أين العفة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لو مدمنة شوكولاتة ومش عارفة تخسى.. نظام غذائى هيساعدك تخسرى وزنك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          6 طرق لشحن الطاقة واستعادة النشاط فى الويك إند.. الأولولية لنفسك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إزاى ترد بشياكة على شخص بيتعالى عليك؟ 3 حيل نفسية مهمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أزمة الهوية في عصر العولمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإمام الشعبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 502 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-08-2021, 12:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,638
الدولة : Egypt
افتراضي أين العفة؟

أين العفة؟
خديجة خالي







العفة علوُّ النفس وسموها ونزاهتها عن كلِّ ما يخدش الحياءَ، والعفة هي لذة وانتصار على النفس والشهوات، وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية، وهي خُلُق الأنبياء والمرسلين، فيوسف عليه السلام مثالٌ للعفة حين راودته المرأة التي هو في بيتها؛ قال تعالى: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23]، والمرأتان الصالحتان اللتان وصف القرآن الكريم خصالهما بالحياء قال تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]، وقال تعالى: ﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]، هذه هي العفة.


فأين العفة الآن؟
مجتمعُنا الإسلامي بات يعيش داخل بوتقة من الضياع، والوهن، والضعف، والانحلال، صرنا نرى الحياء قد مُحِيَ عن أبنائنا، وصرنا نستحيي ونحن نجوب شوارعنا مذهولين غير مصدقين ما نراه من عري وسفور وفضائح هنا وهناك! أصبح المسلمون منسلخين عن هويتهم، لا وجود للقيم، ولا للأخلاق، حتى العقل الذي كرَّم الله به بني الإنسان وجعله هو الميزان الذي يوزن به الخير والشر، والنافع والضار، أصبح فاقدًا لروح البصيرة.
واحسرتاه على هذا الواقع المرير، وعلى تقدم لم يحمل في طياته إلا الوبال والهلاك والخزي والعار.


أما آنَ لنا أن نستيقظَ من هذا السبات العميق، وأن ننفضَ عن أنفسنا غبارَ ما التصق بنا من جراء احتكاكنا بثقافة الغرب؛ سواء من خلال الفضائيات، أم غيرها من الوسائل، وننقذ ما تبقى إنقاذه، ونرجع للمسلمين عزهم وإباءهم ومكانتهم التي ضيعوها؛ بسبب استهتارهم وخنوعهم وذلهم، وكما قال ابن خلدون: "المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب"[1].


كيف لمجتمع أن يبني حضارة إن كان واقع أبنائه على هذا الشكل؟!
كيف يتحقَّق فينا نصر الله ونحن بعيدون عن تطبيق شرعه ودينه؟ ونحن لا نذعن لأوامره ولا ننتهي عن نواهيه؟ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، بل ماذا ننتظر من شباب محدود الأفق، لا تتجاوز أهدافه نطاقَ إشباع الغرائز، يطلقون العنان لكل مستقبح كريه، شباب يعيش اللامبالاة، قال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].


طبعًا أنا في حديثي هذا لا أعمم؛ فهناك الغثُّ والسمين، وهناك الطالح والصالح، وهناك مِن أبناء المسلمين من يعض على دينه وفيه مِن خصال الأخلاق والعفة ما يجعله مفخرةً للإسلام والمسلمين، ولكن تبقى هذه الفئة قليلة ومحدودة بالمقارنة مع الفئة الأخرى التي تحتاج مَن يأخذ بيدها، ويخرجها من الظلمة الدامسة التي تعيشها، وطبعًا فالكلُّ معنيٌّ بهذا الأمر، كلُّ راعٍ معنيٌّ بأن يمدَّ يده ويزرع بذور الأخلاق والقيم الإسلامية في نفوس الأجيال الصاعدة؛ حتى يتسنى لنا الخروج مِن واقعنا هذا إلى واقع نرتضيه ونخلف جيلًا يكون خير خلف لخير سلف؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))[2].


وحتى نعالجَ هذا الداء الذي سرى بين أبنائنا لا بد مِن أن نقفَ عند أسبابه، ونحاول مليًّا أن نفهمها ونعي خطورتها ونضع الخطوات لتجنبها حتى يتم العلاج.


فالأسباب كثيرة نذكر بعضها ونورد بعض الحلول لهذه المعضلة الأخلاقية التي يعيشها مجتمعنا:
أولها: وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول الجميع، الصغير والكبير، دون رقيب ولا حسيب، فغدتْ هذه الوسائل تشحن ذهن المتلقي بمجموعة من الأفكار البعيدة عن القيم الدينية؛ حيث أصبحت كالعيار تجذب جميع حواسه وتستنزف جل وقته.


الدعوات المتصاعدة لتحرير المرأة، أدت بالمرأة المسلمة بعدما كانت قارة في بيتها إلى الخروج لسوق الشغل، ونزع لباس الستر والحياء، وإبداله بلباس الخلاعة، كما أن اختلاط المرأة بالرجال أدى إلى تيسير المحرم، وتكثير سُبُل الغواية والفاحشة.
غياب القدوة الحسنة التي تسهر على تربية الأبناء على الإيمان والأخلاق الحسنة، وتحصنهم ضد الغزو الفكري، وتوضح مدى خطورة هذا الغزو وسلبياته حتى تتحقق الوقاية.
غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتساهل فيه.



لا بد من أن نضع حدودًا لهذه الثقافة الدخيلة، وهذا يحتاج منا إلى:
الحرص على العقيدة والإيمان وتربيتها في النفوس بوصفها الدرع الواقي لكل تيار جارف.
توسيع دور المؤسسات التعليمية، وجعل مهامها غير مقتصرة على التلقين وحشو الطالب بالعلوم فقط، بل تحرص على غرس القيم النبيلة وتربية الشخصية المؤمنة، شخصية تكون وقَّافة عند حدود الله عز وجل، شخصية بصيرة بأهدافها التي لأجلها خلقت؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].


تأهيل الدعاة وخطباء المساجد حتى يكونوا أهلًا للدور المنوط بهم في توعية مختلف فئات المجتمع وإصلاحه.

وتبقى هذه الحلول دون جدوى إذا انعدمت الإرادة للتغيير، وإذا فرحنا بالقبيح، وإذا لم نستشعر خطورة ما نعيشه، فإذا لم تأخذنا الغيرة للوقوف والإصلاح فإننا سنَزداد غرقًا أمام هذا الاكتساح الذي يجرف إلى ما لا يحمد عقباه.


وليكن شعارنا:
فإنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ ♦♦♦ فإن هُمُ ذهبتْ أخلاقُهم ذَهَبُوا


[1] مقدمة ابن خلدون.

[2] أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]