|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الضعف الجنسي وعدم التجانس مع زوجي أ. شروق الجبوري السؤال أعاني مِن الضعف الجنسي مع زَوجي؛ حيث لا أريد التجانس معه وأتهرَّب مِن ذلك، ويمر الشهر والشهران ولا تأتيني الرغبة، وأحيانًا تأتيني رغبةٌ شديدة وقويَّة، وأتجانس معه بقوَّة، وأحيانًا عندما أجلس معه تُراودني هلوسة وأفكار تنقطِع شهوتي في لحظةٍ، ولا أريد التجانسَ معه. وزوجي يتضايق جدًّا، وأنا أحبه وهو أيضًا يحبُّني، أحب فقط أن أرتمي في حِضنه، ولكن لا أحب التجانسَ معه! أريد حلاًّ؛ فعَلاقتي في خطر، وهذه المشكلة مِن عشر سنوات زواج، فأفيدوني – بارك الله فيكم. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم. أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ أولاً أن نرحب بانضمامك إلى شبكة (الألوكة)، ونسأل الله تعالى أن يوفِّقنا في تقديمِ ما ينفعك وينفَع جميعَ السائلين. كما أودُّ أن أُشيد بحبِّك لزوجك وبحِرصك على إسعادِه، وهي أمورٌ مهمَّة وأساسية في الوصول إلى الاستقرار الأُسري المهم لكِلا الزوجين، ولتنشئةِ الأطفال في بيئة سليمة. أختي الكريمة، إنَّ ما تُعانينه اليوم يعدُّ مِن المشكلات ذات الانتشار الواسِع في مجتمعاتنا، والتي تدخُل في أسبابها عواملُ عديدة أهمُّها: الانشغال الفكري والذِّهني المستمر للزوجة بمتطلَّبات الحياة اليوميَّة، لا سيما متطلَّبات ومشكلات الأولاد، والقلق مِن احتمال التقصير في هذا الأداء أو شيء منه، كما تصِل بعض النساء إلى هذه الحالة نتيجةَ مشكلات واجهتها في بداية حياتها الزوجيَّة، وتركت في نفسها ألَمًا جرَّاءَ ما ترسَّب فيها مِن ذكريات سلبية. بالإضافة إلى أنَّ الحاجات الجسمانيَّة للمرأة تختلِف عمَّا يقابلها مِن حاجات عند الرجل، وقد يمثِّل هذا الأمر أحدَ الدواعي التي شرَع الله تعالى بها للرَّجل الزواج مِن ثانية وثالِثة ورابِعة، وهو الأعلمُ بخلقه. ولهذا؛ ترين يا عزيزتي أنَّ كثيرات مِن النساء يشتكين مما يظننه قلةً أوانعدامًا في (رُومانسية) الزوج، فحاجة المرأة إلى عاطفةِ الرجل وحنانه تجعلها تركِّز فكرها على نوع معيَّن مِن التواصل، يختلف عمَّا يحتاجه الرجلُ وعن مفهومِه في ترجمة العواطف. وإني إذ أوضِّح لكِ هذا الاختلاف، فإنَّما لأُبعدَك عن الوقوعِ في شَرك التفسيرات الخاطِئة لحالتك، وكذلك لمساعدتِك في تجاوزِ مسبباتها، وصولاً إلى الحلِّ - بإذن الله تعالى. ومِن الخطوات التي تساعدك في تحييدِ تلك المسبِّبات، أو على الأقل تقليل تأثيرها: البَدء بتخصيص فُسحة مِن فِكرك لإشغالها بكيفية التواصُل مع زوجك، وكيفيَّة توثيق ارتباطك به والتقرُّب منه، وكذلك بالتفكير في المواقِف الإيجابيَّة لزوجك معك ومع أولادِك، واحرصي على إعادة تلك الذِّكريات في مخيلتك. كما أرجو منك المداومة على التفكير في سِماته الإيجابيَّة وما تحبين له مِن صفات، وابعدي عن فِكركِ أيَّ اجترار لذِكريات مؤلِمة حتى تلك التي تخصُّك وحدَك، وعن التفكير في سلبيات زوجك. واعلمي يا عزيزتي، بأنَّ أثر هذه الخُطوات مهمٌّ جدًّا في تكوينِ الدافع النَّفْسي لديك تجاه زوجِك، وبالتالي في تواصلك معه؛ إذ إنَّ وجود الدافع النفسي والذاتي تُجاه هذا التواصُل هو الأساس المتين الذي تُبنَى عليه هذه العلاقة. أمَّا عن الخُطوات السلوكيَّة التي تلعب دورًا فعالاً في مشكلتك، فأنصحُك بإجراء بعضِ التغييرات على بيتِك بشكلٍ عامٍّ، وعلى غرفة نومك بشكلٍ خاص، ولا يشترط أن يكونَ هذا التغيير مكلفًا، بل يَكفي في ذلك تغيير لمواقِع الأثاث، وإضافة بعضِ الديكورات البسيطة التي لها تأثيرٌ نفسي مريح، كاستخدام الزَّرع الداخلي والإنارات المتنقِّلة. كما أَنصح بتخصيصِ بِضعة أيَّام تقضينها كاملة مع زوجِك بعيدة عن الرُّوتين اليومي، كأن يكون ذلك بذهابكما في رِحلة قصيرة، أو ما شابَه ذلك، واعلمي يا عزيزتي أنَّ انشغالك بابتكارِ مِثل تلك الأجواء يُحسب لك أجرًا بإذن الله تعالى، كما أنَّه يُضيف لكما رَصيدًا مستمرًّا مِن الذكريات الجميلة، ويخفض كثيرًا مِن نسبة التوتر النفسي الناجِم عن أعباء الحياة. وأخيرًا: أدعو الله تعالى أن يمنَّ عليكما بالرحمة والسكينة والمودة، ويبارك في أولادكما، وتوَّاقون للسماع منك مجدَّدًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |