|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي طردت والدتي!! الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال السلام عليكم. أنا أعيشُ في دولةٍ أجنبية، وتزوجت من أجنبيةٍ مسلمة، ورزقنا الله ببنت، وقد جاءت أمي للإقامة عندي، ولكن في النهاية قامت زوجتي بطردِ والدتي، واضطررتُ أن آخذها لأحدِ الأقارب تجنبًا لمزيدٍ من المشاكل؛ حيث جاءت الشرطة في آخرِ مرة، والمتضرر الأكبر سيكون أنا، زوجتي قررتْ وتريدُ الطَّلاق مع أنها حامل، وعندنا بنت، أمي غضبى وتدعو عليَّ الآن؛ لأني لم أطرد زوجتي، مع العلم بأن كلَّ الحقوقِ هنا للزوجة، الحياة الزوجية أصبحت لا تُطاق، وزوجتي تطلبُ الطلاقَ كلَّ يوم، وحاولتُ كلَّ شيء بلا فائدة، لا يوجد اتفاق، أرجو أن ترشدني هل أطلقها؟ هي دائمة الصراخ الآن، وعصبية جدًّا؛ حيث أيقنت أنه من المستحيلِ التقاء الثقافات، وجزاكم الله خيرًا. الجواب الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فلا أقول لك: فارِقْ زوجتَكَ، ولا عُقَّ أمَّك، ولكن حاوِل - قدرَ الاستطاعة - أن ترأبَ الصدعَ، وتصبرَ على زوجتِك، وأن تسددَ وتقاربَ قدر طاقتك، فذكِّرْ زوجتك بالله - عزَّ وجل - وما أوجب اللهُ عليها من طاعةٍ لك بالمعروف، وإن كان عندك أوجه قصور تجاهها، فأصلحْها؛ لعل الأمور تستقيم، وتأمَّل تلك الآيات: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء : 34 ، 35]. فَعِظْها، فإذا لم يُفِدْ ذلك، فاهْجُرها في المضجع، فإذا لم يفد الهجر في المضجع، فاضرِبها ضربًا غير مبرِّح، وإن حصل الغرضُ بالطريق الأخف، وجب الاكتفاء به، ولم يَجُز الإقدام على الأشق. فإن استمرت على طلبِها للطلاقِ ونشوزِها، ولم يُجْدِ معها الوعظ والهجر والضرب، ونحو ذلك مما تُسْتَصلَح به المرأة، أو تيقنت - كما تقول - أنه من المستحيلِ التقاء الثقافات -فلك أن تطلقَها. أمَّا والدتُكَ، فالواجب عليْك - ومن الآن - السَّعيُ في برِّها ورضاها، وإدخال السُّرور عليها، وإيثارها على من سواها من الأولاد، والزوجة، وغيرهِم؛ كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صَحَابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم من؟ قال: ((ثم أمُّك))، قال: ثم من؟ قال: ((ثم أمُّك))، قال: ثم من؟ قال: ((ثم أبوك)). وفيهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((خرج ثلاثةٌ يمشون فأصابهم المطرُ، فدخلوا في غارٍ في جبلٍ، فانحطت عليهم صخرةٌ؛ فقال بعضهم لبعض: ادعوا اللهَ بأفضلِ عملٍ عملتُمُوه؛ فقال أحدهم: اللَّهم، إني كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيءُ فأحلب، فأجيءُ بالحلاب، فآتي به أبويَّ، فيشربان، ثم أَسْقِى الصبية، وأهلي، وامرأتي، فاحتبست ليلة، فجئت، فإذا هما نائمان - قال -: فكرهتُ أن أوقِظَهما، والصِّبْيَةُ يتضاغَون عند رِجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبَهما، حتى طَلَعَ الفجرُ، اللَّهم إن كنت تعلم أنى فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهِك، فَفَرِّجْ عنا فرجة نرى منها السماء، قال: فَفُرِّجَ عنهم ...)) الحديث. قال الإمامُ النووي في "شرح مسلم": " في هذا الحديث: فضلُ بِرِّ الوالدَيْنِ، وفضلُ خدمتهما، وإيثارهما عمن سواهما من الأولاد، والزوجة، وغيرهم".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |