حساسية أم زوجي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48920 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61455 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42801 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »          أهمية العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-11-2021, 04:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,546
الدولة : Egypt
افتراضي حساسية أم زوجي

حساسية أم زوجي
أ. شروق الجبوري




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرف أن كثيرًا من الناس قد قاموا بإرسال استشارات شبيهة باستشارتي، ولكن أنا لَم أُرسل أطلب النُّصح، إلاَّ لأنني فعلاً بحاجةٍ إلى النُّصح، وأرجو أن يتَّسع قلبُكم لِما سوف أكتب.

قبل عامٍ توفِّي أبو زوجي، فقام زوجي بإحضار والدته للعيش معنا، وقد وافَقتُ على ذلك ابتغاءَ مَرضات الله ثم زوجي؛ لأنني أحبُّه كثيرًا، ولكن منذ أن حضَرت والمشكلات أصبَحت بيننا كثيرة؛ فهي حسَّاسة جدًّا جدًّا، ويجب أن تَحسب مليون حسابٍ قبل أن تتفوَّه بكلمةٍ أمامها، وقد سَمِعتها عدَّة مرَّات تتكلَّم عني بالسوء، وكل مرَّة أذهب وأتكلَّم معها، وأقول لها: أنا وأنتِ يجب أن نتَّفق من أجْل زوجي، ولكن بعد مدَّة يبدأ الخلاف من جديد، وهكذا؛ حتى أصبَحنا نتَشاجر كلَّ يومين تقريبًا، وأنا لا أقول: إنني مَلاكٌ، ولكنني أُخطئ، ولكن لا أعرف كيف أتعامَل معها؟ فمرَّة أُحضُر لها هدية، ومرَّة أعزمها على المطعم، ولكنها حسَّاسة جدًّا، وأنا لا أستطيع التعامُل مع إنسان حسَّاسٍ إلى هذه الدرجة.
ولا أُخفيك أنني صِرتُ أغضبُ من زوجي؛ لأنه أحْضَرها عندي، مع أنها قويَّة وتَستطيع أن تعيشَ بمفردها، وأنا لا أُرسل إليكِ؛ كي تقولي لي: اصبِري، فأنا مَلَلْتُ من المشكلات، ولا أعرف ماذا أفعل؟!
صِرْتُ في حالة نفسيَّة سيِّئة جدًّا، وعصبيَّة، وقد كلَّمتُ زوجي من أجْل أن يَفصل بيننا، ولكنه يُصِرُّ على أن يضعَ النفط بجانب النار، ويقول لي دائمًا: اصبري، وأنا لا أُريد أن يذهبَ عمري هكذا، وأكبرَ وأنا لَم أسْتَمْتِع بحياتي.
أمَّا عنِّي، فأنا امرأة مُتحجبة، وأُصلي والحمد لله، ولكني لا أستطيع أن أتحمَّل وجودها في حياتي أكثر من ذلك، فهل من حقي أن أُطالب زوجي أن يَفصلني عنها، حتى لو كان هذا سيُسَبِّب الغضب والمشكلات بيننا.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أُختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا بدايةً أن نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنفعك وينفع جميع المُستشيرين.

كما أَوَدُّ أن أُحَيي ما لَمَستُه فيكِ من خُلقٍ كريم؛ ليس في تعامُلك مع مَن حولك وحسب، بل وفي حساباتك الفكريَّة، ومُراجعاتك الناقدة مع نفسكِ، ووضوحك وصراحتك مع ذاتكِ، وحِرصك على تقرُّبك إلى الله تعالى، بالإضافة إلى حبِّك لزوجك وسَعيك لإسعاده، وهي جميعًا سمات إيجابيَّة تُحسب لكِ، وأَرْجو منك تعزيزها في نفسك، والإبقاء عليها مَهْما واجَهتِ من تَحدِّيات.
عزيزتي، أسْتَشِفُّ من سياق رسالتك أنَّك قد وصَلتِ إلى مرحلة تتَّسم ببعض التعقيدات في جوانبها الاجتماعيَّة والنفسيَّة، الأمر الذي ينعكس حتمًا على حياتك الزوجيَّة وجوانب حياتك الأخرى، ولكي لا يزيد اتِّساع الآثار المُترتبة على ذلك، فلا بدَّ من تَدارُس الأمر مع زوجك بصورة عقلانيَّة وواقعيَّة، تُسهم في إيجاد حلٍّ عملي، ليس لمشكلتك فقط التي أتفهَّم مشاعرك بشأنها، بل ولمشكلة والدته أيضًا، وبالتالي مشكلته هو أيضًا.
ومما يُساعدكم في إيجاد مثل ذلك الحلِّ: تعرُّفكم على مشاعر حَماتك واستبطانها، فهي تعيش الآن حالة من الصِّراع النفسي بين عدَّة مشاعرَ؛ تَشعر في أحد جوانبه بأنها (ضيفة) ثقيلة في بيتكم، وترى أنَّها قد تَسبَّبت في عرقلة مُجريات حياتكم اليوميَّة التي تَجدون راحتكم فيها. وهذه المشاعر لن تزولَ مهما اجْتَهَدتِ أنتِ وزوجَك في مُداراتها، بل قد تتسبَّب المبالغة في مُداراتكم لها في تعزيز تلك المشاعر لَدَيها، ومن جانبٍ آخرَ ترى أنها قد خَسِرتْ زوجها الذي كان لها سندًا، وبوجوده كانت هي سيِّدة البيت، كما أنها تَشعر بخسارة ابنها الذي لا تُمثل اليوم له أولى أولويَّاته، كما كان عهده بها قبل أن يتزوَّج، وأنَّ ما يقوم به تُجاهها حاليًّا هو بدافع الواجب، لا الحب والرغبة في ذلك كما يَفعل بشأنك أو بشأن أولاده.
أُختي العزيزة، إن تعرُّفَكم على تلك المشاعر، وتفهُّمكم إيَّاها، يَدفعكم باتجاه انتقاء الحلِّ الأفضل الذي يسدُّ حاجات والدة زوجك، ويسدُّ حاجاتك دون جَوْرٍ على أيِّ طرَفٍ؛ إذ يتبيَّن من سياق رسالتك، أنَّ لزوجك القدرةَ على توفير سكنٍ خاصٍّ ومُستقل لوالدته، فإذا كان ذلك مُمكننًا، فأرى أن يتمَّ ذلك من خلال إيجاد سكنٍ مجاورٍ لبيتكما، وبذلك يُشبع حاجة والدته إلى الشعور بالاستقلال، وأنَّها صاحبة القرار في المكان الذي تَسكنه، كما أنه يُزيل عنها شعورَ وجودها في مكان ليستْ مرغوبةً فيه.
لكنَّ ذلك لا بدَّ أن يتمَّ بقناعة زوجك وتفهُّمه للأمر، وبمساعدتك ومُؤازرتك له في الجوانب الماديَّة، أو غيرها مما قد يحتاجه لتحقيق ذلك، كما يجب أن تكونَ مُفاتَحتُكم لها في الأمر على مبدأ أنَّكم اسْتَشْعرتُم حاجتها هي، ورَغبتكم في تحقيق راحتها واستقرارها؛ لأهميَّة وجودها في حياتكم، ولا سيَّما ابنها، وأنه يخشى أن يؤثِّر انزعاجُها في بيتكم على حالتها الصحيَّة.
وإن تَمَّ ذلك، فلا بدَّ أن تَتبعه سلوكيَّات ومواقف متواترة، تُشعرها بحبِّكم لها، ورَغبتكم في مجالستها واستشارتها في كثيرٍ من الأمور؛ لأنها صاحبة خِبرة ودِراية في الحياة بحُكم سنِّها، وخاصة ابنَها.
كما عليك حينها الْتِزام الصبر الجميل إزاء ما يُمكن أن يَبدرَ عنها من كلامٍ أو سلوكيَّات؛ لأنَّكِ حينها يُمكنك العودة إلى بيتك والتنفيس عن نفسك بما تَرغبين فيه، مع الحفاظ على علاقة طيِّبة معها.
ولا بدَّ لي قبل الختام، أن أَلْفِتَ نظرَك إلى الخُلق النبيل الذي يتمتَّع به زوجك؛ فموقفه مع والدته وصَبْره على آثار ذلك الموقف - رغم عدم عجزها كما ذكَرتِ - لا بدَّ أن يُعطيك شعورًا بالأمان والثِّقة تُجاهه، والسعادة والاستئناس بتلك النعمة.

وأخيرًا:
أختمُ بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلح شأْنكم كلَّه، ويُقدِّم لكم الخيرَ، ويَنفع بكِ، وسنَسعد بسماع أخبارك الطيِّبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]