|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بين زوجتي وأهلي أ. محمد الشهراني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجلٌ متزوِّج منذ خمس سنوات، وعندي ولَدان، وزَوجتي حامل، ومشكلتي أن زوجتي - هداها الله - قليلة الخدمة في بيتها، وهي تُحاول أن تُعَدِّل من طَبْعها، ولكنَّ المشكلة ليستْ في أمور خدمة البيت؛ فأنا صابرٌ عليها، وأقول: سوف تتحسَّن مع الوقت، لكنَّ المشكلة أنها شديدة الغَيْرة من أهلي؛ حيث إنني موظَّف في منطقة غير منطقتي، وقدَّر الله أن تتوظَّف أُختي عندي في نفس المنطقة التي أعملُ فيها، وسكَنت عندي في شقَّتي، وهنا بدَأَت مشكلتي مع زوجتي؛ حيث أخَذت زوجتي تُسَبِّب لي المتاعبَ مع أُختي وكأنَّ أُختي ضَرَّةٌ لها، فأَهْمَلت زوجتي بيتها، حتى الطبخ أصبَحتْ لا تَطبخ بحُجَّة أنَّ أُختي لا تَعمل شيئًا، فأصبَحتُ في أغلب الأحيان آتِي بالطعام من المطاعم، مع العلم أنَّ أُختي لا تأكل معنا، وتَجلس في غُرفتها طوال الوقت، ولَم تتعرَّض لزوجتي بأيِّ أذًى. واسْتَمْرَرْنا في هذه الحال قُرابة شهرٍ، وزوجتي كلَّ مدَّة تُسَبِّب لي مشكلة مع أُختي؛ حتى إنني هدَّدتُها بطَرْدها إذا تعرَّضت لأُختي مرَّة أخرى، فقامَت بشَتْمي بكلام لا يُقال، واعْتَذَرتْ لي فَسَامحتُها، وبعد أسبوعين قامَتْ بسَبِّ أُختي وأهلي بسبب أمرٍ تافهٍ، وقُمت برَفْع صوتي عليها، فسبَّتني، فقُمتُ فطَرَدتُها إلى بيت أهلها، وأخَذتْ أولادي معها، والمشكلة أنها ليستِ المرَّة الأولى التي تُسَبِّب لي مشكلات مع أهلي، فكلُّ مرَّة يزورني أحدٌ من أهلي تُسَبِّب لي مشكلة معهم، حتى مع أمي. ومشكلتي الآن أنني كَرِهت زوجتي، وحتى والداي أصبَحا لا يُطيقانها بسبب سبِّها لهما، حتى إنَّ أمي تَضغط عليّ للزواج من أخرى، وتقول لي: حتى لو رَجَعت زوجتُك، فلن تتغيَّر معك في بيتها، وأُمي لا تُريدني أن أُطَلِّقها لأجْل أولادي، بل تقول: إذا أردْتَ راحتي، فتزوَّج ثانيةً، فهل أتزوَّج طاعةً لأمي؟ وهل أُطَلِّق زوجتي أم أُرجعها؟ وشكرًا. الجواب أيها الأخ الفاضل،, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيَّاك الله وبيَّاك في هذا الموقع المُبارك. ذكرتَ في مشكلتك أنَّك تَشتكي من زوجتك في أمرين: 1- قليلة الخدمة في بيتها بشكلٍ عام. 2- أنها شديدة الغَيْرة من أهلكَ، وذَكَرتَ - على سبيل المثال - سُكنى أُختك معكَ. فأقول: يا أخي العزيز، إنَّ الله عندما خلَق هذه الدنيا جعَل فيها سُننًا لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، ومن أهمها أنه لا بدَّ لكلِّ حادثٍ من مُحدثٍ، ولكلِّ مشكلةٍ سبب؛ سواء عَلِمناه، أو جَهِلناه، ولكنَّنا نَتيقَّن من وجوده؛ لذا سأَسرد عليك بعض النقاط التي أرجو الله أن يجعلَ فيها حلاًّ لمشكلتك: - هل أنت ممَّن يَميل إلى أهله على حساب زوجتِه، فتَمدحَهم أمامها، وتُفَضِّلهم عليها فيما لها الحقُّ فيه أو لا؟ فإن كنتَ كذلك، فاسْمَح لي أن أقولَ لك: "يداك أَوْكَتا، وفوك نفَخ"؛ فالمرأة بطبعها غَيورٌ على زوجها من كلِّ أحدٍ، ومن أيِّ أحدٍ، حتى من أهله وأصدقائه، وكونك لَم تتثقَّف قبل زواجك، وتقرَأ حول كيفيَّة التعامُل مع هذا الكائن الغريب عن جنس الرجل، لا يُعَدُّ عُذرًا في هذا الزمان الذي صيَّر العلم والمعلومات في مُتناول الكلِّ، وعلى مسافة ضَغطة زِرٍّ. لذا؛ إن كانتْ هذه حالتَك، فاسْعَ في التغيير من تعامُلك، ولستُ أدعوك هنا إلى بَخْس أحد الطرفين، أو ظُلم آخَر، إنما العدلَ العدل، والقسطَ القِسط، فبالعدل قامَت السموات والأرض، وبه تَسود المجتمعات وتَعلو، وأصغر لَبِنة في المجتمع هي تلك الأسرة التي تضمُّها جُدران البيت الواحد، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وستَرى النتائج - بإذن الله. إن لَم تكن الحالة كما ذَكَرتَ في النقطة السابقة، فقد تكون لدى زوجتك مشكلة نفسيَّة مُتَجذِّرة فيها، كأن تكون قد عاشَت في بيتٍ عانى من تدخُّلات أهل والدها، وظُلِمَت أمُّها وعانَت من ذلك الأمر، فنَشَأت على كُره أهل الزوج والغَيرة منهم، فإن كانت الحالة كذلك، فاجْلِس معها جِلسة صدقٍ ووفاءٍ، ووضِّح لها ما يجبُ عليها من واجبات، وما يحقُّ لها من حقوق، وذَكِّرها بفَضْل صِلة الرَّحم؛ مثل: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله خَلَق الخَلْق، حتى إذا فرَغ من خَلْقه، قالت الرَّحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما تَرَضين أن أصِلَ مَن وصَلك، وأقطَع مَن قطَعكِ؟ قالتْ: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ))، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فاقْرَؤوا إن شئتُم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]))؛ رواه البخاري. وأنها لن تَرضى أن تُعامِلَ أهلها بمثْل ما تعامُل هي أهلَكَ به. إمَّا إن كانتْ حالتها من لُؤْم طبْعٍ، وخُبث طَويَّة، فليس الطلاق أو التعدُّد هو أوَّل الحلول، فإنما جُعِلت القوامة للرجل؛ لغَلَبَة عقله على عاطفته في الأصل، ولصَبْره وقوَّة شَكيمته؛ لذا فاسْعَ في تربية زوجتك التي اخْتَرتها أُمًّا لأبنائك، فعسى أن يُصلَح حالُها، ويَستقيم عِوَجُها - ولن يَستقيمَ - ودُمتَ في حَفظ الله ورعايته.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |