تقدَّم عمري ولم يتقدَّم لي أحد؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-09-2021, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي تقدَّم عمري ولم يتقدَّم لي أحد؟

تقدَّم عمري ولم يتقدَّم لي أحد؟


أ. أسماء مصطفى



السؤال
أشرفت على الثلاثين، ولم يتقدَّم لي أحدٌ، أُعاني من خلْع وركي؛ إذ يسبِّب لي العرجَ في مِشْيتي.
أنا مُعلِّمة أطفال وأحبُّ الأطفال، وأتمنَّى طفلة تُشرق بها حياتي وتُناديني: (ماما).
أهلي - وخاصَّة أبي وأمِّي - يَضغطون عليَّ بالكلام: لِمَ لمْ تتزوَّجي؟ سنزوِّجك شايبًا... إلى ما لا نهاية، وأنا طيِّبة وحسَّاسة، وأتأثَّر بكلامِهم ونظرات المجتمَع والناس بالشفقة والرحمة، كيف أتعامَل معهم؛ لأنَّني لا أنام باللَّيل مِن كثرةِ التفكير في المشكلة؟ ودائمًا أصلِّي وأدعو ربي.

وجزاكم ربِّي خيرًا.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة:
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه، وبعد:
فإنَّه ليسرُّنا أن نرحِّب بكِ في موقعك شبكة (الألوكة)، وكم يُسعِدنا اتِّصالك بنا في أيِّ وقت وفي أيِّ موضوع!

وبخصوصِ ما ورَد برِسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - مِن أنَّه لم يشأِ الله - تبارك وتعالى - أن يتقدَّم لك أحدٌ، رغْمَ ما أنتِ عليه مِن خُلُق ودِين؛ ممَّا ترتَّب على هذا الأمر أنَّ أقربَ الناس إليك أصبَح يعتِب عليكِ، ويؤنِّبك بعدَم زواجك، رغم أنَّك تعلمين أنَّهم يريدون مصلحتَكِ، هذا وإنْ دلَّ على شيءٍ، فإنَّما يدلُّ على أنَّ ذلك نتيجة نظرتهم القاصِرة أو المحدودة؛ فهُم ينظرون فقط إلى مجرَّد الزواج، ولا يَنظُرون إلى أنَّ كلامهم قدْ يكون قاسيًا، وأيضًا كذلك كَثيرون ممَّن حولَك يَتكلَّمون في هذا الموضوع وكأنَّ الأمر بيدِكِ، وهذا كلُّه إنْ دلَّ على شيءٍ - أختي الكريمة - فإنَّما يدلُّ على أنَّ الأعرافَ والعاداتِ أصبحتْ تلعب دورًا كبيرًا في حياةِ الناس، أكثر مِن دِين الله - سبحانه وتعالى.
لقدْ نسِي هؤلاءِ أو تَناسَوا أنَّ قضيةَ الزَّواج مِن الأرزاق، وأنَّ الأرزاق بيدِ الرزَّاق - جلَّ جلاله - وأنَّه ليس بمقدور أيِّ أحدٍ - كائنًا مَن كان - أن يُغيِّر شيئًا قضاه الله - تبارك وتعالى – أبدًا.
وأرجو أن تَعلمي أنَّه ليس في مَرضِكِ عيبٌ، بل هو ابتلاءٌ مِن الله، وكثير مِن العُظماء في تاريخنا كانوا كذلك؛ فاطْرُدي عن نفسِك أيَّة وساوس تصِل لمرحلة التصديق، واعلمي أنَّ مسألةَ الزواج قِسمةٌ ونصيب، وأنَّ كثيرًا مِن الفتياتِ غيرك - سواء كان لديهنَّ ظروفٌ أم لا - لا يَجِدن فُرصهنَّ في الزواج.
اعْلمي أنَّ لك قدرًا في عِلم الله تعالى، ولكن لعلَّ الوقت لم يَحِن بعد؛ فإنَّه سيأتيك ما قدَّره لك الله في الوقتِ الذي أراده الله؛ لأنَّ الله - تبارك وتعالى - أعلم بالإنسان مِن نفْسه، وهو أرحمُ به مِن أبيه وأمِّه، ولكن النَّصيب قد يتأخَّر لحِكمة يَعلَمها الله؛ فقد تتزوَّج الأختُ وهي على رأسِ العشرين، ولكنَّها لا تهنأ، ونجد أنَّ حياتها تُصبح في غاية الكآبِة والحُزن، وهذا واردٌ حقيقة.
كذلك أيضًا قد تظلُّ الفتاةُ مُدةً مِن الزمن ولم يتقدَّم لها أحدٌ - كحالتك هذه - ثم يشاءُ الله - تبارك وتعالى - أن يمنَّ عليها بزوجٍ يُعوِّضها عن كلِّ لحظةٍ مرّت من عُمرها سعادةً وأمنًا وأمانًا، إلى غير ذلك، فأنتِ ما زلتِ فتاةً في شبابك، وكم مِن فتاةٍ هي أكبر منكِ بكثيرٍ، وبحمد الله صابرِة، وبعدَ ذلك تنال مِن فضل الله الزوجَ الصالح.
وأمَّا هذه الكلماتُ التي قد تُضايقك مِن أقربِ الناس إليك، فما عليك إلاَّ أنْ تُعامليها معاملةً حكيمةً، وتتجاهلي ما يُقال لك تمامًا، فردِّي عليهم بقول الله - جلَّ وعلا -: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، اجْعلي هذه على لسانِك لتردِّي بها على مَن جرحَك بمِثل هذه الكلمات، وإنْ كانتْ تصدُر أحيانًا بغير قصْد؛ وإنَّما تكون لمجرَّدِ التعبير أو إظهار المشارَكة في الآلام، ولكن قدْ يُسيء بعض الناس مِن حيث لا يَدرون، فحاولي النقاشَ معهم، وأخبريهم أنَّ هذا الأمْرَ ليس بيدك ولا بيدِ أحدٍ مِن الخلْق؛ وإنَّما هو بيدِ الله - تبارك وتعالى - وحْدَه، وأخبريهم أيضًا أنَّ هذا أمرٌ يُزعجك، فليحاولوا التخفيفَ عنك بأيِّ طريقة.
وبالنِّسبة إلى أنَّك تفكرين كثيرًا، فهذا أمْرٌ متوقَّع؛ لأنَّ المرحلةَ السِّنيَّة تفرِض نفسها وبشدَّة، ومِن الصَّعْب حقيقةً أن تحيَا أيُّ امرأةٍ ولا يكون لها تفكيرٌ - ولو يسيرًا - في قضية الطرَف الآخَر الذي يملأ عليها حياتها.
ولذلك؛ أنتِ تَحتاجين إلى دُعاءٍ وإلْحاحٍ على الله تعالى أن يخفِّف عنك حِدَّة التفكير أو يَصرِفه عنك؛ لأنَّك تعلمين أنَّ قلوب العباد بيْن أصبعين مِن أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يَشاء، وأنَّه لا يقَع في مُلْك الله إلا ما أراد الله، وأنَّ قلوبَ العباد بيْن يدي الله - تبارك وتعالى – وحده.
أنصحُك أختي بحضورِ دَورات في تنمية الذات وزِيادة الثِّقة بالنَّفْس؛ كي لا يؤثِّر عليك كلامٌ مِن تعليقات الآخرين ونظرتهم السلبيَّة، وأيضًا عليك بعدَم ترْك وقت فراغ؛ لكي لا يتملَّك منك التفكير، فلا تَدخُلي إلى السرير إلاَّ عندما يغلبك النعاس؛ لكي تنامي مباشرةً، مثلاً اقرئي كتابًا، مارسي أيَّ نشاط تحبِّينه، إذا كانتْ رياضة أو أيّ مَهارة تُفضلينها. 




عليكِ مع الصَّبْر بالأخْذِ بالأسباب الكُبرى، وأهمُّها:
أن تَتَواصلي مع المجتمع؛ فالنَّجاح في تحقيقِ النَّفْع للآخَرين، وحُسن التواصُل معهم، مِن أكبر وأهم ما يجلب السَّعادة، بمعنى أن تُشاركي في المحاضراتِ وفي النَّدوات التي تُعقَد في المساجد، وفي الأنشطة الدَّعويَّة التي توجَد في بُيوتِ الله تعالى أو في غيرِها، كذلك أيضًا في المجالات الاجتماعيَّة: حَفلات، أفراح، وأيّ مناسبات أخرى.
وعليك الدُّعاء؛ لأنَّه لا يردُّ القضاءَ إلا الدُّعاءُ، فأكثري مِن الدُّعاء، ولا تَتوقَّفي عنه أبدًا، لا ليلاً ولا نهارًا، وأبشري بفرجٍ مِن الله قريب، وأحسني الظنَّ به سبحانه؛ لأنَّه قال - جلَّ جلاله -: ((أنا عندَ ظنِّ عبْدي بي))، واعْلمي أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((واعلمْ أنَّ النَّصر مع الصَّبر، وأنَّ الفرَجَ مع الكَرْب، وأنَّ مع العُسر يسرًا)).
فعليك - أختي الكريمة - بالصبر، وعليكِ بالدُّعاء، عليكِ بالإكثار مِن الاستغفار؛ لأنَّه مِن مفاتيحِ جلْب الأرزاق.
وعليك أيضًا - يا أختي - بصَلاةِ الحاجة؛ أن تسألي ربَّك - جلَّ وعلا - أن يرزُقك الزَّوج الصالح.

وأبشري بفَرجٍ مِن الله قريب، وإنَّا لنتضرع إلى الله تعالى في هذا الموقِع أن يمنَّ عليك بزوجٍ صالِح عاجلاً غير آجِل، وأن يعوِّضك خيرًا، وأن يجعلك مِن سُعداء الدُّنيا والآخِرة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]