متطلبات نجاح أسلوب التربية والتعليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 748348 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2021, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,334
الدولة : Egypt
افتراضي متطلبات نجاح أسلوب التربية والتعليم

متطلبات نجاح أسلوب التربية والتعليم


د. هند بنت مصطفى شريفي







1- التنويع في وسائل التعليم:

وأهمية ذلك تنبع من تنوع المداخل النفسية للمدعوين وتفاوت أفهامهم، فمنهم من يتأثر بالوعظ، ومنهم من يميل إلى القراءة، وبعضهم يتعلم عن طريق المحاكاة والتقليد للقدوة، والبعض الآخر يفضل التوجيه المباشر أو التلقين.



ومما يؤكد أهمية التنويع في الوسائل التربوية، ما يظهر من مراقبة الواقع البشري، فالناس متفاوتون في الطاقات والاستعداد، فمنهم من لديه استعداد للموت ما دام في سبيل الله، ومنهم من لديه الاستعداد لامتثال أوامر الله في نفسه، ولا شأن له بالآخرين، ومنهم من اثاقل وأخلد إلى الأرض.. ومنهم.. ومنهم، والمنهج القويم في التعامل مع هؤلاء الأنواع والأصناف أن يكون عن طريق تربية كل بما يناسبه ويتفق مع حاله[1].



2-الحرص على تحقيق التوازن بين التربية والتعليم:

وذلك بأن يأخذ كل جانب من الجانبين حظه، دون بخس أو شطط، فالتعليم علم نظري، والتربية تطبيق ذلك العلم، وتحويله إلى سلوك عملي، تحت إشراف الداعية وتوجيهه[2].

ومما يحقق هذا التوازن، إدراك الفرق بينهما فمثلا هناك فرق بين تعليم العقيدة الإسلامية، وبين التربية على العقيدة الإسلامية، فالتعليم جزء من التربية والتربية أعم وأشمل من التعليم.



ومن الخطأ أن يكتفى في بعض الظروف بالتلقين الصوري، كأن تدرس مبادئ العقيدة أو أصولها، ثم توضح الآراء المختلفة فيها، فإن ذلك لا يثمر إيمانا في قلب المدعو، وقد لا يؤدي إلى رسوخ العقيدة، بينما يؤدي إلى ذلك غرس العلم اليقيني بصدق القرآن والوحي، ثم إثارة إحساس القلب ليحس بوجود الله دائما، إلى جانب العمل على تكوين عاطفة قوية دافعة إلى السلوك المرغوب، وعدم إهمال الأدلة الإقناعية ما أمكن، والتركيز على جوانب العقيدة المؤثرة كالإيمان باليوم الآخر، وغرس الإحساس بدوام مراقبة الله تعالى في القلب.



كذلك توضيح أن التشريع الإلهي صادر عن إرادة إلهية حكيمة تثمر التنظيم لحياة الإنسان على أكمل وجه، وبعث الطمأنينة في القلب تجاه القضاء والقدر[3]، إلى غير ذلك من المفاهيم التربوية التي يتمكن الدعاة من تعليمها للمدعوين ثم تربيتهم عليها.



3- المتابعة والمراقبة لسير العملية التعليمية والتربوية، مع تقويم نتائجها:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم المراقبة للمسلمين، لتقويم ما يظهر عليهم من انحرافات في التصور أو في السلوك، ولم يدع ذلك حتى في أخطر ظروف المواجهة مع خصومهم، كما حدث والمسلمون في طريقهم لملاقاة هوازن، حين طلب منه حديثو الإسلام أن يجعل لهم شجرة يعلقون عليها سلاحهم ويتبركون بها.



4- الاهتمام بإثارة المدعو ولفت انتباهه:

فإن هذا مما يزيل الخمول وكسل الذهن في التعليم والتربية، ومن وسائل ذلك: طرح مفاهيم جديدة تثير التفكير، وتشحذ الهمم لبلوغ مستوى أعلى من الفضل، وذلك مثل مفهوم المساواة الذي أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم في أول خطبة له فقال: (( الناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[4]))[5].



ومثل عطاياه العظيمة التي لم يألف العرب مثلها من قبل، حتى أن الرجل يرجع إلى قومه ويقول: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر[6].



5- التعامل مع أكبر عدد ممكن من الحواس أثناء التعليم أو التربية:

إن كل حاسة يثيرها الداعية ترتبط بدعوته، أو تنفعل بها، إنما هي رباط يربط الناس به[7]، واختلاف مستويات الناس يحتم على الداعية الحرص على إثارة ما استطاع من الحواس، لأن الناس أحيانا يفكرون عن طريق التصور، بصور عقلية لخبرات حسية فعلية، ومعظم الناس تكون صورهم البصرية أقوى من سواها، وبعضهم تكون الصور السمعية لديهم هي الأقوى، وأقل منهم من تكون الصور اللمسية أو الحركية، أو الشمَّية، أو الذوقية أقوى لديهم مما سواها[8].



لذلك ترى النبي وهو يحطم الأصنام جذاذا، لا يفعل ذلك وهو صامت، بل ينبه على بطلانها بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فيجتمع للمشاهد استعمال حاسة البصر مع السمع، فيثمر ذلك يقينا أقوى في قلبه، كما رُوي عنه أنه دخل( مكة يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصُب، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: (( جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد))[9].



وكذلك ما ورد عما فعله مع بعض الناس من مسح على رؤوسهم وصدورهم أثناء الدعاء لهم بصوت يسمعه المدعو، كما فعل مع فضالة وأبي محذورة وشيبة رضي الله عنهم[10].



6- تخصيص بعض الناس دون غيرهم بأخبار معينة:

ومن ذلك تخصيص قريشٍ بإخبارهم بما يتعلق بهم[11]، وتخصيص الأنصار بخطبته على الصفا، حين أمر أبا هريرة رضي الله عنه أن يناديهم له وقال( لا يأتيني إلا أنصاري ثم قال حتى توافوني بالصفا))، وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله: (( اهتف لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاري))[12].



قال الإمام النووي رحمه الله مبينا حكمة تخصيصه صلى الله عليه وسلم الأنصار دون غيرهم: (إنما خصهم لثقته بهم، ورفعا لمراتبهم، وإظهارا لجلالتهم وخصوصيتهم).[13][14].




7- إزالة العوائق التي تعيق تعليم المدعو وتربيته:

ومن هذه العوائق: التعلق بأعراض الدنيا الزائلة، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة طرق في إزالتها، ومن ذلك:

إشباعها وذلك بإعطائها بكثرة أو بحيث تُشبع، فيتلاشى تأثيرها كعقبة في طريق التربية، ومن ذلك: إعطاء العطايا العظيمة لمسلمة الفتح خاصة لمن سأله أو استزاده منهم كأبي سفيان وحكيم رضي الله عنهما، أو لمن لحظ صلى الله عليه وسلم تعلقه بها وتمنيه لها، كصفوان بن أمية رضي الله عنه.



ومنها: إشباع الرغبة في المكانة والصدارة، كتولية بني شيبة سدانة الكعبة، وتولية عتاب بن أسيد إمارة مكة، وإعطاء أبي سفيان ما طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم من المال والمكانة له ولأبنائه[15] رضي الله عنهم أجمعين.



تعديلها وتوجيهها، كما فعل صلى الله عليه وسلم مع حكيم بن حزام رضي الله عنه، حين أعطاه ثلاثا من غنائم حنين ثم قال: (( يا حكيم إن هذا المال خَضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى))[16]، فحثه على التعفف والقناعة والرضا بما تيسر في عفاف وإن كان قليلا، وذلك بتشبيهه المال في الرغبة والميل وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة، من أخذه من غير حرص عليه بورك له فيه، ومن طلبه وحرص عليه وتطلع إليه، لم يبارك له فيه، وكان حاله كمن به داء لا يشبع بسببه، ثم يحثه على الإنفاق في وجوه الطاعات، ليكتسب ليده فضل علو ومجد ونيل الثواب[17].



إزالة هذا العائق ومنعه، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم طبيعة المجتمع الجاهلي وعصبيته، وما لها من شأن كبير في توجيه سلوك المدعو، مما قد يعرقل عملية التربية، فقد كان الرجل يشايع قبيلته ويناصرها على الحق وعلى الباطل، فحرم صلى الله عليه وسلم المشايعة والنصرة على الباطل وجعلها منافية للإسلام، فقال: ((كل حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة، ولا حلف في الإسلام))[18].





[1] بتصرف، منهج الإسلام في قضية التغيير ص 100 - 101.




[2] بتصرف المرجع السابق ص 100.




[3] بتصرف انظر جوانب التربية الإسلامية الأساسية من ص 149- 190، وانظر فقه الدعوة إلى الله 1/ 465 - 466.




[4] سورة الحجرات آية 13.




[5] سبق تخريجه ص 142.




[6] سبق تخريجه ص 313.




[7] بتصرف، المعرفة في منهج القرآن الكريم ص 75.




[8] بتصرف، علم النفس: د. فاخر عاقل، ص 662، دار العلم للملايين ط:3، 1972م.




[9] سبق تخريجه ص 127.




[10] سبق تخريجه ص 137 وص 180 وص 367.




[11] بأنه لن يقتل قرشي صبرا ولن تغزى مكة بعد يوم الفتح انظر ص 133، وص 651.




[12] المسند 2/ 538.




[13] صحيح مسلم بشرح النووي 12/ 127.




[14] انظر من صفات الداعية: مراعاة أحوال المخاطبين من ص 65- 68.




[15] سبق تخريج الحديث ص 537 و ص 540.




[16] رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب الاستعفاف عن المسألة 2/ 129. ومسلم في كتاب الزكاة باب بين أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح 2 /717 ح 1035.




[17] بتصرف، صحيح مسلم بشرح النووي 7 /125 - 126.




[18] سبق تخريجه ص 143.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]