لا ينصر الله دعوة تقوم على الظلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138070 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2021, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي لا ينصر الله دعوة تقوم على الظلم

لا ينصر الله دعوة تقوم على الظلم
عمر السنوي الخالدي


"إنَّ الناس لم يتنازعوا في أنَّ عاقبةَ الظلم وخيمةٌ، وعاقبةَ العدل كريمة؛ ولهذا يُروى: ((الله ينصر الدولة العادلة وإنْ كانتْ كافرةً، ولا ينصر الدولةَ الظالمة وإن كانتْ مؤمنةً))"[1].

ولقائلٍ أنْ يقول: إنَّ الله لا ينصر (الدعوة) ولا يُمَكِّن لها إذا كانتْ قائمةً على الظلم، أو بعبارة أخرى: إنَّ الله لا يمكِّن لدعوةٍ يكون أهلُها مِن الظالمين، مهما كانتْ تلك الدعوةُ وثيقةَ الصِّلة بالسُّنَّة؛ لأنَّ العدل أساس البقاء، والدولة فرع عن الدعوة؛ فإذا كان استمرارُ الدولة مَرهونًا بالعدل، فالدعوة من بابِ أَوْلى.

ولذلك يجب على القائمين بالدعوة أن يُربُّوا أنفسَهم على العدل في كلِّ شيء، لا سيما فيما يتعلَّق بأمور دعوتهم؛ وإلا كانتْ إلى زوالٍ أو ضَعْفٍ.

ولا ينفعهم أن يتشبَّثوا بظواهر بعضِ النصوص أو القصص المروية عن بعض السلف في معاملة الناس، أو طريقة الدعوة، أو الحكم على بعض الأمور؛ فإنَّ الأحوال تتغيَّر، والسياقات تختلف، وإنَّ الحكمة مطلوبة، ولا تكون إلا بعلمٍ وإخلاص.

فليتنبه إلى ذلك مَن يعاني التضييق عليه في دعوته، سواء أكان ذلك في المناصب والوظائف، أو في الخَطابة والتدريس، أو في نَشْر الكتب والتأليف، أو في المراكز والجمعيات والمؤتمرات، أو غير ذلك، ولتكن نفسُه أولَ ما يتوجَّه إليه بالاتهام واللوم، لا أنْ يَتَذَرَّع بأحاديث غربة الإسلام، ويتسلَّى بنظرية المؤامرة، فتركن نفسه إلى الظلم وتستسيغه وتَنحاز إلى أهله؛ لأن لازم فعله أنه يبرِّئ نفسه، ويُحسِن بها الظنَّ مهما فَعَلَت، فكيف إذا أضاف إلى ذلك: الدفاع عن مسلكه ومسلك أصحابه!

فإنَّ لله سُننًا في الخَلْق، و﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
وعلى الدعاة أن يستحضروا نصوصَ الوحي الذامَّةَ للظلم وأهلِه، والحاثَّةَ على قول العدل وفِعْله، استحضارًا يدفعهم إلى الالتزام ثم العمل، بمعنى التطبُّع بعد التشبُّع.

يقول ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [النساء: 135]، وفي الآية نفسها قوله: ﴿ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ﴾ [النساء: 135]، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].


وقال عز شأنه مؤكِّدًا أمرَه إيانا بهذا الخُلُق العظيم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90]، وأعقب ذلك بتأكيد نهيه عن البغي والظلم: ﴿ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90].

فإذا لم يكن الداعي إلى الله على مستوى هذه الأخلاق، فكيف يسوغ لنفسه الانتساب إلى دعوةٍ كان نبيُّها عليه الصلاة والسلام عادلًا مُقسِطًا، آمرًا بالعدل مُثنيًا على أهله، ذامًّا للظُّلم آخذًا على يد أهله؟!

ذلك رسول الله الذي أَمَرَه الله بالعدل؛ كما جاء في الآية: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ [الشورى: 15]، فعاش وفق هذا الأمر الإلهيِّ والتوجيه الربانيِّ، فَعَدَل حتى مات صلوات الله وسلامه عليه، ورَسَمَ أجمل الصور الدالَّة على هذا الركن الركين.

وإنَّ من مظاهر العدل والقسط:
1- الاتسام بالوسطية ظاهرًا وباطنًا.
2- والرحمة بالخَلْق جميعًا.
3- وحب الخير للناس كلِّهم.
4- وحُسن الظنِّ بالآخرين.
5- والتواضع، ولين الجانب، وخفض الجناح.
6- وتوقير الكبير، مهما كان جانب الكبر.
7- والحكمة والاتزان في التصرُّفات والتعاملات.
8- والوعي بمآلات الأعمال، وآثار الأقوال.
9- ووزن الألفاظ بميزان العلم والأخلاق، لا سيما تلك التي تشتمل على إطلاق الأحكام.
10- واحترام وجهات النظر، وسعة الصدر للخلاف.

وإنَّ مِن مظاهر البغي والظلم:
1- التشديد على الناس، والغلو في الدين.
2- والتناقض ما بين القول والفعل، أو السرِّ والعلانية، أو عند قوم وآخرين.
3- وإغلاظ القول، في الخطاب أو الكتاب.
4- وعدم التثبُّت في الأخبار، ثم بناء المواقف والأحكام عليها.
5- والتعجُّل في قراءة الأفكار والتصرُّفات، واستخراج نتيجة دون تبيُّن وبحث واستفصال.
6- والتعامل مع الآخرين من منطلق طائفيٍّ.
7- ومصادرة حق الآخرين في الكلام.
8- والتعميم في الأحكام.
9- والسكوت في المواقف التي تتطلَّب البيان.
10- والتقليد.

وبعد؛ فإنَّ "العدل ميزان الله في الأرض، به يأخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من الشديد، وبالعدل يصدِّق الله الصادق، ويكذِّب الكاذب، وبالعدل يردُّ المعتدي ويوبِّخه"[2].




[1] ابن تيمية: مجموع الفتاوى، (ج28/ص63).

[2] ابن جرير: جامع البيان، (ج21/ص517).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.92 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]