زوجي يتجسس علي

[ابوالوليد المسلم]

زوجي يتجسس علي
أ. سحر عبدالقادر اللبان


السؤال

♦ الملخص:
امرأة متزوجة زوجها لا يثق فيها؛ لأنها ذكرته بسوء وهي تُحدِّث أختها في الهاتف، فأخذ يتجسَّس عليها ليعرف كل ما تقوله، حتى وهي في بيت عائلتها، وقد تحطَّمت معنويات الزوجة بسبب هذه الأمور.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا امرأة متزوجة منذ عامين، ذات مرة كنتُ غاضبةً، فكلمتْني أختي على الهاتف، فذكرتُ لها زوجي بسوءٍ، فسمِعني واعتذرتُ له مما حدَث، وحاوَلنا تَجاوُزَ هذه المشكلة، علمًا بأنه عندما حدث هذا الموقف كنتُ حاملًا؛ لذا كنتُ عصبية وكثيرة الغضب.


بعد هذه المشكلة مباشرةً اشترى زوجي لي هاتفًا، وقدَّمه إليَّ هديةً، فتعجبتُ واكتشفتُ بعدها أن الهاتف به جهاز تجسُّس، فقد كان يتجسَّس على كل أحاديثي وكل شيء يحدث معي، ونتيجة لِما كان يَسمعه فقد كرِهني ولم يَعُدْ يَثِقُ فيّ.


لم أُصارحه بأني عرَفتُ أمر جهاز التجسس، وصِرتُ أتلطَّف معه؛ كي ترجعَ ثِقتُه فيَّ، لكني في داخلي كنتُ غاضبةً جدًّا منه؛ لأنه استغلَّ ثقتي فيه وحطَّمني، فقد فقدتُ ثِقتي بنفسي، علمًا بأن هذه المرة ليست الأولى التي يتجسَّس فيها عليّ؛ إذ إنه بعد زواجنا مباشرةً أخذ بريدي الإلكتروني وتصفَّحه، وكذلك حساب الفيسبوك، ولَمَّا أخبرني تفاجأتُ ولكني سامَحتُه، أما هذه المرة فلن أُسامحه؛ لأني كنتُ مريضة ومقيمة عند أهلي.
أريد إرجاع ثقتي بنفسي وإرجاع ثقته بي

الجواب

الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُرحِّب بك أختي في قسم استشارات شبكة الألوكة.
وبعد:
عزيزتي، أَعلَم أن وضعك صعبٌ، ولكنَّ الحياة الزوجية كثيرًا ما تمرُّ بمطبات ومنحدرات، وعلى الزوجين تجاوزها بحذرٍ؛ كيلا تُودي بحياتهما الزوجية إلى الهاوية.

الشكُّ صعب التعامُل معه خاصةً بين الزوجين، ولكن عليك التحلِّي بالصبر، والتعامُل مع الموضوع بحكمةٍ؛ فاستمرِّي في التعامُل مع زوجك بلُطفٍ، وحاولي أن تُبعدي عنه الشكَّ، وذلك عندما يتأكَّد أنَّ شكَّه في غير محلِّه.

عزيزتي، كثيرًا ما أنصح المتزوجين بأن يتعامل كلٌّ منهما مع الآخر بصراحة وإخلاصٍ، فهما شريكا حياةٍ، وعليهما أن يكون كلٌّ منهما صريحًا مع الآخر؛ لذا عليك عزيزتي مصارحةَ زوجك باكتشاف تجسُّسه عليك، وأَخبِريه أن هذا يُزعجُك جدًّا، ويجعلك تعتقدين أنه لا يثقُ بك، وأعْلِميه أنه بتجسُّسه عليك يتجسَّس على أخبار أخواتك وأسرارهنَّ، قولي له أنك ترفضين هذا، وأنه يُمكنه أن يسألك عما يريد، وأنت لن تكذبي عليه أبدًا، وأيضًا أَعلِميه أنك سامَحْتِه هذه المرة على ألَّا يعود إلى هذا مُجدَّدًا.

لا أَنصحك نهائيًّا بإخفاء معرفتك لتجسُّسه عليك عنه؛ لأنه إن علِم أنك علمتِ ولم تُخبريه، فسيَزيد شكُّه، وسيَعتقد أنك كنتِ تَجعلينه يَعرِف ما تريدين أن يَعرِفَه، وأنك تُخفين أمورًا أخرى!


وأنصحك بالتعامُل مع الموضوع بهدوء، وتأكَّدي أنه مع الوقت سيتغيَّر، خاصةً عندما يتأكَّد أنك غير ما يَظنُّه، وأنك مخلصةٌ له وأهلٌ للثقة، وأنصحكِ بكثرة الدعاء أن يُبعدَ الله تعالى عن بيتك كلَّ شرٍّ، وأن يُؤلِّف بين قلبك وقلب زوجك، وأن يجعل منزلك يَعمُّه الأمان والاستقرار والحبُّ، والْتَمِسي أوقات الإجابة التي منها وقت قيام الليل، وأنصحك بكثرة الاستغفار؛ ففيه راحةٌ للنفس، وزوالٌ للهموم، ومَجلبةٌ للرزق والحياة السعيدة.
والله تعالى الموفِّق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته