قطوف تربوية من كتاب العيال لابن أبي الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 359 - عددالزوار : 18070 )           »          الناسخ والمنسوخ - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 56 )           »          اسم الله (الجميل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          فضـائل العقـل ومزايـاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          ترشيد الاستهلاك بين الأصالة والمعاصرة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          البيئة المستدامة في الوعي الاقتصادي الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحالقة «فساد ذات البين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أربع خطوات تعلم ابنك كيف يكون الأفضل في مدرسته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          وصية تكتب بماء الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          النخب الثقافية والتدليس على الأمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-10-2021, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,185
الدولة : Egypt
افتراضي قطوف تربوية من كتاب العيال لابن أبي الدنيا

قطوف تربوية من كتاب العيال لابن أبي الدنيا


سعيد امختاري




مدخل:

كل الحضارات احتاجت إلى قرون كي تنبغ في كل مجالاتها، إلا الحضارة الإسلامية، فما هي إلا سنوات حتى صارت منارة العلم والعلماء، ومنزل المحدثين والفقهاء وقبلة الفلاسفة والحكماء، وما ذاك إلا لأن الأمة الإسلامية أمة تصنع العجائب في أقل وقت وعلى أحسن ما يكون، ولعل السبب الأول في هذا أن الأمم جميعا عانت كثيرا حتى تستقر على منهج تسير عليه في بناء الحضارة، أما الأمة الإسلامية فقد كفيت هذا العناء لأن الله تعالى قد حباها بمنهج متكامل هو القرآن الكريم والسنة النبوية، والله جل وعلا يقول: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، ولم يطلب من الأمة الإسلامية إلا إعمال العقل من أجل الفهم الصحيح لهذا المنهج وتطبيقه على أرض الواقع لكي تسعد هذه الأمة وتسعد معها البشرية.



فطبيعي جدا أن تسرع هذه الأمة نحو التطور الكبير في أقل وقت وأوجزه، ذلك لأن المنهج رباني، والقائد للناس بهذا المنهج رجل اختاره الله تعالى لقيادة البشرية وليكون مثلها الأعلى، وهو النبي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.



وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف تواس كارليل عن العرب: " هم قوم يضربون في الصحراء، لا يؤبه لهم عدة قرون، فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة النظار في العلوم والعرفان، وكثروا بعد القلة، وعزوا بعد الذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم"[1].



وسر هذه العظمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معلما في حد ذاته، علم الناس العقيدة والدين والفقه والتربية وكل ما ينفعهم وحذرهم من كل ما يضرهم في حياتهم الدينية والدنيوية وفي الحال والمآل، وفي العاجل والآجل، وتبعه على هذا النهج القويم الصحابة رضي الله عنهم الذين ورثوا من معين النبي صلى الله عليه وسلم منهجا تربويا عظيما، ذاك المنهج الذي عاينوه معاينة، وهو كما قيل: ليس بعد العيان بيان.



وعلى هذا الدرب القويم سار الورثة الأجلاء من التابعين وتابعيهم، سلفا عن خلف عدلا عن عدل، ديدنهم أن ينشروا هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي صنع رجالا عظماء في كل ميدان من ميادين الحياة، وميدان التربية والتعليم واحد من أجل تلك الميادين التي ضرب فيها المسلمون بأوفر سهم ونالوا منها أغزر حظ.



تشهد لذلك الكتب والمصنفات الناضجة التي يزخر بها تاريخنا التربوي، ولكن هذا التراث التربوي العظيم هو محل أنظار مختلفة في هذا العالم وإن بعضها لفي غاية التناقض مع البعض الآخر إلا ما صدر عن رأي حصيف وحكمة لا تقبل التزييف.



النظر الأول: هو نظر الغرب الاستعماري المتحيز إلى تاريخه وثقافته، وهو الذي ينكر السبق لكل حضارة إلا حضارته، وهذا ما اصطلح عليه عدد من المفكرين الكبار بنظرية أو إشكالية التحيز، وقد ألفت في هذا الموضوع مؤلفات ودراسات كثيرة لعل أبرزها كتاب صدر عن المعهد العلمي في جزأين تحت عنوان: إشكالية التحيز[2]. وهذا النظر يمثله الاتجاه الغربي الذي يرى نفسه أنه مركز كل شيء في هذا العالم، وأنه هو السابق إلى كل إبداع وهو الاستاذ لكل متعلم، ويلحق بهذا المتشبعون بالثقافة الغربية الذين تم فصلهم شيئا فشيئا عن مقومات حضارتهم وتاريخهم فصاروا يمجدون كل ما هو غربي لا عن اتباع بالدليل والحكمة ولكن عن ضعف وشعور بالهزيمة النفسية والحرمان، وفي هذا الصدد يقول الباحث الكبير في علوم التربية، سعيد إسماعيل علي:" وبرغم انحسار الاستعمار واسترداد بلدان العالم الثالث استقلالها السياسي ابتداء من أربعينات هذا القرن إلا أن المستعمر تمكن من فرض تصوراته وأفكاره وصياغة الحياة في هذه المجتمعات بالشكل الذي يخدم مصالحه وأغراضه الاستعمارية، وبالتالي أصبحت هذه البلدان تستند في تفسيرها لواقع الحياة فيها إلى رصيد من المفاهيم والنظريات تمت بلورته وصياغته في المجتمعات التي هيمن على مصائر معظم بلدان هذا العالم منذ بدء حركة الاستعمار وإلى يومنا هذا.



وقد حرصت الدول الغربية الرأسمالية على استمرار هذا الوضع تكريسا لسيطرتها على شعوب هذه البلاد بما يحقق المصالح الذاتية للمجتمعات الغربية، فاهتمت بشكل خاص بنشر التحديث الثقافي والتربوي في مجتمعات العالم الثالث والسيطرة على التعليم في هذه البلاد.



وفي عالمنا العربي الإسلامي لعبت المدرسة التي أنشئت على النمط الغربي الحديث بنهجه العلماني، دورا خطيرا في تحقيق هذا الهدف حيث عملت على خلق نخبة سياسية ثقافية مرتبطة بالغرب وبمصالحه ومشبعة بأفكاره ومؤمنة بتفوقه الحضاري ومنفصلة عن محيطها وثقافتها الإسلامية الأصيلة..."[3].



إن هذا المنهج المتحيز، أنتج في بلداننا عددا من المنظرين في التربية والتعليم، كل كلامهم لا يعدو أن يكون تسويقا لأفكار غربية لا تصنع شيئا ذا بال على أرض الواقع، بقدر ما تحدث مزيدا من الانشطار والتمزق والتخلف، وفي نفس الصدد يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي: "...ولم تؤد هذه الحركة من التدمير الثقافي إلى ثقافة اجتماعية جديدة تنصهر فيها مختلف المنظومات وذلك لأن هذا التدمير لم تواكبه عملية نشر للمعارف العلمية على مجال اجتماعي محدود، فبدل أن تقود إلى إجماع ثقافي، قادت إلى انقسام ثقافي وكان من نتيجة هذا الانقسام أن ضاعت الهوية الثقافية"[4].



وهذا الوضع الذي صرنا إليه كان من تخطيط المبشرين والمستشرقين، الذين سموا هذا المشروع حينئذ بالغارة على العالم الإسلامي، يقول شاتلييه: " ينبغي لفرنسا أن يكون عملها في الشرق مبنيا قبل كل شيء على قواعد التربية العقلية ليتسنى لها توسيع نطاق هذا العمل والتثبت من فائدته. ويجدر بنا لتحقيق ذلك بالفعل أن لا نقتصر على المشروعات الخاصة التي يقوم الرهبان والمبشرون وغيرهم بها لأن لهذه المشروعات أغراضا اختصاصية ثم ليس للقائمين بها حول ولا قوة في هيئتنا الاجتماعية التي من دأبها الاتكال على الحكومة وعدم الإقبال على مساعدة المشروعات الخاصة التي يقوم بها الأفراد فتبقى مجهوداتهم ضئيلة بالنسبة إلى الغرض العام الذي نتوخاه، وهو غرض لا يمكن الوصول إليه إلا بالتعليم الذي يكون تحت الجامعة الفرنساوية، نظرا لما اختص به التعليم من الوسائل العقلية والعلمية المبنية على قوة الإرادة.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 176.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 175.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.97%)]