|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مختارات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والبدع المحدثة من كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم محمد حلمي حمد قال -رحمه الله- في البدع والأعياد المُحدثة: • سائر الأعياد والمواسم المُبتدَعة فإنها من المنكرات المكروهات، سواء بلغت الكراهة التحريم أو لم تبلغه. [في كلام شيخ الإسلام هنا بيانٌ أن البدعة الشرعية مُنكرة على كل حال، ومنها الأعياد والمواسم المبتدعة، وأنها قد تكون مكروهةً كراهةً تنزيهية، وقد تكون مُحرّمة]. • فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه... من غير أن يشرعه الله؛ فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، نعم قد يكون متأولًا في هذا الشرع فيغفر له لأجل تأويله، إذا كان مجتهدًا الاجتهاد الذي يُعفى معه عن المخطئ ويثاب أيضًا على اجتهاده، لكن لا يجوز اتباعه في ذلك. • لا ريب أن من فعلها متأولًا مجتهدًا أو مُقلدًا كان له أجرٌ على حُسن قصده، وعلى عمله، من حيث ما فيه من المشروع، وكان ما فيه من المبتدَع مغفورًا له، إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين. [فيما سبق من كلام شيخ الإسلام بيان خطورة البدعة على الدين لأن فيها شرع ما لم يأذن به الله، وأن المجتهد أو المقلِّد قد يُعذر في بدعته، ويثاب على قصده وعلى ما فيها من خير]. • الأعياد من الشرائع فيجب فيها الاتباع لا الابتداع؛ [وهذه قاعدة مهمة في الأعياد]. وقال -رحمه الله- في المولد: • يُحدِّثـُه بعضُ النّاس إما مضاهاة [أي مشابهةً] للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا. • والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا. • فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام الُمقتضي وعدم المانع منه... وكانوا أشدَّ حُبًّا له مِنَّا. [قيام المقتضي: أي أن سببه في زمانهم وزمان الوحي موجود، قال الشاطبي: وسببه في زمان الوحي موجود ولم يحدد فيه الشارع أمرًا زائدًا على ما كان من الحكم العام في أمثاله، فهذا القسم باعتبار خصوصه هو البدعة المذمومة شرعًا]. • وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سُنّتِهِ، ونشر ما بُعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين. • أكثر هؤلاء الذين تجدهم حُرَّاصًا على أمثال هذه البدع مع ما لهم من حُسن القصد والاجتهاد، تجدهم فاترين في أمر الرسول عمَّا أمروا بالنَّشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يُحلِّي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه، وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يُصلي فيه، أو يُصلي فيه قليلًا. وقال رحمه الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: • أن يكون حرصك على التمسك بالسُنّة في خاصتك وخاصة من يطيعك، وأعرف المعروف وأنكر المنكر. • أن تدعو الناس إلى السُنّة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه وإذا كان في البدعة من الخير، فعوَّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان. • وكثير من الُمنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم مُقصرين في فعل السُنن من ذلك أو الأمر به. • وقد قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار... فقال: "دعهم فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب"، مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة. • فتفطن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية والمفاسد، بحيث تعرف ما مراتب المعروف ومراتب المنكر حتى تقدم أهمها عند الازدحام، فإن هذا حقيقة العلم بما جاءت به الرسل... بحيث يقدم عند التزاحم أعرف المعروفَيْن وينكر أنكر المنكرَيْن، ويرجح أقوى الدليلين، فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |