هل أرجع إلى خطبته؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119567 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8871 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1199 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 22008 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2021, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,296
الدولة : Egypt
افتراضي هل أرجع إلى خطبته؟

هل أرجع إلى خطبته؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي





السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على شاب، وأحبَّنِي، وصارحَنِي بأنَّه يريد الزَّواج منِّي، وأنا واثقةٌ من حبِّه لي، وبدأتُ أحبُّه أنا كذلك، ولكن هو مُختلِف عنِّي، وعن البيئة التي نشَأتُ فيها؛ فأنا مِن عائلة متوسِّطة الالتزام، بينما هو مِن عائلة مُتحرِّرة؛ مثلاً: الأقارب يختلطون ويَكْشفون على بعضهم البعض، ويجلسون معًا، وهذا أمرٌ مَمنوع تمامًا في عائلتي، ولا أحبُّه؛ كما أنَّه احتفل برأس السنة في احتفال كبير، وأنا أرفض بشدة الاحتفال في مثل هذه المناسبات، كذلك هو لا يُحافظ على الصلاة في المسجد، لكنه يصلِّي في البيت، ويعمل مدرِّب غوص، فيُقابل البنات اللاتي يلبسن اللباسَ الفاضح، بل ويُدرِّبُهن على الغوص؛ ويحصل تلامسٌ فيما بينهم.
أمر آخر: فقد كان يَعمل في وظيفة حكوميَّة، ولكنه أراد تركها مع الاستفادة، فأقدمَ على التَّقاعد المبكِّر، وذكرَ أسبابًا من رأسِه، فهل يُعدُّ المالُ الَّذي يحصل عليه حرامًا؟
وعندما فكَّرت في الموضوع، وبعد فترةٍ من التَّفكير؛ قرَّرتُ الابتعادَ عنه، وحادثتُه بالموضوع، فودَّعني، وطلب منِّي الاهتمام بنفسي، وأغلق الخطَّ، ثم عاود الاتِّصال، وأخبَرني: هل أنت واثقةٌ من قرارك؟ فأجبته بنعم.
في نفس اليوم؛ تعرَّضَ لحادث مروري بسبب الضَّغط النَّفسي، أنا حقًّا حائرة، وبكيتُ لأجله؛ لأنَّني تعلَّقتُ به، لكن من مبدأِ: مَن ترك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه، أنا أعلم بِخَطئي الكبير؛ عندما تعرَّفتُ على شابٍّ لا يَمُتُّ لي بِصِلَة، ولكنَّني - الآن - خائفةٌ أشدَّ الخوف من أن أكون قد ظلَمْتُه، وظلمتُ نفسي، أرجوكم ساعدوني؛ هل أعود إليه؟ أم أنَّ ما فعلتُه كان الصَّواب؟


الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فاحمدي الله - كثيرًا - أنْ بَصَّركِ بالحقيقة قبل تَطوُّرِ الأمر أكثرَ من هذا، والحمد لله أنَّكِ تُدركين خطأَكِ الكبير؛ بالإقدام على معرفة شابٍّ غريب عنك، وترَكْتِه طمعًا في كرم الله أن يُعوِّضك خيرًا منه، وهذا يدلُّ على أنَّ في قلبك حياةً؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾[النور: 40]، وقال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].
فحافظي على حياة قلبك بِتَقوى الله في السرِّ والعلَن؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 120]؛ وذلك بالانقياد لما أمرَ الله به، والمبادرة إلى ذلك، والاجتناب لما نَهى عنه، والانكفاف عنه؛ ففي هذا حياةُ القلب والرُّوح التي لا تكون إلاَّ بعبوديَّة الله - تعالى - ولزوم طاعته على الدَّوام، واحذري نَكْث العهد مع الله، أو العودة للظَّلام؛ حتَّى لا يُحال بينكِ وبين قلبك؛ فالله يُقَلِّبُ القلوب حيث شاء، ويُصرِّفها أنَّى شاء، ثم يجمعنا جميعًا ليومٍ لا ريب فيه، فيجازِي المُحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بعصيانه؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
أمَّا خوفُكِ من أن تكوني قد وقعتِ في ظلم هذا الشاب، أو ظلمتِ نفسك، فنعَمْ أنت ظلمتِ نفسك، ولكن ليس بِقَطع العلاقة معه؛ وإنَّما بإقامة علاقةٍ محرَّمة شرعًا وعُرفًا مع رجلٍ أجنبي عنك، وحرمةُ هذا من البدهيَّات الشرعيَّة، ومعلومٌ قبحُهُ في أعرافنا وقيمنا العربية والشرقيَّة، وقد أحسَنْتِ غايةَ الإحسان بأخذ نَفْسك بالقوة، وإبعادها عن ذلك الطريق المظلِم، المجهولِ العواقب، والمحكوم عليه بالفشل، والواقعُ خيرُ شاهدٍ، وحتى لو تم الزَّواج، فإنَّه في أغلبه يتصدَّع في أكثرِ حالاته ويفشل؛ لأنَّه بُنِيَ على غير أساس، بل بُنِيَ على شفا جرف هار، على تربةٍ مُخلخلة مستعِدَّة للانهيار في أيِّ وقت، بخلاف الزواج الشَّرعي الذي لا يسبقه معصية، ولا غشٌّ ولا خداعٌ، والذي من أجله حدَّد لنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صفات الزوج في قوله: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه، فأنكِحوه، إلاَّ تفعلوا، تَكُن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ))، قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه، فأنكحوه))، قالها ثلاثَ مرات.
أمَّا خوفُك مِن ظلم ذلك الشابِّ، فلا عليكِ؛ فمن السهل عليهِ نسيانُك بفتاةٍ أخرى، إلاَّ أن يتَداركه الله برحمته، فيَتوب، فلا تُغِلِّي عقلَك وقلبك بِمثل هذه الوساوس التي يريد الشَّيطان من ورائها جرَّكِ لحمأة الجاهليَّة؛ وقد قال - تعالى -: ﴿ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ﴾[النساء: 84].
فاجتَهِدي في امتثال أمر الله، ولن تُكَلَّفي بفعل غيرك مِمَّن ليس لكِ قدرةٌ عليه، وإنَّما هو مأمورٌ - أيضًا - بِمِثل ذلك مِن الكَفِّ عن الحرام، فإن لَم يفعلْ، فلا عليك، وتذَكَّري - دائمًا - أنَّه لا يليق بامرأةٍ مسلمة تؤمن بالله، وتَحْرص على دينها وعِرضها - أن تتعلَّق برجلٍ أجنبي؛ من ثَمَّ يجب عليكِ سدُّ جميع الأبواب المُفْضِية للحرام، ومنها تغييرُ رقم هاتفك الجوال.
هذا؛ وما ورد في رسالتك من تَضادٍّ في البيئة الاجتماعيَّة، والثقافة الشرعيَّة، والآداب الاجتماعيَّة، بينك وبين ذلك الشابِّ - يُوجِبُ رفضَه، حتَّى لو كان أحد الخاطِبِينَ لك من أسرتك؛ لأنَّ عدم التكافُؤِ في واحدٍ فقط مما قلتِ، يعود بالفشلِ والانهيار على الزواج؛ فضلاً عن جرأته في أكل المال الحرام؛ سواءٌ في عمله كمدرِّب للغوص للنِّساء، وفي المال الذي يَحْصل عليه كراتبٍ تَقاعدي بالاحتيال، وقد وردَ الوعيد الشديد في أكل المال الحرام؛ فقد صحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولُه: ((كلُّ لحمٍ نبتَ مِن سُحْت، فالنَّار أولى به)).
فاطوي تلك الصَّفحة، ولا تعاودي التَّفكير فيها، واحذري الشفقةَ عليه؛ فإنَّه من الأبواب الشيطانيَّة، وترقَّبِي ما يخلف الله به عليك بِتَركك الحرام لله؛ من الزوج الصَّالح الذي تقَرُّ به عينُك، وتطيب به نفسك؛ فالله - تعالى - يَقْبل من عباده اليسيرَ من العمل، ويُجازيهم عليه العظيمَ من الأجر، كما قال - تعالى -: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾[البقرة: 158]؛ فكلُّ مَن قام بأمره، وامتثلَ طاعته، أعانه على ذلك، وأثنى عليه ومدحَه، وجازاه في قلبه نورًا وإيمانًا وسَعَةً، ومِن شُكْرِه - سبحانه - لعبده، أنَّ مَن ترك شيئًا لله، أعاضه الله خيرًا منه، ومن تقرَّب منه شبرًا، تقرَّب منه ذراعًا، ومن تقرب منه ذراعًا، تقرب منه باعًا، ومن أتاه يمشي، أتاه هرولةً، ومَن عامله، ربح عليه أضعافًا مضاعفة، فمن غضَّ بصره عن المُحرَّم، أنار الله بصيرتَه، وتأمَّلي - رعاكِ الله - حالَ نبِيِّ الله سليمان - عليه السَّلام - لَما عَقَرَ الجياد الصَّافنات المحبوبة لنفسه؛ تقديمًا لِمَحبَّة الله، عوَّضه الله خيرًا منها؛ فسخَّر له الرِّيح الرُّخاء الليِّنة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غُدوُّها شهر، ورَواحُها شهر، وسخَّر له الشياطين، أهلَ الاقتدار على الأعمال التي لا يَقْدر عليها الآدميُّون.

واللهَ أسألُ أن ينيرَ قلبَكِ، وأن يلهِمَكِ رشدَكِ، ويعيذَكِ من شرِّ نفسِك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]