حدود العاقد على الزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119567 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8871 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1199 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 22008 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2021, 04:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,296
الدولة : Egypt
افتراضي حدود العاقد على الزواج

حدود العاقد على الزواج


أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
هذه استشارة وُجِّهت إليّ من صديقٍ، أنقلُها كما هي بنصِّها، راجيًا أن تُجيب عليها - إن أمكَن - أ. مروة يوسف عاشور.
"أنا مُقدِمٌ على عقد زواجي، وسؤالي باختصار - رغم احتياجي لتفصيلٍ في الإجابة ما أمكَن -: ما هي حدود العاقد، ليس من الناحية الشرعيَّة، ولكن العُرفية والمصلحيَّة - إن جازَ التعبير؟
أي: إنني أنوي عملَ برنامج للخروج والنُّزهة، وهناك وقتٌ ستكون فيه في بيت أهلها على انفرادٍ، وسؤالي عن الجزء الأخير: ما هي حدود السلام: المُصافحة، والتَّقبيل على الخَدَّين، أو على الرأس واليد فقط؟ وهل أكثر من ذلك؟
أنا أعتقد أني أستطيع - مُستعينًا بالله - أن أَمْلِك نفسي، أنا فقط أُريد أن أكونَ متوازنًا بين العُرف وبين احتياجاتها العاطفيَّة، وليست الجنسيَّة بالطبع، فأنا أعي هذا الأمر.
أمَّا مُتطلَّباتي، فلا بأْسَ بتَنحِيتها، خاصة أنَّ سنَّها 18 عامًا، ومَعارفهم محدودون ومُلتزمون، وحياتهم مُنغلقة في الخير، وجميع مراحل دراستها لا اختلاطَ فيها، وهي خائفة من التغيير، وترى الأمر جديدًا عليها، ومَن حولهم يقولون: إنها صغيرة على الزواج، ونحو ذلك.
أُريد أن أكون مُتوسِّطًا، لا أفعل شيئًا لا تَرغب فيه، وأيضًا لا أفعل أقلَّ مما تَنتظره، مع مراعاة العُرف.
ثم كيف أُقَدِّم لمثل هذا وأُمَهِّد، وهي بهذه الكيفيَّة من قلَّة الخِبرة والخوف من التجربة فيما أظنُّ؟
أرى فيها حياءً؛ لذا كانت جلسات الخطوبة محدودة، وأيضًا محادثات الإنترنت كانت محدودة، لكن لا أُريد خَجَلاً زائدًا عن اللزوم أيضًا.

أفيدوني مَأْجورين مَشكورين قبل مدَّة العَقد.


الجواب
الأخ الفاضل، حيَّاك الله.
وأشكر لكَ هذه الثِّقة في شخصي خاصَّة، وفي شبكة الألوكة عامَّة، وأحْمَد الله أن جعَلنا أوَّل مَن تُفَكِّرون في استشارتهم والاستعانة بهم، سائلين الله تعالى أن نكونَ عند حُسن ظنِّكم، وأن يَجعلنا عَونًا لكم على اختيار الأنفع، والسَّير في الطريق الأَقْوَم.

أقول لكما:
أولاً: بارَك الله لكما وبارَك عليكما، وجمَع بينكما في خيرٍ، آمين.
ثانيًا: ثِقْ أنَّ مَن يَسأل ويَستفسر قبل السَّير في الطريق، لن يَضِلَّ - بإذن الله - ولن يتعثَّر فيه، كمَن سار ومضَى، وقضى سنوات لا يدري ما يَفعل، ولا يتثبَّت مما يقول، ثم إذا أيقَن بأنه سلَك غير الطريق الصحيح، ذهَب يسأل، وأخَذ يَستفسر؛ ليَكتشفَ أنَّ عليه العودة من حيث أتى؛ ليَتدارَك نفسه ومَن ضلَّ معه، فاللهَ أسألُ أن يُنيرَ دَرْبكما بطاعته، وأن يَجعلكما عونًا لبعضكما على مَرضاته، وأن يُوَفِّقنا لإرشادكم لِما فيه صلاح دينكم ودُنياكم.
ثالثًا: أُذَكِّر إخواني وأَخَواتي أنَّ هذه المرحلة - وإن كان فيها الزوجان كأيِّ زوجين شرعًا - لكن تبقى أمورٌ عُرفيَّة، يَجب النظر فيها ولا يُمكن إغفالُها، فالفتاة التي هي زوجك الآن ما زالتْ في بيت أهلها، وتحت سيطرة والدها، فلا يكُن تَعامُلك معها على أساس أنها مِلكٌ لك وحْدك، وليَكُن التوازُن عنوانَك، والاعتدالُ مَطلبَك.
رابعًا: تَسأل عن السلوك الأمثل للزوجين قبل البناء وخلال مدة العَقد، وحدود التعامل بين الزوجين، وأسأل الله العونَ والسَّداد:
1- الكلمات أهمُّ من اللَّمَسَات؛ فهي أعلقُ بالفؤاد، وألْصَق بالنفس لفتاة غِرٍّ في مثل عُمرها، وانظُر كيف يَأْسِر الذئب البشري قلبَ الفتاة الساذَجة - أيًّا كان عُمرها - من خلال الهاتف، دون أن تَراه أو يَمَسَّ منها شعرةً، لا يَنجح في ذلك إلاَّ باستخدام سحْر الكلمات، وانتقاء أعذب العبارات، والتي لا تَملك الفتاة أمامها إلاَّ أن تَلينَ وتَنجذبَ إليه دون أن تدري، فإن كنتَ تسعى لكَسْب قلبها واستدامة مَوَدَّتها، فليَكن تركيزك الرئيس على هذا الأمر الذي يَأْسر القلوب، ويستهوي النفوس.
2- الأفضل أن تكون أحاديثُك في البداية عامَّة، قبل أن تتطرَّق لأمورٍ شخصيَّة؛ سواء عن نفسك أو عنها، ولتَسمع وجهة نظرها فيها، ثم تَعرض وجهة نظرك بأسلوب لَطيف، مُتَجَنِّبًا الخلافَ أو الجَدَلَ، ثم تَدَرَّجْ بعد ذلك في الحديث عن نفسك، فهي بلا شكٍّ في شَغفٍ لسماع كلِّ ما يَخصُّ حياتك السابقة والتعرُّف على شخصيَّتك، ولا داعي لاستِدْراجها، أو الاستفسار عن حياتها بأسلوب الأسئلة المباشرة الثقيل على النفس، وإنما يكون بأسلوبٍ غير مباشر ولطيف، كأن تقول: أحبُّ أن أُدَوِّنَ كلَّ ملاحظاتي على الكتاب الذي أقرأ في مُسودة، هل تُحبِّين ذلك؟ هذا على سبيل المثال فقط.
3- الدِّقة في اختيار العِطر، فحاسَّة الشمِّ من أقوى وأخطر الحواس التي تُثير عواطف الإنسان، والمرأة بوجْهٍ أخصَّ، فحُسن انتقاء العِطر يَربط في نفسها هذه الأيام بشيءٍ جميلٍ، ويَجعل منها ذكريات عَطِرة، يَبقى أثرُها مدى العُمر، كما أنَّ تأثير الطِّيب على الإنسان يتعدَّى مجرَّد الشعور بالراحة إلى القدرة على معالجة بعض أنواع التوتُّر والقلق، وبعض الاضطرابات النفسيَّة الأخرى؛ إذ يُستخدم نبات عطري مثل نبات الخزامى (Lavender) في المساعدة على الاسترخاء والاستغراق في النوم لِمَن يُعاني الأَرَق، وللعطور تأثيرٌ قوي وفعَّالٌ على عاطفة المرأة وانْجِذابها إلى زوجها.
4- تأمَّل زوجَك وهي تتحدَّث بنوعٍ من الإعجاب والرضا، لكن لا يكون بنظرات فضوليَّة تَزيد من ارتباكها، أو تُشعرها بالمُراقبة الدقيقة، فليَكُن على سبيل التحبُّب والتودُّد، ولتَكُن نظراتك مُتَقَطِّعة إن شَعَرتَ بتَلَعْثُمها أو تَحَرُّجها من ذلك، وليَكن التركيز على عينيها دون غيرها؛ مما يوحي بنوعٍ من التفاعُل والتجاوب.
5- احْرِص على الاهتمام بمظهرك جيِّدًا، وتذكَّر أنَّ الانطباع الأوَّل يَصْعُب مَحْوه من الذاكرة؛ فليَكن اعتناؤك بمظهرك وهِندامك، ونظافة مَلْبسك وحِذائك، ونحو ذلك مما تَحرص على إظهاره في زيارتك الأَوْلى لها، فتلك الزيارة ستَبقى في ذاكرتها مَحفورة، رُبَّما حتى يَهِن العَظْم ويَشيب الرأس، وقد لا تُزيلها من ذاكرتها أيُّ فكرة أخرى تتكوَّن فيما بعدُ؛ فاحْرِص - بارَك الله فيك - على ذلك وأحْسِن استغلاله.
6- حاوِلْ - قَدْر المُستطاع - أن تَفهمَ شخصيَّتها وميولَها، فمن أكثر أسباب وقوع المشكلات أو البُعد النفسي بين الأزواج - سوءُ فَهْم طبيعة وشخصيَّة الطرف الآخر، ومن أكثر ما يُعين على التقارُب الرُّوحي والنفسي، وامتلاك قلبِ زوجك، أن تَفْهم كلَّ حركةٍ وكلَّ كلمةٍ، وكلَّ لَفْتةٍ منها، وتُحسن التعامل معها، وما أكثر الكتب التي صُنِّفت حديثًا؛ لتُساعد الناس على فَهْم طبيعة وشخصيَّة الطرف الآخر، وكيفيَّة التعامل مع كلِّ شخصٍ على حسب ما يَصلح له، وهناك الكثير من الدورات التي تَهتمُّ بتنمية مهارات التواصُل الاجتماعي، وتَعرض كيفيَّة تحقيق أفضلِ تواصُلٍ، عن طريق سَبْر أغوار النفس التي أمامك، وفَكِّ رموزها؛ مما يُعينك على تَخطِّي الكثير من العَقَبات أثناء استقبال وإرسال إشارات حسيَّة إلى الطرف الآخر، وتَذكَّر أهميَّة استخدام تعبيرات الوَجه بما يُناسب الحال.
7- ليَكن أمرُ السلام والمصافحة طبَعيًّا، وبصورة تدرُّجيَّة؛ فقد لا يُناسب فتاة في عُمرها ومثل ظروفها - أن يُبالغ زوجُها وقت العقد وقبل الزواج في ضَمِّها أو تَقبيلها، أو نحو ذلك، في حين أنَّ قُبلة الرأس قد تَفِي بالغَرَض، وتُشعرها ببالغ الحنان، وتَمتصُّ ما لَدَيها من حَرَجٍ قد يكون زائدًا في أوَّل لقاءٍ، فلتَكن البداية بقُبلة على الرأس، مع تَكرار ذلك أكثر من مرَّة، يَقيس فيها الزوج حالتها، ويَختبر مدى تقبُّلها، ثم بعد ذلك التقبيل على ظاهر الكفِّ؛ حيث يُعطي لَدَيها انطباعًا نفسيًّا بالتوقير والاعتزاز، وهذا من أكثر ما يُؤثِّر في نفس الفتاة، ويُشعرها بالرضا، ثم عليك أن تَقيس بميزانك الخاص مشاعرَها ورغباتِها، ومدى قَبولها لكلِّ أفعالك، وهي زوجك على أيِّ حالٍ، ولا أظنُّ العُرف يَمنع ذلك بين الزوجين مدَّة العقد، لكنَّ التمادي في تلك الأمور وهذا التواصُل - مع الادِّعاء بأنَّ الزوج يَملِك نفسه - قد يجرُّ إلى نتائجَ غير مَرجوَّة، مع مراعاة نقطة مهمَّة، ألا وهي اختلاف البيئات، فهي من بلدك، لكنَّها تربَّتْ ونشَأَت في مكان آخرَ، وفي بيئة مُنغلقة - كما تفضَّلتَ بالذِّكر - على عكس الحال التي رُبَّما اعتادَها الناس حولك، فمراعاة ذلك أسْلمُ وأفضلُ.
8- أشْعِرها بالاهتمام الصادق، وانْزِل إلى مستواها إن بدا لكَ أنها قليلةُ خبرةٍ، أو ضعيفةُ رأْيٍ؛ حتى تَثِقَ في وُدِّك، وتَطْمَئِنَّ لعَهْدك، وإيَّاك أن تُحقِّر من شأنها ولو على سبيل المُمازحة، فإنَّك لا تدري ما قد يُسَبِّبه ذلك لها من جُرحٍ نفسي عميق، يَصْعُب رَتْقُه.

فَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى
وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا



وكثيرٌ من الأزواج لا يراعي الفرق الكبير بين طبيعة المرأة والرجل، ويُبالغ في المُزاح مع زوجه على نفس الطريقة التي يُمازح بها زملاءَه أو أصدقاءَه، والنتيجة بُركان من الأحزان يتفجَّر في صمتٍ داخل نفس الفتاة، دون أن تَبوحَ بكلمةٍ!
9 - حاوِلْ أن تُظهرَ لها الكرمَ وحبَّك للعطاء في اعتدالٍ، فللفتاة ميزانٌ حسَّاس يَعمل بترقُّبٍ، يُسمَّى: (ميزان قياس البُخل)، ويُراقب كلَّ كبيرة وصغيرة لهذا الزوج الذي يتصرَّف بتلقائيَّة ولا يَدري ما يُسجَّل عنه، وعلينا ألاَّ نُغفل الثقافة المُكتسبة قبل الزواج حول بُخل الخاطب، وقياس ذلك بهداياه وعطاياه وقت الخِطبة، كما أنَّ القياس يعمل بكفاءةٍ وقتَ التنزُّه، فلا تُغفل أن تَدعوها على ما يتيسَّر لك، وليَكن ضمن برنامجك الذي أعْدَدته للتنزُّه، وأُشيد هنا بفِعلك الذي عَزَمتَ عليه، وأسأل الله أن يَجزيك وكلَّ زوجٍ يَحرص على إرضاء أهله، وإدخال البَهجة عليهم - خيرَ الجزاء، وتذكَّر قول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ رواه ابن حِبَّان، وصحَّحه الألباني.
10- أشْعِرها بالاهتمام الخاص بها، كأن تسألها: هل نِمْتِ جيِّدًا؟ ماذا أفْطَرتِ؟ ونحو ذلك مما يُشعر الفتاة بتميُّزها عندك، وقُدرتك على الاعتناء الخاص بها، ومما يُعينها على بَذْل المزيد من العطاء والعناية التي تَليق بالزوج، فإمداد الفتاة بالعاطفة يُساعدها على فَتْح الباب لفَيْضٍ من المشاعر وتَدَفُّق العواطف بشكلٍ يَفوق تخيُّل الرجل أحيانًا.
11- لا تُبالغ في كلمات الحب أو التغزُّل بها، فما أجملَ أن تَخرج الكلمة بصورة عفويَّة وتلقائيَّة، فيكون لها بالغُ الأثر على أُذن زوجك، على عكس التصنُّع الذي يَظهر زَيْفه وتَكشفه الفتاةُ بكلِّ سهولة، مهما قلَّتْ خِبرتها في الحياة، ولا يكون له طعمٌ ولا لونٌ، ولا أثرٌ على قلبها ونفسها، فإن كنتَ حريصًا على استمالة قلبها، فلا تتكلَّف ولا تتصنَّع، وأطْلِق لقلبك العِنان؛ ليُوحي إلى لسانك بما يَنضح به من مشاعرَ صادقة، وأحاسيسَ رائقة.
12- تعلَّم فنَّ الإصغاء، واعْلَم أنه من أكثر ما يُرضي المرأة؛ لأنه دليلٌ صادق على المحبَّة الخالصة والإعجاب الشخصي، وكم يكون تكلُّفه شاقًّا على نفسها، فاحْذَر أن تتكلَّفه، فتتلقَّى منك إشارة بالتوقُّف السريع عن حديث قد أملَّك وبَرِمتَ به، واحْرِص على الإنصات الإيجابي الذي يَتخلَّله بعض الكلمات، مثل: نعم، صحيح، أكيد، لماذا، وغيرها من الكلمات والإيماءات التي تُوحي بالتجاوُب، وليس الإنصات السلبي.
13- اعْتَدِل في زياراتك وأحاديثك ورسائلك، فلا تُبالغ في ذلك، فتَمَلَّك، ولا تَقتصر، فيتمزَّق قلبُها شوقًا إليك، وأشْعِرها بحِرصك عليها ورغبتك فيها، مع عدم الاندفاع الذي يُنَفِّرها منك، ويُشعرها بأنَّ محبَّتك لها كالطَّوق الضيِّق حول العُنق، كلَّما الْتَفَتَ صاحبُه شعَر بالاختناق، وإنما يَكفيها منك من الزيارات والتواصُل ما يَقْوى به حبلُ الوُدِّ، وتَشتدُّ به أَواصرُ المحبَّة، ووَشائجُ القُربة.
14- قولك: "أمَّا مُتطلَّباتي، فلا بَأْسَ بتَنْحِيتها"، لا أُوافقك عليه، وإن كنتُ أشكرُ لك ولكلِّ زوجٍ حريصٍ على إرضاء زوجِه، كريمِ الخُلق، طيِّب العِشرة، حَسَن السَّمت معها، لكنَّ هناك - أيها الفاضل - خطوطًا للحقوق والواجبات، لا يَجدر بنا التفريطُ فيها، ولا يجب علينا مُراعاة حقوق الآخرين مَهْما بلَغَت مكانتهم في قلوبنا، أو مكانتهم من نفوسنا على حساب أنفسنا، وقد عدَّ سلمان - رضي الله عنه - النَّفس من أصحاب الحقوق التي لا يَحِقُّ لنا الاعتداء عليها؛ "إنَّ لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه"، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صدَق سلمان)).
قد تكون شخصيَّتك مُعتدلة متوازنة، ولكن وجَب لَفْتُ انتباهكم الكريم لهذه النقطة، التي تُوقِع الكثير من الأزواج في غَلْطة عظيمة، فيُوحي لزوجه - دون أن يَشعر - بإهمال حقِّه على حساب حقِّها، وإغفال رضاه في سبيل تحقيق رضاها، وهو بذلك يضرُّها أكثرَ مما يَنفعها، ويُسيء التخطيط لحياتهما المستقبليَّة بتلك الإشارات التي يُرسلها إليها، فلا يَحسن استقبالها، فالاعتدال في ذلك مطلوبٌ.

لا أجدُ ما أختمُ به، إلاَّ أن أدعوَ الله لكما بالتوفيق والسعادة، وأن يُسبغ عليكم نَعماءه، وأن يُديم بينكما المودَّة، ويُظَلِّل حياتكما بسُحُب المحبَّة التي لا تُمطر إلاَّ رَحمات وخيرات، آمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]