ركائز العمل المشكور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127191 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-10-2021, 10:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي ركائز العمل المشكور

ركائز العمل المشكور


الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر





إنَّ من أعظم ما ينبغي لكل مسلم أن يعنى به عنايةً عظيمة, أن يكون عمله وتعبُّده مشكورًا عند الله, مرضيًا عنده -جل في علاه-, وهذا مطلب عظيم يجب على كل مسلم أن يعنى به عناية كبيرة , والعمل لا يكون مشكورًا عند الله مرضيا عنده إلا إذا قام على ركائز عظيمة وأسسٍ متينة، وهي ثلاثة ركائز، جمعها الله -سبحانه وتعالى- في آية واحدة من سورة الإسراء، وهي قول الله -جل وعلا-: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)}؛ تأمل أيها المؤمن -رعاك الله ووفقك لهداه- في هذه الركائز العظيمة، وجاهد نفسك على تحقيقها في كل أعمالك وجميع طاعاتك.

الركيزة الأولى

أن يراد بالعمل الدار الآخرة

بمعنى أن يكون العمل خالصًا لا يراد به إلا وجه الله -عز وجل- وثوابه الذي أعدّه لعباده في الدار الآخرة، بمعنى ألا يعمل لأجل مصالح دنيوية, ومقاصد آنيَّة من شهرةٍ أو سمعةٍ أو إرادةٍ للدنيا بالعمل أو غير ذلك من خوارم النية المبطلة لها المفسدة للعمل, وهذا أمر يحتاج إلى مجاهدةٍ تامة؛ ولهذا قال الأوزاعي -رحمه الله-: «ما عالجتُ شيئًا أشد عليَّ من نيتي»، فالنية تتفلت, وتحتاج من العبد إلى معالجة دائمة مستمرة؛ ليصفو العمل وليكون خالصًا، لا يبتغى به إلا الله -جل في علاه- والدار الآخرة التي هي دار الثواب والجزاء على الأعمال.

الركيزة الثانية

في قوله -جل وعلا-: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}

وليس كل سعي يصلح, ولا كل عمل ينفع، وإنما النافع من العمل -عباد الله- والمفيد من السعي هو سعي الآخرة؛ أي الذي رضيه الله لعباده ودعاهم إلى فعله بواسطة رسله الكرام، ولهذا -عباد الله- العمل يتوقف في قبوله على صحة اتباع العامل فيه للرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولهذا صح في الحديث عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ». أي مردود على صاحبه غير مقبول منه، وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا خطب الناس يوم الجمعة قال -صلوات الله وسلامه عليه-: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».

الركيزة الثالثة

أن يكون قائمًا على الإيمان

قال {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} أي: مؤمن بالله وبما أمره -سبحانه وتعالى- بالإيمان به. ولهذا ينبغي أن يُعلم -معاشر العباد- أن الأعمال كلها لا تصح ولا تكون مقبولة إلا إذا كانت قائمة على إيمانٍ صحيح, وعقيدة راسخة في القلب؛ ولهذا قال الله -عز وجل-: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(المائدة: 5)، وترى في آيات كثيرة يُقيَّد قبول العمل وترتب الثواب عليه بوجود الإيمان، كقوله -سبحانه-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} أي بهذا القيد {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل: 97).


هذه ركائز ثلاثة عظيمة الشأن, جليلة القدر, رفيعة المقام, ينبغي لكل مسلم أن يُعنى بها عناية تامة في كل طاعاته وجميع عباداته، والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له، قال -تعالى-: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(الملك: 2) ولم يقل «أكثر عملا»؛ وهذا فيه تنبيه إلى مقام عظيم لابد من العناية به, ألا وهو -أيها العباد- أن يتأمل المرء في كل أعماله بأن تكون حسنة؛ فليست العبرة بكثرة العمل, وإنما العبرة بحُسن العمل.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.95 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]