لا أحب أبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136294 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5534 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8172 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-08-2021, 12:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي لا أحب أبي

لا أحب أبي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال

الملخص:
فتاةٌ تعيش مع أمِّها بعد انفصال والديها، ووالدُها لا يسأل عنها ولا يَعرف عنها شيئًا، وبعدما كبرتْ ينتظر منها أن تُساعده ماديًّا، والفتاةُ ترفض!

التفاصيل:
أنا فتاةٌ وحيدةٌ أعيش مع أمي بعد انفصالها عن أبي، وهو لَم يَهتمَّ بي ولم يَرْعَني، ولم يُسهِم في تربيتي، ولم يَنصحني نصيحةً في حياتي! كما أنَّه لا يُمثِّل القدوةَ الصالحة؛ فهو إنسانٌ لاهٍ في حياته، لَم يُحقِّقْ شيئًا أبدًا.


لا أُنكر أنه كان يَتواصَل معي بين الحين والآخر، ويُنفق عليَّ أحيانًا وليس دائمًا، ومُؤخرًا كان لا يُنفِق عليَّ أي شيء يُذكر، وحقيقةً فقد حرَمني مِن العاطفة، والتربية الصالحة، والنفَقة، ولم أَعُدْ أُريد شيئًا منه!


ما أغضبني منه أنَّه - بعد أنْ كبِرْتُ بفضلٍ مِن الله ثم أمي، وصِرتُ أدرس في الجامعة - بدأ يُرسل لي رسائلَ مُفادها أنه يَنتظرني أنْ أعملَ وأُساعده ماديًّا، ولا نيَّة لي في ذلك مطلقًا؛ فأنا لا أُحبه، وإنما أُعامِلُه باحترامٍ وأدبٍ؛ لوصيةِ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فهل أنا على صواب؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاكِ الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على حُسن خُلقكِ مع والدكِ، وعلى معاملتكِ له بأدبٍ واحترامٍ؛ عملًا بوصية الله تعالى بالوالد، فهذا مِن صُحبة الإحسانِ والمعروفِ التي قال اللهُ تعالى بشأنها: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]؛ فالأب غالبًا ما يكون مَدفوعًا لرعاية أبنائه بدافع الفِطرة والغريزة، فيبذل مِن قوته الجسَدية والعصبية حتى يُنفقَ عصارة عمره وروحه وأعصابه، وكلَّ ما يَملك لأبنائه، بنشاطٍ وفرحٍ وسرورٍ؛ بدافع الفطرةِ، مِن غير تأفُّف ولا شكوى، وإدراكُ الابنِ لهذا غالبًا ما يكون مدعاةً لبرِّه بأبيه، فإنْ كان الأب على العكس مما ذكرنا، ولم يشعر الابن منه إلا القسوة والجحود، فلا ريبَ أن برَّ الابن لأبيه حينئذٍ لا يكون إلا لله تعالى، وهذا أَدْعَى للإخلاص، فليس ثَمَّ معروفٌ ولا إحسانٌ مِن الوالد يأسرُ الولد تجاه والده، فضلًا عن الحب!


الابنة الكريمة، مما يُعينك على تجاوُز تلك المحنة، ويجعلك تَتعامَلين مع والدكِ بما يُرضي الله تعالى، وعلى عدم الجزع مما تكرهين مِن المقدور - أن تَنظُري إلى القَدَر وتُسلِّمي؛ فإنَّ ما أصابكِ لم يكنْ ليُخطِئكِ، وما أَخْطَأَكِ لم يكن ليُصِيبكِ، فالإيمانُ بالقضاء والقدر إنما يكون فيما يجري علينا من المصائب التي لا حيلةَ لنا في دفعها، فالواجبُ الصبر والرضا والتسليم؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11].


إذا بَدَا لكِ هذا، فأنتِ تعلمين أنَّ برَّ الوالدين والإحسانَ إليهما مِن أوجب الفرائض، ومن أفضل القرُبات، ومِن الإحسان إليهما وجوبُ النفقة عليهما إذا كانوا فُقراء، وهذا مما أجمع عليه أهلُ العلم؛ أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كَسْبَ لهما ولا مالَ - واجبةٌ في مال الابن الغني، بشرط أن يجدَ الابن ما يُنفقه زائدًا عن حاجته الأصلية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ابدَأْ بنفسِك))؛ رواه مسلم.


قال ابن قُدامَةَ: وإن اجتمع ابنٌ وبنتٌ، فالنفقةُ بينهما أثلاثًا؛ كالميراثِ، وقال أبو حنيفة: النفقةُ عليهما سواء؛ لأنهما سواء في القرب، وقال الشافعي: النفقةُ على الابن؛ لأنه العصَبة، ولنا قول الله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ﴾ [البقرة: 233].


وعمومًا هذا أمرٌ سابق لأوانه، وعلى كلِّ حالٍ، فلا يَلزمك أن تعطي لوالدك ما يطلبه منكِ مما يجحف بك، لكن عليكِ المداوَمة على صلتِه، والسعي في إرضائه، فمهما كانتْ قسوتُه فلا تُسقِط حقَّه في البرِّ، فاحرِصي على برِّه والإحسان إليه؛ ففي الحديث الذي رواه والترمذيُّ وابن ماجَهْ عن أبي الدرداء، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الوالدُ أَوْسَطُ أبواب الجنة، فإن شئتَ فأضِعْ هذا الباب أو احفَظْه)).
أسأل الله أن يوفِّقكِ لكل خير





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]