
10-11-2021, 03:11 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,938
الدولة :
|
|
المدرسة الناجحة
المدرسة الناجحة
كيندة حامد التركاوي
يمكن أن نعتبر التربية في معناها الشامل مرادفة لعملية التطبيع الاجتماعي، وهي تتضمن كل سلوك اجتماعي يساعد على إدماج الطفل في عضوية المجتمع، أو كل سلوك يؤدي إلى استمرار المجتمع من خلال الجيل الجديد.
المدرسة تلك المؤسسة التربوية شأنها كباقي المؤسسات تعتمد في إنتاجها على حسن إدارتها؛ ذلك لأن المدير الناجح هو الذي يقود مدرسته بسلاسة ويسر نحو تحقيق الأهداف التربوية، وصولاً إلى خلق جيل واعد يتحمل عبء المسؤولية المناطة به فالإدارة وسيلة لغاية هدفها تحقيق العملية التربوية تحقيقاً وظيفياً [1].
إن المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية مهمة وتؤدي رسالة عظيمة، فهي تؤثر في المجتمع وتتأثر به ايجابياً وسلبياً تبعاً لمدى توافر عوامل معينة، إن العملية التربوية التعليمية في إي قطر ترتبط ارتباطاً عضوياً بالسياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي توجد فيه، وتتحرك من خلاله والإصلاح التربوي يرتبط بتطور المجتمع بجميع مكوناته وعناصره [2].
لا تُعد المدرسة مؤدية لرسالتها على وجه كامل إلا إذا تعهدت جميع قوى الطفل وعنيت بتربيته من جميع نواحيه: فعنيت بتربية جسمه وإدراكه ووجدانه وإرادته وبتقويم أخلاقه وسلوكه وشخصيته؛ وأعدته إعداداً سليماً لحياته المستقبلية من الناحيتين الفردية والاجتماعية؛ وزودته بما يحتاج إليه من معرفة ومعلومات [3].
فالمدرسة في الأمم المتحضرة الحديثة قد أصبحت موطناً للتربية على العموم، ولم تعد وظيفتها مقصورة على تلقين التلاميذ المعلومات، كما كانت من قبل وينبغي أن تكون وظيفتها شاملة لكل نواحي التربية. ولا ينبغي أن تتخفف من أية ناحية من هذه النواحي وتلقيها عل كاهل غيرها وذلك لأنها هي الأداة الوحيدة التي تتوافر لديها الإمكانات الضرورية لأداء الوظيفة [4].
يمكن للمدرسة الناجحة من معالجة الكثير من السلوكيات الإسرافية السلبية للتلاميذ من خلال:
• تخصيص صندوق كرتوني كبير، جميل المنظر يوضع في ممر كل طابق، تجمع فيه الأوراق الممزقة - طبعاً بعد تنبيه التلاميذ لعدم تمزيق الأوراق من الدفاتر إلا عند الضرورة القصوى - حيث يمكن الاستفادة من هذه الأوراق في تدويرها مرة أخرى.
• وضع الملصقات الإعلانية الجميلة، في الباحة والبهو، والممرات وفي الصفوف، تتضمن هذه الملصقات أحاديث نبوية شريفة، وبعض الحكم المعبرة والشعارات التي تحض على عدم الإسراف والمحافظة على المرافق العامة، ويا حبذا لو كانت هذه الملصقات من صنع التلاميذ أنفسهم بعد تشكيل فريق من العمل، يضم تلاميذ خطوطهم جميلة، وتلاميذ بارعين بالرسم، لرسم بعض الإشارات المعبرة على هذه الملصقات، طبعاً هذا الأمر يكون تحت إشراف المعلم، وبذلك ننمي عند التلاميذ روح الفرق الواحد، ونعزز الثقة بأنفسهم - خاصة بعد شكرهم والثناء على عملهم، بالإضافة إلى تزيين المدرسة بلوحات رائعة الجمال، قيمة المضمون، بعيد الأثر.
• استغلال الاجتماع الصباحي لتوجيه التلاميذ إلى بعض السلوكيات الايجابية، والتنبيه على بعض السلوكيات السلبية، لما فيها مخاطر تربوية بالغة الأثر في المجتمع قاطبة.
• الاستفادة من الإذاعة المدرسية في الاحتفالات، وفي الفرص اليومية بين الحصص الدراسية.
ويقصد بالإذاعة المدرسية: الإعلام المدرسي- المسموع وهو: ذلك النشاط الإذاعي، الذي يتلقّاه طلاب مدرسة ما، في بداية يوم دراسي، ويلقيه على مسامعهم وعقولهم نخبة مختارة، محدّدة ومعدودة من طلاب تلك المدرسة، وبإشراف مشرف الإذاعة المدرسية من وراء الميكرفون، ضمن فقرات معدّة ومدروسة، يُقصد منها الثراء العلمي والأدبي والمعرفي والأخلاقي لكل طالب، يقدّم في الطابور الصباحي. والمعروف أن النشاط المدرسي يعكس بشكل أو بآخر ما يتلقاه الطالب في الحصة الصفيّة من مادة علمية، ويطرحه على زملائه بالكلمة والحركة أحياناً فالنشاط والمادة العلمية، كُلٌّ متكامل... هذا النشاط الإعلامي المسموع، حتى يكون نافعاً، معطياً، أُكله الطيب. والمأمول في كل يوم دراسي جديد لابد أن يكون مدروساً ومعدّاً بشكل مسبق، وضمن ضوابط معينة منها:
1- أن تسلك سبيل التنويع والتجديد ما أمكن لذلك سبيلاً.
2- التركيز بشكل أساسي على الصفات الحميدة... [5].
3- التوجيه الإرشادي الديني إلى المحافظة على النعم التي أنعم الله علينا بها كالماء والكهرباء
4- التوجيه الإرشادي الديني إلى الحفاظ على القرطاسية المدرسية؛ لأنها من نعم الله تعالى علينا، وبالمحافظة عليها نرضي الله تعالى، ونساهم بتخفيف الأعباء المادية على الوالدين.
5- الحفاظ على نظافة الصف والمدرسة؛ لأنها بيتنا الثاني.
6- الحض على العمل الجماعي، والمشاركة بتنظيف الصف والممرات وباحة المدرسة، والمحافظة على الأزهار واللوحات والملصقات الموجودة في المدرسة.
7- الحفاظ على الهندام المدرسي نظيفاً، جميلاً مرتباً، والحرص على القدوم إلى المدرسة بنظافة تامة تتضمن تمشيط الشعر، وتقليم الأظافر، وتلميع الحذاء، وهذه هي صفات المسلم نظيفاً، مرتباً، متشبهاً بهاديه إلى الإيمان القويم نبي الجلال والكمال.
8- التأكيد على الحضور إلى المدرسة في الوقت المحدد، وعدم التأخير. وبذلك نغرس في قلب التلميذ أهمية الوقت والمدى المجدّي في استغلاله أحسن استغلال.
ويمكن أن يخصص كل يوم للحديث عن إحدى هذه الإرشادات التربوية الهامة، ويُكلف كل يوم تلميذ من التلاميذ تحت إشراف المعلم، بإعداد كلمة الصباح، مع الاستدلال بآيات قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على النظافة والترتيب: اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ تَجْمَعُ الأَكْنَافَ فِي دُورِهَا[6]. والاستشهاد بأبيات من الشعر الجميل. وبذلك نعود طلابنا على الجرأة و الخطابة، والتمكن من اللغة العربية الفصيحة.
1- الإدارة الحكيمة:
تقع على عاتق مدير المدرسة الكثير من المهام والواجبات، التي يجب عليه أن يقوم بها بكل كفاءة؛ ليحقق الأهداف التي وضعها وزملاؤه، وهذه الواجبات تتنوع في أربعة مجالات هي: العملية التعلّمية التعليمية، الطلاب، التنظيم الإداري، المجتمع المحلي [7].
ولما كانت العملية التعلّمية من أهم الأمور التي يترتب عليها الجيل القادم من حيث القيم والاتجاهات والميول وبالتالي فالمدرسة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن بناء الشخصية السليمة لأفراد الجيل القادم الذي سيأخذ على عاتقه المحافظة على الموروث الحضاري لأمته. ولما كان للعلاقة المتبادلة بين الإدارة التربوية وطلابها الأثر البالغ في ذلك [8].
يمكن أن نعتبر التربية في معناها الشامل مرادفة لعملية التطبيع الاجتماعية. وهي تتضمن كل سلوك اجتماعي يساعد على إدماج الطفل في عضوية المجتمع، أو كل سلوك يؤدي إلى استمرار المجتمع من خلال الجيل الجديد. وتهدف عملية التربية الحديثة إلى جعل المدرسة جزءاً من المجتمع يتفاعل مع البيئة الخارجية يتأثر بها ويؤثر فيها بحيث لا توصف المدرسة بأنها تعيش في عزلة عن الحياة الاجتماعية .[9]
تعتبر المدرسة امتداداً لوظيفة الأسرة، بل أنها يجب أن تكون كذلك. ولابد أن تعتبر التلميذ إنما انتقل تماماً كما ينتقل في منزله من حجرة إلى حجرة أخرى، لذا أصبحت ملزمة بأن توفر للتلميذ بها كل ما يحقق ما كانت تلتزم الأسرة تحقيقه في عهدها الماضي. ولابد لها أن تكون على اتصال وتعاون وثيق مع المنزل في كل ما يخص التلميذ. وكان لا بد للمدرسة من تنظيم نوع من الخدمات الاجتماعية بهدف إلى حل الصعوبات والمشكلات الفردية للتلاميذ.
2- اللقاءات التربوية:
إن الإدارة الواعية التي تسعى للنهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، والوصول إلى تحقيق أهدافها المنشودة، بأقصر السبل وأسلمها، تُدرك مدى أهمية التواصل بين البيت والمجتمع المحلي، ولهذا فهي تعمل على إبقاء قنوات الاتصال به مفتوحة، وتبني جسوراً من الثقة بينهم، فتشجعهم على زيارة المدرسة، وتعمل على تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين، لتوطيد العلاقة بينهما، وتمتين عُرى التعاون الجاد، وهي دائماً تطلعهم على كل ما استجد من أمور تربوية، وتحفزهم على المساهمة في حل مشكلات أبنائهم وترغيبهم بضرورة تلبية الدعوات الموجهة إليهم بزيارة المدرسة، والمشاركة بفعالية فائقة في الأنشطة والاحتفالات التربوية [10].
وتتحقق أهداف التربية الحديثة وتأتي العملية بثمارها المرجوة عندما توجد العلاقة الوثيقة بين البيت والمدرسة. ويتم ذلك من خلال اللقاءات مجلس الأولياء، وعلى الأهل مساعدة المدرسة على الاستفادة من موارد وإمكانيات المجتمع العام.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|