شرح حديث عوف بن مالك: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200514 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 503850 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2021, 04:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عوف بن مالك: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم"

شرح حديث عوف بن مالك: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خيارُ أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلُّون عليكم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم))، قال: قلنا: أي رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة))؛ رواه مسلم.



قوله: ((تصلُّون عليهم)): تدعون لهم.



وعن عياض بن حمارٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أهل الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطان مقسط موفَّق، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيفٌ متعفِّف ذو عيال))؛ رواه مسلم.



قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الإمام العادل: عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيارُ أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلُّون عليكم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)).



الأئمة: يعني ولاة الأمور، سواء كان الإمام الكبير في البلد وهو السلطان الأعلى، أو كان من دونه.



هؤلاء الأئمة الذين هم ولاة أمورنا، ينقسمون إلى قسمين: قسم نحبُّهم ويحبوننا، فتجدنا ناصحين لهم وهم ناصحون لنا؛ ولذلك نحبُّهم؛ لأنهم يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن ولاهم الله عليه، ومعلوم أن من قام بواجب النصيحة فإن الله تعالى يحبه، ثم يحبه أهلُ الأرض.



فهؤلاء الأئمة الذين قاموا بما يجب عليهم محبوبون لدى رعيتهم.



وقوله: ((ويصلُّون عليكم، وتصلُّون عليهم)) الصلاة هنا بمعنى الدعاء، يعني تَدْعون لهم ويدعون لكم، تدعون لهم بأن الله يهديهم ويصلح بطانتهم، ويوفِّقهم للعدل، إلى غير ذلك من الدعاء الذي يُدعى به للسلطان، وهم يدعون لكم: اللهم أصلِح رعيتنا، اللهم اجعلهم قائمين بأمرك، وما أشبه ذلك.



أما شرار الأئمة: فهم ((الذين تبغضونهم ويبغضونكم)) تكرهونهم؛ لأنهم لم يقوموا بما يجب عليهم من النصيحة للرعية، وإعطاء الحقوق إلى أهلها، وإذا فعلوا ذلك فإن الناس يبغضونهم، فتحصل البغضاء من هؤلاء وهؤلاء؛ تحصل البغضاء من الرعية للرعاة؛ لأنهم لم يقوموا بواجبهم، ثم تحصل البغضاء من الرعاة للرعية؛ لأن الرعية إذا أبغضت الوالي، تمَّردت عليه وكرهته، ولم تطع أوامره، ولم تتجنب ما نهى عنه، وحينئذٍ ((تلعنونهم ويلعنونكم)) والعياذ بالله؛ يعني يسبُّونكم وتسبُّونهم، أو يدعون عليكم باللعنة وتدعون عليهم باللعنة.



إذًا الأئمة ينقسمون إلى قسمين: قسم وفِّقوا وقاموا بما يجب عليهم، فأحَبَّهم الناس وأحَبوا الناس، وصار كل واحد منهم يدعو للآخر. وقسم آخر بالعكس شرار الأئمة، يبغضون الناسَ والناسُ يبغضونهم، ويسبُّون الناس والناس يسبُّونهم.



أما حديث عياض بن حمار رضي الله عنه، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفَّق))، وهذا هو الشاهد؛ يعني صاحب سلطان، والسلطان يعم السلطة العليا وما دونها.



((مقسط)) أي: عادل بين من ولاه الله عليه.



((موفَّق)) أي: مهتدٍ لما فيه التوفيق والصلاح، وقد هُدِي إلى ما فيه الخير، فهذا من أصحاب الجنة.



وقد سبق أن الإمام العادل ممن يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وهذا هو الشاهد من هذا الحديث ((ذو سلطان مقسط موفَّق، ورجلٌ رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم))، رجل رحيم يرحم عباد الله، يرحم الفقراء، يرحم العجزة، يرحم الصغار، يرحم كلَّ من يستحق الرحمة.



((رقيق القلب)) ليس قلبه قاسيًا ((لكل ذي قربى ومسلم))، وأما للكفار فإنه غليظ عليهم.



هذا أيضًا من أهل الجنة، أن يكون هذا الإنسان رقيقَ القلب يعني فيه لين، وفيه شفقة على كل ذي قربى ومسلم.




والثالث ((رجل عفيف متعفف ذو عيال)) يعني أنه فقير ولكنه متعفف، لا يَسأل الناس شيئًا، يحسبه الجاهل غنيًّا من التعفف.



((ذو عيال)) يعني أنه مع فقره عنده عائلة، فتجده صابرًا محتسبًا يكد على نفسه، ربما يأخذ الحبل يحتطب ويأكل منه، أو يأخذ المخلب يحتش فيأكل منه، المهم أنه عفيف متعفف ذو عيال، ولكنه صابر على البلاء، صابر على عياله، فهذا من أهل الجنة.




نسأل الله أن يجعل لنا ولكم من هؤلاء نصيبًا، والله الموفق.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 646- 649)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]