|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عمره خمسون عاما ولم يتزوج أ. فيصل العشاري السؤال ♦ الملخص: فتاة تَعرِض مشكلة خالها الذي بلغ من العمر 50 عامًا، ولم يتزوَّجْ بعدُ، كما أنه لا يصلي، وتريد بعض النصائح التي من خلالها يمكنها نصحه. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خالي عمره (50) عامًا لم يتزوَّجْ إلى الآن، أيام شبابه التحق بكلية الطب لكنه لم يُكملْ، كان ذكيًّا جدًّا، لكنه كان يُعاني مِن الخجل الزائد، وقد تأثر وأُصيب بتعب نفسي بسبب أنه كان جائعاً وخرَج صوت من بطنه في الصف فأُحْرِج وتَرَك الجامعة! مِن مواقفه مع الخجل أيضًا: أنه كان يختبئ عندما يزوره الأقاربُ في بيت والده، لكن خجله الآن أقل بسبب كبر سنه! كل مَن حوله ينصحه بأنْ يتزوَّج لكنه يرفُض، ووالدتي تخبرني دائمًا بأن أجلس معه وأنصحه، لكن يَرْفُض، وفشلنا في إقناعه. عرَفتُ أنه يُتابع الأفلام والرقص، فنصحتُه بأن يتركَ ذلك ويتزوج، فلم يَلتَفِتْ لكلامي وظل يضحك. هو إنسانٌ طيبٌ، ومُحبٌّ للدين، وغزيرُ المعلومات، لكنه فاقد لمعنى الحياة، كما أنه لا يُصلي، وليس لديه هدفٌ في هذه الحياة ولا يهتم بنفسِه ويستحم قليلًا، ولا يزال صغيرًا في تصرُّفاته. فأرجو أن تُعينوني بنصائحكم، وتشخصوا حالته، بارك الله فيكم الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. في واقع الأمر لسنا هنا للتشخيص؛ لأن مثل هذا الأمر يحتاج إلى جلساتٍ ومقابلاتٍ وقياسات نفسية مختلفة للخروج بتشخيص دقيق للحالة مِن قِبَل المختص النفسي. لكن يحصل أحيانًا ما يُسمى بالصدمة أو (التروما) للشخص في فترة مِن فترات حياته، فيصبح خجولًا وانطوائيًّا إلى حد الخوف من الزواج، وهذه الصدمةُ قد تكون من ذلك الموقف الذي حصل له في دراسته (الصوت الذي خرج من بطنه)، كما قد يكون هناك مواقفُ أخرى شخصية ذات خصوصية عالية لا يُحب أن يطلع عليها الآخرون، وهذا الصنفُ الثاني هو الشائع غالبًا في موضوع كره النساء وعدم الارتباط بزواج. صحيح أنَّ الخوف مِن الارتباط بمسؤولية قد يكون سببًا في هذا العزوف عن الزواج، لكنه ليس السبب الرئيسي. أشرت في ثنايا رسالتك إلى أمر هام يتعلق بخالك، وهو افتقاده إلى (معنى الحياة)، وهذا سببٌ مهمٌّ من الأسباب التي قد تجعله فاقدًا إلى أية مبادرة ذاتية لا تتعلق بالزواج فقط، وإنما تمتد لشؤون حياته الأخرى، وهذا النوعُ مِن الأمراض النفسية (افتقاد معنى الحياة) هو المرض الشائع بين البشر، ومن أجله جاءت الرسالات السماوية لتعيد تحديد البوصلة، وتعيد رسم الأهداف مرة أخرى لهذا الإنسان المخلوق المكلف على وجه هذا الكوكب؛ كما في الآية الكريمة: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ووضح له منهج الاستِخلاف في هذه الحياة ليعمرها بالإصلاح والتقوى. وهذا النوعُ مِن العلاج تُعنى به المدرسةُ الإنسانية في علم النفس، ومِن رُوَّادها طبيبُ النفس المشهور (فيكتور فرانكل)، وله كتاب مشهور اسمه: (الإنسان يبحث عن معنى). وخلاصة نظريته أنه لا بد أن يعيشَ الإنسان على ظهر هذا الكوكب لهدفٍ، وكلما غاب عنه هذا الهدف تعب نفسيًّا ومرض، وحصل له ما يسمى بـ(الإحباط الوجودي)، ومن ثَم يتخلى عن مسؤوليته ودوره في الحياة. وهذا متوافقٌ تمامًا مع النظرية القرينية التي رسمت الهدف الوجودي العام لهذا الإنسان، ووضعت السبل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف. إذا لا بد لخالك أن يتبع التعليمات التالية: • أن يعيدَ رسم حياته مرة أخرى، وأن يعملَ جردَ حسابٍ لسنوات عمره التي مضت. • هذا سيجعلُه أمام مَسؤولية أخلاقية تجاه ربه فيما يتعلَّق بالعبادات، سواء منها الصلاة أم غيرها، لأن العبادةَ عمومًا ينبغي النظر إليها كمبدأ والتزام أخلاقي تجاه الخالق سبحانه وتعالى، وليس على أساس تجزيئي للعبادة، فقد نرى شخصًا يصوم ولا يصلي، أو يحج ولا يزكي، وهذا التجزيء مخلٌّ بهذا الالتزام الأخلاقي تجاه ربه. • الحرص على زيارة المختص النفسي وتخصيص جلسات علاجية، فقد لا تنجح محاولاتكم الشخصية معه دون فك العقدة أو الصدمة التي تعرض لها في حياته، وهذا الفك يقوم به المختص النفسي. • لا تركزوا في المرات القادمة على إقناعه بالزواج، وإنما على إقناعه بمبدأ العلاج، وأنَّ العلاجَ النفسي ليس عيبًا، بل هو كالعلاج البشري تمامًا لا ينبغي أن يحملَ أي وصمة، أو يحمل أي عار اجتماعي. نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدك التقوى والله الموفق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |