
25-10-2021, 04:51 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,894
الدولة :
|
|
جمود مع خطيبتي
جمود مع خطيبتي
أ. زينب مصطفى
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
تعرَّفت على فتاة وتكلَّمت معها عبر الهاتف، وبعد مدَّة قرَّرتُ خِطْبتها، وتكلَّمت مع أمي في هذا الأمر، وذَهَبتْ أمي لتَخْطب لي هذه البنت، فوافَق أهلُها.
بعد ذلك حصَل جِدالٌ بيني وبين أمي حول النَّسب والجَمال، فهم ناقصو النَّسَب، والبنت قليلة الجمال، لكنَّ الشيء الذي حفَّزني على خِطبتها أنها على خُلُقٍ، وأنها تُصَلي، وأنها قَبِلت الشروط التي وضَعتُها لها، وأنها مُستعدَّة للتعاون معي لتأسيس أسرة مسلمةٍ.
ولكنَّ المشكلة الكبيرة التي أُعاني منها، هي أنني عندما أتكلَّم معها عبر الهاتف، أحسُّ بمدى تَقْواها وحبِّها لي، وأحسُّ أني أحبُّها، ولكني عندما أذهبُ وأراها، أحسُّ بالجمود تُجاهها، وأحسُّ بأني لا أحبُّها، وأرى أنها ليستْ جميلة، وأيضًا ليستْ قبيحةً، فهي مَقبولة الجمال.
حقيقةً لَم أَعُد أعرف شعوري تُجاهها، وأنا في حَيْرة من أمري، هل أُكمل طريقي معها أم لا؟
بارَك الله فيكم، ونفَع بعِلمكم.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حتى يكون الزواج ناجحًا، لا بدَّ أولاً من الاستعانة بالله وَحْده؛ لأنه الموفِّق، ثم لا بدَّ من دراسة الأمر جيِّدًا - ومن جميع الجوانب - قبل الخَوْض فيه.
من جهة التوافُق الاجتماعي وتقارُب الأنساب، وقَبول الشكل لكليكما، فكما للدِّين والأخلاق أهميَّة وركيزة، فلتلك الأمور أيضًا أهميَّة في فَهْمكما لبعضكما البعض، وتقارُب الظروف يُسَهِّل مسارَ الحياة بنجاحٍ.
لا بدَّ أن تعلمَ جيِّدًا وتُحَدِّد، هل هذا الجمود قد شَعَرتَ به بعد تأثيرٍ من والدتك؟ أم أنه منذ البداية؟
ولتَنْتبه إلى أنَّ مقاييس الجمال نسبيَّة، وتَختلف من شخصٍ لآخرَ، ولكن لتَحترم وجهة نظر والدتك، فهي صاحبة خِبرة، وتَدْرس الموضوع بجديَّة؛ حتى لا تُطيل المدَّة، فتكون قد ظَلَمتَها معك.
قد يُساعدك أن تُحضرَ قلمًا وورقةً، وتَكتب مُميِّزاتها وعيوبها التي تَراها من وجهة نظرك، وتُحَدِّد رغباتك وأَوْلَويَّاتك، ثم تَستخير الله، وتَذهب لزيارتها عازمًا أن تأخذَ قرارًا في جَلْسَتك إن كنتَ تتقبَّلها بالفعل، لكنَّك تتأثَّر برأي مَن حولك، أم أنَّك بالفعل لا تتقبَّلها، فالقَبول النفسي هو المهم؛ لأنَّ الحبَّ يأتي مع المُعاشرة والحياة معًا.
وإنَّك إن أخَذتَ قرارَك بالاستمرار معها برضاك وبسعادةٍ، فعليك دورًا مهمًّا في إقناع والدتك وتَحبيبها فيها؛ بالحديث عن أخلاقها وصفاتها الجميلة، فمن المهمِّ أن تتقبَّلها والدتُك وتُحبَّها.
وأَنصحك أن تتَّقيَ الله وتُراعي حدودَ الخِطبة إن اسْتَمْرَرْتَ معها؛ لأنَّ البداية بما يُرضي الله تَجعل الحياة سعيدةً، والعكس بالعكس.
ولا تَنسَ أن تَستخير الله تعالى وتَرجوه أن يوفِّقَك للصواب وللاختيار السديد، وأن يُرْضِيَك به.
وفَّقكَ الله للخير.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|