زوجي لا يأخذ رأيي ولا أولادي في أي شيء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 886 - عددالزوار : 119520 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8866 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21981 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-09-2021, 09:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,293
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي لا يأخذ رأيي ولا أولادي في أي شيء

زوجي لا يأخذ رأيي ولا أولادي في أي شيء


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
إنَّ زوجي يُعاملني بخشونة، وكلُّ هدفه إرضاء الناس، وأنْ يكون مظهَرُه فوقَ كلِّ شيء، نحن مُتزوِّجون منذ 20 عامًا، وهو حتى الآن لم يتغيَّر، وكلَّما كلَّمته وتحدَّثت إليه، يصرُخ في وجهي بصوتٍ عالٍ ويقول: "أنت لا تفهمين أيَّ شيء في الدنيا"، ولا يأخُذ رأيي في أيِّ شيء، ولا حتى رأي أولادي مع أنهم كبار...

أرجو الرد بأسرع ما يُمكن.


الجواب
حيَّا الله مُستشِيرينا الكرام، ومرحبًا بكلِّ مَن يحطُّ رحاله في (شبكة الألوكة)، ونسأل اللهَ لكم صَلاح الحال، ودَوام السعادة.
ذهبت امرأةٌ إلى أحد الحكماء تستشيرُه في أمر زوجها الذي أعياها وتشكو سُوء معاملته وفَظاظته، وتسأله الخلاص، فرفَض إجابة طلبها قبل أنْ تُحضِر له شعرةً من أسدٍ حيٍّ!
فتحيَّرتْ، لكنَّها لم تلبثْ أن تقرَّبت للأسد بتقديم اللحم له لتَأمَنَ شرَّه، وعندما أَلِفَها اقتربت وانتزَعت الشعرةَ منه، فما كان جواب الحكيم عليها إلا: إنَّ مَن تقدرُ على ترويض الوحش المفترِس، لن تعجزَ عن تطويع زوجِها!
هذه قصَّة ربما غير واقعيَّة في ذاتها، لكنَّها تُحاكي واقعنا أحيانًا، فمشكلةُ الكثير من الزوجات - كما أرى - أنها تترُك الخِلافات بينها وبين زوجها، وترى صُعوبة حلِّ أيِّ خلافٍ زوجي ولو كان يسيرًا، في حين لا تعجز عن حلِّ مشكلاتٍ أكبر لا تتعلَّق بزوجها، كما أنها لا تسعى للبحث عن حلٍّ لما تُعاني إلا بعد مُرور مُدَّةٍ من الزمن كافية لاستِفحال المشكلة، واعتياد البيت بِمَن فيه على ذلك الوضع غير السليم، ثم بعد ذلك نجدُها تطلب سُرعة الحلِّ وتتوقَّعه من خلال استشارةٍ واحدةٍ، وهذا مُحال إن أردتِ الصَّراحة!
في مثل هذا النوع من المشكلات، أنصحُ السائلة بالعودة إلى الوراء؛ نحن بحاجةٍ لاستِحضار أسباب تعامُله بهذا السلوك، قد يكون مُتأصِّلاً في شخصيَّته، وقد يكون له نبتةٌ صغيرة نَمَتْ بسوء ردَّة الفعل، وسُقيت بماء العناد، وترَعرَعت تحت سماء سوء الفهم والشجار، ورد الإهانة بمِثلها أو أشد.

في بداية زواجكِ تبيَّن لك خَصلتان في شخصيَّة زوجكِ:
- اهتمامه الشديد بالمظهر، والتركيز على نظَر الناس إليه.
- سُوء معاملته لكِ وتسفيه رأيكِ.
فكيف كان تصرُّفكِ حِيال هاتين الخصلتين غير المرغوب فيهما من أيِّ امرأةٍ في زوجها؟
حسنًا، أنت فقط مَن يعرفُ الجواب، لكن ما رأيك لو وضَعتِ نفسكِ مكانه؟ ماذا لو كان لديك اهتمامٌ شديد بمظهركِ وكنتِ سيِّئة التعامُل مع زوجكِ - مع الفارق بين الزوج وزوجه - ماذا كنتِ ستنتَظِرين من زوجكِ في هذه الحالة؟
تنتَظِرين منه أنْ يُولي اهتمامكِ بمظهركِ عنايةً أكبر؛ فينتقي لكِ من الثياب ما يُرضيكِ، ويَبتاع لكِ بعض أدوات الزينة المناسبة، ويُثنِي على هندامكِ، ويمدَح حُسن انتقائكِ لملابسكِ، أو على الأقل لا يحقر من شأنكِ، ولا يتعجَّب من أمركِ، أليس كذلك؟
ولو ابتلاكِ الله بسُوء العِشرة والتلفُّظ بما لا يليقُ مع الزوج، فإنَّ أوَّل ما يخطر ببالكِ حُقوق المرأة على زوجها، وأنْ يصبرَ عليها ولا يستثير أعصابها ويدفعها لارتكاب الخطأ...
هكذا يُفكِّر كلٌّ مِنَّا، وهذا أساسُ كثيرٍ من المشكلات بين البشر؛ أنَّنا نعجزُ - غالبًا - عن وضع أنفسنا مكانَ الطرف الآخَر؛ لنرى الأمر من زاويته، ونُفكِّر بعقليَّته!

أيتها الفاضلة:
لن يفيدَك بشيء أنْ أشدَّ على يديك وأُؤيِّد كلامكِ - وأنا لا أُعارضه - وأجعَل الإجابة كلَّها تدور حول سُوء خلق الزوج والإنكار عليه، وعرْض الأدلَّة عن حقِّ الزوجة، وعناية الإسلام بالمرأة، ووجوب حُسن العشرة بالمعروف، كلُّ ذلك - وإنْ كان صحيحًا - لن يفيدكِ ولا مَن تقرأ كلامي في شيءٍ، ومَن أرادت الاطِّلاع عليه، فلتُراجع المقالات والأبحاث التي تعجُّ بها الشبكة؛ فليس دوري أنْ أنقل وأنتَقِي منها ما يملأ الاستشارة، نحن هنا نسعى لحلِّ المشكلة حلاًّ حقيقيًّا جذريًّا، فلن نسلُك غير سبيل الصَّراحة، ولن ننهج غير نهج الواقعيَّة.
إذًا لننظُر من منظور هذا الزوج؛ يهتمُّ بنفسه ويعتني بمظهره، هذا حقُّه كبشر أو كرجل يعيش في مجتمع يُولِي مثلَ هذه الأمور عنايةً خاصَّة، لكنَّ المبالغة فيها تدلُّ على خللٍ اجتماعي أو نظرة دُونيَّة للنفس؛ فهو كمَن يرتدي قِناعًا يُواري به نَقائص نفسه، والعلاج في مثل هذه الحالة يكونُ ببثِّ الثقة في نفسه؛ وذلك عن طريق مُراعاة الكرامة والعاطفة والاحترام له كزوجٍ لكِ ووالدٍ لأبنائك، وإشعاره بأهميَّته ومكانته عندكِ.
ما المانع أنْ تُظهِري له اهتمامكِ الخاص بمظهره؟ ما يحولُ بينكِ وبين مدحه والإطراء على هِندامه وأنتِ تعلمين أنَّ هذه نقطة ضعفٍ لديه؟
ثبَت واقعيًّا أنَّ المرأة تَفُوقُ الرجل في الذكاء العاطفي، وإنْ كان يفوقُها في رَجاحة العقل والقُدرة على اتِّخاذ القَرارات، فلا أظنُّ أنَّ هناك امرأةً طبعيَّة عاقلة تعجزُ عن التأثير على زوجها وتغيير وجهة نظَرِه في الكثير من الأمور؛ ((ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَب للُبِّ الرَّجُل الحازِم من إحداكنَّ يا مَعشَرَ النِّساء))؛ البخاري.
جرِّبي سلاح الثَّناء؛ فقلَّ أنْ يَثبُت أمامه أحدٌ، لكن لا تنسي أنَّ مشكلتكِ عمرها عشرون سنة، فلن يكونَ حلها في عشرين دقيقة.
تُعرَّف اللباقة بأنها: قُدرة الإنسان على استِخدام الكلمة المناسبة في الوقت المناسب، مع القُدرة على الإحساس والتجاوب مع مَشاعر وأفكار الآخَرين بما يقتَضِيه الحال، فهل نُحاول أنْ نتصرَّف مع أهلينا وأصدقائنا من خِلال تطبيق هذا المبدأ؟
سُوء معاملته لكِ وللأبناء لا شَكَّ أنَّه ليس من العِشرة الطيِّبة في شيء، لكنَّ مثل هذه المشكلات يكون لها جُذور مُتعمِّقة في الأنفس، يستحيلُ عَلَيَّ عبْر هذه الرسالة القصيرة أنْ أستشفَّ ما وَراء هذا السلوك السيِّئ أو أنْ أُدرك أبعاده، لكنِّي أطلُب منكِ أنْ تُسجِّلي بعضَ المواقف التي سفَّه فيها زوجكِ رأيَكِ، أو رفَعَ صوتَه عليكِ بما لا يُرضيكِ، أو تصرَّف على نحوٍ غير مُرضٍ من وجهة نظركِ، ثم سجِّلي ما حدث قبلَها بدقائق وبعدَها بدقائق، على أنْ تُراقِبي كلَّ كلمةٍ تتفوَّهين بها، وكلَّ ردَّة فعلٍ تصدر منكِ.
المشكلة أنَّنا نسمعُ دائمًا من طرفٍ واحد، فنحكُم من خِلال ما يَرِدُ إلينا، في حِين لو تحدَّث الطَّرف الآخَر، لاضطررنا لإعادة النظَر فيما نقولُ؛ ولهذا أنصح كلَّ مَن يشكو حالَه مع أهله أنْ يجعَلَ من نفسه على نفسه رقيبًا، يقفُ هذا الرقيب في صفِّه مرَّةً، وفي صفِّ المشكوِّ منه مرَّة أخرى، سيَرَى الفارق بَيِّنًا، والمسافة عظيمة!
يقولُ لكِ: أنت لا تفهمين شيئًا، ما الذي دَعاه في رأيك إلى هذا التعميم المُبالَغ فيه؟ لا بُدَّ أنَّه كان في حالةٍ مزاجيَّة قمَّة في السُّوء، فكيف تتصرَّف المرأة إذا ما رأتْ زوجَها في هذه الحالة؟
حدَّثتني إحدى الأخوات أنَّ زوجها غَضِبَ يومًا غضبًا شديدًا؛ لأنها ارتكبت خطأً تعترفُ به وتُوقن أنَّه خطأ عظيم؛ لهذا لم تجدْ ما تردُّ به عليه أو تُدافع به عن نفسها، لكنَّها كانت أكثر ذكاءً من أنْ تصمت أو تتفوَّه بما يزيدُ الطين بِلَّة، فما كان منها إلا أنْ قالت: لو كنتُ أعلم أنَّك تبدو رائعًا وأنت غاضب لهذا الحدِّ، لأغضبتك كثيرًا.
تقول: إنَّ زوجها احمرَّ وجهُه خجلاً، وتغيَّرت نبرة صوتِه على الفور، وعجز أنْ يُواري بسمةً رُسِمت على وجهه!
هكذا تمتصُّ غضبه بذَكاءٍ، بدلاً من محاولاتٍ سقيمة عقيمة للانتِصار للنفس، لن تجني منها إلا المزيد من المشاحنات وتوليد البُغض في النُّفوس.
هذا ما حضرني من جوابٍ على مشكلة عُمرها طويل كُتبت في عدَّة أسطر لا تُوضِّح لبَّ الخِلاف، فتَدارَكِي الأمر وراجِعِي سُلوككِ مع زوجكِ، وصحِّحي ما يمكنكِ إصلاحه قبل البحث عن إصلاحِ زوجكِ، وباستقامتكِ واهتدائكِ للسلوك الحسن معه، سيتغيَّر الوضع - بإذن الله - إلى ما يسرُّكِ ويُرضيكِ ويقرُّ عينك؛ فما رأيتُ كحُسن الخلق؛ يأسرُ القلوب، ويُذِيب قسوتها، ويَقضي على الخِلافات ويقتلعها من جُذورها!

أخيرًا:
سبَّ رجلٌ الشعبيَّ - وهو من كبار الأئمَّة - فقال له الشعبي: "إنْ كنتَ صادقًا، فيغفر الله لي، وإنْ كنتَ كاذبًا، فيغفر الله لك".
ذهب حسنُ الخلق بخيرَي الدنيا والآخِرة!

أصلَحَ الله زوجَكِ، وهَداه لما يحبُّ ويَرضى، وجعَلَه لكِ قُرَّة عين وجعَلَكِ له كذلك، ولا تنسي الدُّعاء وأثرَه الفعَّال على هداية الأهل وتحوُّل أحوالهم؛ فقُلوبهم وعُقولهم وأجسادهم وأرواحهم ملكٌ لمالك الملك يفعَلُ بها ما يَشاء، سبحانه على كلِّ شيء قدير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]