً بين تلاميذ الشعبة ولا يخرج هذا السر لأحد مطلقاً، وبالفعل كان التلاميذ يضعون مبلغاً زهيداً من المال لا يتجاوز بضع ليرات، وبعد شهر فتحنا الحصالة بحضور الجميع، وقمنا بشراء هدية رمزية لمدير المدرسة ومساعده نظراً لجهوده الفاضلة في المدرسة، وكم كانت سعادة التلاميذ كبيرة بهذا العمل، وكانت سعادتهم أكبر عندما اخترت تلميذين للذهاب معي لانتقاء وشراء الهدية. فعلاً كان موقفاً لا أنساه ما حييت عندما رأيت الفرحة تغمر التلاميذ والمدير ومساعدته بعد استضافتنا لهم في الصف وقدّمت عريفة الصف الهدايا. [1] نبهان، يحيى، الأساليب التربوية الخاطئة وأثرها في تنشئة الطفل، عمان، اليازوري، الطبعة العربية، 1428هـ/ 2008م، 63. [2] النمر، عصام وتيسير الكوفحي، مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة، عمان، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الطبعة العربية، 1430هـ/ 2010م، 12. [3] المرجع السابق، 126. [4] شحاته، حسين حسين، الاقتصاد الإسلامي بين الواقع والتطبيق، 50 [5] الحاج، خالد محمد علي، أعلام التربية والمربين من القدماء والمحدثين، عمان، الناشر المؤلف، ط1، 1989م، 51.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |