|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبتي بين أهلي وأهلها أ. زينب مصطفى السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد: أمرُّ بمشكلةٍ كبيرة؛ وقعتُ في حبِّ صديقة لي في العملِ، وتعلَّق بعضنا ببعضٍ كثيرًا، وصار بيننا وفاقٌ ووئام كبير جدًّا، وهي تحبني لدرجةٍ كبيرة جدًّا، تقدمتُ لخطبتِها ولكن اعترض أهلي؛ لأنَّها من خارجِ القرية، وهم يريدونها أن تكون من عائلةٍ معروفة. ومع العلم أنَّ مسكني ببلدتي جاهز، وأهلها أصرُّوا علي أن يكونَ لنا سكنٌ بجوارِ عملنا؛ لسهولةِ المعيشة، فعرضتُ عليهم أن نبدأ في البلدةِ ثم بعد ذلك ننتقلُ، وافقوا ثم رفضوا بسببِ شدَّةِ والدي معهم. أنا أحبُّها حبًّا شديدًا جدًّا، وهي كذلك، وأدعو الله أن يجعلَها زوجةً لي، قرَّرتُ أن تكونَ لي شقةٌ بجوارِ عملي، بالإضافةِ إلى شقتي بالبلدة، وعلى هذا أعيش متنقلاً بينهما؛ إرضاءً لأهلي وأهلِها، ولكن أهلي رفضوا تمامًا الفكرة، وقالوا: إنهم يشعرون أني سأتركُهم بعد أن تعبوا في تربيتي وتعليمي، وأخبروني أنهم يريدون أن يفرحوا بي، ولكنِّي أرى أنَّ السَّكنَ بجوار عملي سوف يساعدُني كثيرًا، وخاصةً في تحضيرِ دراساتٍ عليا، والأهم من ذلك؛ الفوز بالإنسانةِ التي تحبُّني وأحبُّها. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. يشعرُ الإنسانُ بفرحةٍ غامرة حينما يجدُ الإنسانةَ المناسبة له، والتي يثقُ أنه سيشعرُ معها بالرَّاحةِ والسكينة، ولكن لا يجبُ أن تعمينا تلك الفرحةُ عن واجباتِنا وحقوقنا تجاه المحيطين بنا. شعر أهلُك نحوك باندفاعِك نحو الفتاةِ وتلبية طلبات أهلها - وإن كانت مشروعة - مما جعلهم يخشون بُعدَك أو انفصالَك عنهم؛ فالأمُّ التي عانت كثيرًا في تربيةِ الابن حتى صار رجلاً، قد تشعرُ عند زواجِه بأنَّ هناكمن تنافسها في السَّيطرةِ عليه، ويشاركها في حبِّه وعطفه ودعمه للأسرةِ ماديًّاواجتماعيًّا، فيجب عليك أن تنتبهَ لذلك، وأن ترضيَهم نفسيًّا ومعنويًّا، وتزيد من اهتمامِك ورعايتك وسؤالك عنهم في تلك الفترة، وثقْ أنَّك ببرِّك لوالديك سيبارك الله لك في حياتِك كلِّها؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من سرَّه أن يُبسطَ له في رزقِه ويُنسأ له في أجلِه، فليصلْ رحمَه))، وأولى النَّاسِ بالأرحام هما الوالدان، وكما نعلمُ: إنَّ هناك الكثير من الأحاديثِ والآياتِ توصي بالوالدين. أمَّا عن طلباتِ أهل تلك الفتاة، فهي منطقيةٌ جدًّا، وهم يطلبون ما يناسِبُ الوضع؛ ففتاة العاصمة ستعاني كثيرًا إن عاشت في قريةٍ، وهذا بالطَّبعِ سوف يعكِّرُ الحياةَ، ويخلق المشكلات، وهي مصلحةٌ لك من أكثر من جانبٍ كما ذكرت، ولكن كل ما عليك الآن هو إرضاء أهلِك وتحبيبهم في تلك الفتاةِ بطريقةٍ لا يشعرون معها باهتمامِك الزَّائد بها، ولا تنس أنهم افتقدوا أن يختاروا لك شريكتك، فلا تجنِّبهم واجعلهم يفرحون بك ولك، وأخبرْهم أنَّ فرحتَك لا تتمُّ إلا برضاهم، وأنك لن تفعلَ شيئًا إلاَّ بموافقتِهم، وقم بدراسةِ الأمر معهم، وأخبرْهم أنَّ في ذلك مصلحة لك أولاً، ولدراستِك ونجاحك في حياتِك العملية والعِلمية، وكذلك توفير طول الطريقِ والمعاناة الجسدية وغيرها. أخي الكريم، إنَّ العدلَ وإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه من الأمورِ الصَّعبة على كثيرٍ من النَّاس، فلا يستطيع أن يوازنَ بين الحقوق، ولا يستطيع أن يهتمَّ بالجميعِ فيعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه بما يستحقُّ، وبما فرضه الله عليه، ولكن لا تتم سعادةُ الإنسانِ واستقراره إلا بذلك. ولا تنس صلاةَ الاستخارةِ والدعاء كثيرًا بأن يوفقَك الله للخيرِ، ويعينك على إرضاءِ الجميع؛ فالأمرُ كلُّه بيدِ الله، يدبِّره كيف يشاء، وهو يعلمُ الخيرَ لك. وفَّقكَ الله، ويسَّرَ لك الخيرَ حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |