|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شعوري بالذنب تجاه خطيبتي بعد فسخ العقد أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله. إخواني أنا عندي قصة أريد أن أسردها عليكم، وأسألكم بالله أن تنصحوني بالخير، أنا شابٌّ أعمل في الخليج، وقد منَّ الله عليَّ بأن استطعتُ أن أجمع المال الكافي؛ كي أخطب وأتزوج، كنت قد أخبَرْت والدتي وعائلتي بنِيَّتِي للزَّواج، فكانت والدتي تَبْحث لي عن فتاة؛ لكوني مغترِبًا؛ فإنِّي لا أستطيع أن أبقى في بلدي أكثر مِن عشرين يومًا، وهي مدَّة الإجازة المسموحة لي، فكنت أحضر لبلدي، وأذهب لرؤية البَنات اللاَّتي اختارتهنَّ والدتي، وبقيت على هذا المنوال سنتَيْن، حتَّى اعتمدْتُ فتاةً، وتقدَّمتُ لخِطْبتها، بصراحة البنت لَم تكن بنفس المواصَفات التي كنتُ أطلبها (من ناحية الشَّكل)، ولكنَّني كنتُ على عجَلةٍ من أمري؛ حيث كان سفري قريبًا، فخطبت البنت وعقدتُ عليها، كنت أجلس معها في الأيام القليلة الباقية على سفري، وأتحاور وأتكلَّم معها، لكنني لَم أكن أشعر بأي شعورٍ عاطفي تجاهها، وحتَّى طريقة التفكير، لَم تكن مُتوافقة؛ لكنَّني كنتُ أتجاهل الموضوع، إضافة إلى أنَّ أهلي أقنعوني بأنَّ هذه الأمور تأتي مع الوقت والعِشْرة، وبعدها سافرتُ وكنت أكلِّم خطيبتي عبر الهاتف والإنترنت مرارًا وتكرارًا، ولكن نفس الشعور ما زال موجودًا؛ لَم يكن هناك أيُّ ميول عاطفية تجاهها، قد يكون ذلك لأنَّها ليست بنفس المواصفات التي طلبتُها، أو لعلَّه بسبب اختلاف طريقة التفكير بيننا. كنت أخْبِر أهلي بالموضوع، ولكنَّهم كانوا يقولون لي: إنَّ هذه الهواجس سببها الشَّيطان، يريد أن يفرِّق بين زوجين يَنْويان تكوين أُسْرة مسلمة، أنا تعبتُ جدًّا من التَّفكير في الموضوع، ومِن تَخيُّل استِمْرار هذا الشُّعور بعد الزَّواج؛ فعندها تكون الحياة لا تُطاق. استمرَّت خطبتي ثلاثة أشهُر، وبعدها حسمتُ الموقف، وقرَّرتُ أن أفسخ الخِطْبة، حاول أهلي أن يَثْنوني عن قراري، ولكنِّي والله لَم أستطع أن أنسَجِم معها، تأثَّرَت البنت كثيرًا، وكانت صدمة نفسيَّة بالنسبة لها، وصارَ هناك نوعٌ مِن الكراهية بين عائلتي وعائلتها، هنا بدأتُ أشعر بالذَّنب؛ حيث إنَّ البنت سوف تكتب مطلَّقة؛ لأنَّني كنت عاقِدًا عليها، ما زال يَنْتابني شعورُ الذَّنب، وتأنيب الضمير ليلاً ونَهارًا، ولا أعرف ماذا أفعل، كل ما كنت أفكِّر فيه عندما فسختُ الخِطْبة هو ألا أظلِمَها معي بعد الزَّواج، وإنهاء المسألة الآن خيرٌ من بعد الزواج، هل ما فعلتُه هو الصَّواب؟ وهل كان قراري متسرِّعًا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا؛ فأنا لا أعلم ماذا أفعل، وكيف أتصرَّف في مثل هذا الموقف؟ الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. هناك أمورٌ يَصْعب إصلاحها بعد أن نقَع فيها، وتبقى دروسًا نستفيد منها بعد ذلك في مُستقبَل حياتنا. خِطْبتك هذه من هذا النَّوع من المشكلات؛ مشكلةٌ قد انتهَتْ إلى خَيْر، لكن حملَتْ معها معاناةً وألَمًا للطَّرَف الآخَر، لكن ألاَ يقولون: إن ألَم ساعةٍ خيرٌ من ألَمِ كلِّ ساعة؟ نعَم، أنت أخطأت، لكن ليس حينما فسَخْتَ العقد، بل قَبْلَه حينما وافقتَ عليه، ورُبَّما في طريقةِ تَرْكِك للبنت، فلم توضح لنا الطَّريقة! لكن قرارك النِّهائي كان صائبًا، فالتَّراجع خيرٌ من الاستِمْرار في الخطَأ، والأيَّام كفيلةٌ بأن تُداوي الشرخ الذي أصبح بين العائلتَيْن. وحتَّى خطيبتك السَّابقة مُعاناتها قد تجعلك تتَعاطف معها، لكن كونك عجزتَ عن التفاهم وبَذْل المشاعر لها، فخيْرٌ لَها أن تتركها من الآن، من أن تستمِرَّ معها في حياةٍ دون روح، نسأل الله أن يُعوِّضها وإيَّاك خيرًا. أمَّا كونه قد يُكتب عنها مُطلَّقة، فيَبْقى الفسخ ليس كالطَّلاق الحقيقي، وكله قسمة ونصيب في النهاية، وأهوَنُ مِن حياة تعيسة لكِلا الطَّرَفين، نسأل الله لكما العوض. المهم الآن: استَفِد من تجربتك السَّابقة للغد، وأكثِرْ من الدُّعاء والاستغفار، ودَع الأيام لِتُداوي ما مرَّ معكم الآن.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |