شرح حديث عائشة: "ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اسمع منا ولا تسمع عنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تارك العمل الظاهر بغير جحود ولا إباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 654 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 6173 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 23583 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 10100 )           »          عبودية الدعاء والافتقار إلى الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تربية مرتَّلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الرعاية الاجتماعية في العصور الوسطى القاهرة نموذجًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          البُعْد الثالث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          اللغة العربية والتحدّي الحضاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2021, 07:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,463
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عائشة: "ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده"

شرح حديث عائشة: "ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهِدَ في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهَكَ شيءٌ من محارم الله تعالى، فينتقمَ لله تعالى. رواه مسلم.

وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجرانيٌّ غليظُ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبَذَه بردائه جبذةً شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثَّرت بها حاشيةُ البُردِ من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفَتَ إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء. متفق عليه.

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث ساقها النوويُّ رحمه الله في باب العفو والإعراض عن الجاهلين، منها حيث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدًا لا خادمًا ولا غيره بيده، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم؛ أنه لا يضرب أحدًا على شيءٍ من حقوقه هو الخاصةِ به؛ لأن له أن يعفو عن حقه، وله أن يأخذ بحقه.


ولكن إذا انتُهكت محارم الله، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك، ويكون أشد ما يكون أخذًا بها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يُقِرُّ أحدًا على ما يُغضِبُ الله سبحانه وتعالى، وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو، وما عفا من أحوال الناس وأخلاقهم ويعرض عنهم، إلا إذا انتُهكت محارم الله، فإنه لا يقر أحدًا على ذلك.

ومن الأحاديث التي ساقها قصةُ هذا الأعرابي، الذي لَحِقَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه جُبَّةٌ نجرانية غليظةُ الحاشية، فجبذه، يعني: جذبه جذبًا شديدًا، حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الجذب، فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاءً، فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأمَرَ له بعطاء.

فانظر إلى هذا الخلُقِ الرفيع؛ لم يوبخه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يضربه، ولم يكهر في وجهه، ولم يعبس؛ بل ضحك صلى الله عليه وسلم، ومع هذا أمر له بعطاء، ونحن لو أن أحدًا فعَل بنا هذا الفعلَ ما أقررناه عليه؛ بل لَقاتَلْناه، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، فإنه التفت إليه وضحك إليه، وأعطاه العطاء.

وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سَعة، وإذا اشتدَّ الناس أن يسترخي هو.

وسئل معاوية رضي الله عنه: بمَ سُسْتَ الناسَ؟ وذلك لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة، فقال: أجعل بيني وبين الناس شعرة؛ إن جذبوها تبعتهم، وإن جذبتها تبعوني، لكن لا تنقطع.

ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد؛ لأن الشعرة إذا جعلتَها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذبٍ انقطَعتْ، لكن من حُسن سياسته رضي الله عنه أنه كان يسوس الناس بهذه السياسة؛ إذا رآهم مقبلين استقبلهم، وإذا رآهم مدبرين تَبِعَهم؛ حتى يتمكن منهم.


فهكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائمًا في سياسته رفيقًا حليمًا، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حسن الآداب والأخلاق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 605- 607)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]