|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي لديه علاقات محرمة أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: سيدة متزوجة مِن رجل تزوَّج أكثر مِن امرأة وأهملها عاطفيًّا هي وأولادها، واكتشفتْ أنه يتعاطى القات وله علاقات غير شرعية مع النساء، وتُفَكِّر في الانفصال. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة منذ 23 عامًا أعمل معلمة، تزوجتُ رجلًا متزوجًا، وعشتُ معه حياةً سعيدة، ثم تزوج سرًّا بثلاث نساء بعد فترة قصيرة، وبدأت المشاكل والخلافات، ومحاولة انفصالي لأكثر مِن مرة. لم تكن المشكلةُ في الزواج ذاته؛ لكنه أهمَلَني تمامًا، وأَهْمَل ابنتي ومصروفاتي، وأصبح يَسخر مني في كلِّ شيء، وكان يخرج مع الأخريات في ليلتي ويكذب عليَّ. حاولتُ أنْ أسعى لِرِضاه، وأحافظَ على بيتي ونظافتي وشكلي وكلامي معه، وصبرتُ سنوات طويلةً حتى طلق زوجته الأولى وساءتْ حياته مع زوجته الثانية وطلقها! احتويتُه وكأنَّ شيئًا لم يكنْ، ثم تغيَّر عليَّ مرة أخرى لأنه عرَف أنني أحبُّه، ولا يُمكن أن أتخلَّى عن أولادي وبيتي، وبدأ يتعرَّف على الفتيات عبر الفيس بوك، واكتشفتُ خيانتَه وعلاقته غير الشرعية، وكنتُ أُواجِهُه لكنه كان يكذب. وصل الحالُ الآن إلى أنه يَتعاطى القات، ويُنفق مالَه على ذلك، وينام كثيرًا ويترك الصلاة. قلبي مفطور بسبب معاملته وخيانته للميثاق الذي بيننا، وقد استخرتُ كثيرًا في طلب الانفصال، لكن لا أريد أن يتأثرَ أولادي حينما يشاهدون علاقتنا شبه مقطوعة؛ لأنني منذ فترة لا أتكلَّم معه، ولا أرغب في مُصارحته؛ لأن النتائج معروفة. فأخبروني هل طلبي للطلاق في مثل هذه الحالة حلٌّ مجدٍ؟! الجواب أيتها الفاضلة، حياكِ الله. يقول ابن القيم: "ما حفظتُ نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلتْ فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالتْ عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نارُ النِّعم التي تعمل فيها، كما تعمل النار في الحطَب اليابس". فلتُحذِّريه - إن بقي له في قلبكِ مكان - أنَّ عقاب الله أقرب إليه مِن حبل الوريد، وأنه لا يُعجز الله بملايينه ولا عافيته ولا سلطانه، ولتعملي على أن تأخُذي بيديه إلى برِّ الأمان، وأن تبصريه بما حاق به مِن معاصٍ قد تُعَرِّضه لما لا طاقة له به مِن عقاب الله وسخطه. إن تناوُل القات هو المسؤول الأول عن نومه لفترات طويلة، وإضاعة الصلاة، وعن سُوء الخُلُق، ومن أسوأ أعراضه الصحية: مشاكل القلب والمعدة والجهاز التنفسي والتهابات الفم وتقرح اللثة، والإدمان الذي يصعُب معه التوقف عن تناوله، فإن لم يخشَ مِن ذلك شيئًا، ولم يهتم بما تقولين - وهذا الذي سيحدث في الغالب - فلتُهَدِّديه برغبتكِ في الطلاق، ولْتُهَدِّديه بالوحدة بعدَ أن فقَد زوجتيه لسوء حاله وبشاعة تصرفاته التي لم تتحمَّلها زوجتاه، رغم ملايينه وأصدقائه ومحبة الناس التي لا أساس لها على أرض الواقع، ولا صحة لها إلا في مخيلته. أيتها الفاضلة، إنَّ مِن أعظم ما يمكن أن تُبتلى به المرأة زوجها، وإن أعظم بلائها في زوجها أن يكونَ في دينه، وقد توالتْ بلاءاتكِ في زوجكِ حتى وصلتْ للدين؛ فترك الصلاة حتى يخرُجَ وقتها، والعلاقات غير الشرعية مع النساء مِن الكبائر التي تهلك العبد، حتى تصل به إلى حالٍ ميئوس منها، وطريق مسدود لا رجعة فيه، وإن لم يتيسَّرْ لكِ العمل على إصلاح هذا الزوج فلا مناص من الفِرار بنفسكِ وابنتكِ ودينكِ منه، وقد منَّ الله عليكِ بالعمل في مجال يُوفر لكِ بإذن الله حياةً كريمةً تنعمين فيها وابنتكِ بالراحة النفسية والهدوء الذي افتقدتِه كثيرًا، وأصدقكِ القول: إنَّ دور الأب لن يقومَ به غيره، ولن يحل محله بشَرٌ كائنًا مَن كان، وإنما بعض الآباء غيابهم خير للأبناء مِن حضورهم، وتأثيرهم السيئ على الأبناء قد يَفوق كل الإيجابيات، ويتخطى حدودَ النفع، ويعمل على تكوين شخصية غير سوية لا تنفع نفسها ولا مَن حولها، فاهربي بابنتكِ إن أردتِ صلاحها وخشيتِ عليها الفساد، واعلمي أنَّ في بقائكِ معه مع عجزكِ عن إصلاحه خطرًا على دينكِ؛ فإن اعتياد المعاصي وتكرارها من شأنه أن يقسي القلب، ويُعوِّد النفس على التجرؤ على الله، ويُهوِّن ما دونها مِن معاصٍ، كيف لا وأنتِ ترين نفسكِ دائمًا أفضل وأخير منه؛ فاحذري مِن ذلك، والْزَمي طاعة الله، واستخيري في أمر الطلاق، فإنْ بدا لكِ ذلك فاعلمي أنَّ مَن ترَك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه، وأنَّ رحمة الله قريب من المحسنين. لن أدَّعي أنَّ في الطلاق راحةً تامة؛ فالمجتمعُ له نظرته السلبية للمطلقة، والتي لا أحسَبُها تخفى عليكِ، وإنما بعض الألم أهون مِن بعض، وليس كلُّ الأوجاع سواء في شدتِها. أعانكِ الله، وألْهمكِ الصواب والخير، وحفظكِ وابنتكِ مِن كلِّ سوء والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |