ضيق مستمر وشعور كبير بالذنب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 73975 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 45672 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 39527 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 3808 )           »          مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 10380 )           »          حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          هوس الشراء.. إدمان كيف تنجو منه المرأة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ترتيب الأولويات في الحياة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 6543 )           »          تراث الحديث والسنة في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2021, 10:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,719
الدولة : Egypt
افتراضي ضيق مستمر وشعور كبير بالذنب

ضيق مستمر وشعور كبير بالذنب


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال

الملخص:
شاب مُتعثر دراسيًّا، وأسرتُه فيها مشاكل كثيرة، وأخوه مراهق وأخطاؤه كثيرة أيضًا، ويريد حلًّا لتلك المعاناة التي يعيش فيها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأتْ مشكلتي منذ 5 سنوات، عندما فُصلتُ مع جامعتي، وبعدها أصابتني نوبات قلق وحزن شديدة إلى أن تيسَّرَ لي دخول جامعة أخرى.


بعد فترة مِن الدراسة بدأ مستواي يتدهور، وأفقد تركيزي واهتمامي بدراستي بشكل ملحوظ، مع أني كنتُ مِن الأوائل في سنوات دراستي سابقًا، مما أصابني بألمٍ نفسيٍّ شديدٍ، وزاد ألمي عندما لم أُخبر والدي بحقيقة ما حصل في الجامعة، حتى قررتُ أن أُخبرَهم بحقيقة وضعي الدراسي لأُخَفِّفَ مِن مُعاناتي النفسيَّة قليلًا، لكن لم أفعلْ لوجود مشاكل أسرية كبيرة.


كنتُ أحمل همي، وهم دراستي، وهَم المتاهة التي أعيش بداخلها، وهم أسرتي التي في طَوْر التفكك، وهَم أخي المراهق الذي لا تتوقف أخطاؤُه، وكان والدي يستعين بي لنصحه، مع أني مَن يحتاج النصح والمساعدة.


أنا الآن مُهدَّد بالفصل للمرة الثانية، وأعيش وحيدًا منعزلًا عن الجميع، وعائلتي ستتفكك وأخي يضيع، وأنا محروم عاطفيًّا بسبب إهمال والدي لي منذ الصغر.


كل ما أفعله أني أحاول الهرب من وضعي بالنوم، الذي يصل إلى نحو 18 ساعة يوميًّا، مع قلة الأكل، وأعيش في بؤس لا يَعلَمُه إلا الله!
كلُّ مَن حولي الآن يُحَمِّلونني نتيجةَ فشلي وتعثُّر تقدُّمي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بُني الكريم، لقد صنعتَ مشكلتك بنفسك، وأحطتها بأسوارٍ عالية مِن العُزلة والانطواء، وأسقيتَها بالمظاهر الخادعة، فلم تَزِدْك إلا عطشًا للعاطفة التي يبدو أنك حُرِمْتَها كما حُرمها أخوك المراهق منذ وقت طويل.


تبدأ قصتُه حين تطلَّع والداكما إلى رؤية أبناء رائعين مثاليين، وتوقعَا أنَّ فرض المزيد مِن القيود وعدم قَبول الأخطاء والتحفيز بالمقارنة مع الغير مِن الأمور التي ستُنتج لهما ما يهفوان إليه، والنتيجة كانتْ عكسية تمامًا؛ فمراهق لا يكف عن الأخطاء، وشابٌّ لا يقوى على مواجهة أخطائه البشرية الطبيعية التي لا يكاد يخلو منها شاب في عمره.


يا بُني، لقد نضجتَ بالدرجة الكافية التي تجعلك مؤهَّلًا للنظر في أمرك، وتعديل سلوكيات خاطئة لم تكنْ وحدك المسؤول عن تكوُّنِها لديك.


تأمَّلْ حالك وسَلْ نفسك: لماذا تهتم بأمر الناس أكثر مِن أمر نفسك؟ أو تظن أنه مِن الأنانية أن تبوحَ بمشكلاتك؟ أو تعتقد أنه من العيب أن تتراجعَ أو تتعثرَ في دراسة قد تكون غير راغب في تخصُّصها؟ أو تحسب أن رفض الخطأ البشري وإنكاره فيه الحل لما تُعاني؟


ورَد في الحديث: ((كلُّ بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))، هذا في الخطأ الشرعي الديني، فكيف بالأخطاء الدنيوية؟!


سأسرد نصيحتي لك باختصارٍ، وما أراها إلا شاهدة بين يديك، ماثلة أمام ناظريك، تنتظر الإذن بالتحرك.
لا تحلم بالمثالية ولا تنتظرها، بل تقبَّلْ أخطاءك، وانظر ما تستطيع تغييره منها، وابدأ على الفور في تغيير ما تراه مُتاحًا.
ارفض الانعزال، وانهض مِن سريرك إلى الهواء الطلق لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة صباح كل يوم، تأمَّل الشمس، املأ رئتيك بالهواء النقي، تريَّضْ بالمشي تحت الشمس وأنت تُرَدِّد أذكار الصباح، ثم انظر الطاقة التي ستعود بها إلى بيتك لتبدأ يومك.
إن لم ترغب في مصاحبة الناس فلا تمنع نفسك مِن التعامل معهم، وشارِكْ زملاءك ما تستطيع مِن أعمال أو حوارات يسيرة لا ترهقك ولا تُغيِّر مزاجك، وانتقِ أصحاب الروح المَرِحة والفكر الإيجابي منهم.
عامِلْ والديك بالحسنى، لكن لا تَتَرَدَّد في أن تُخبرهم بأمرك وتُطلعهم على حالك، ولو ألقوا عليك مِن الكلمات ما يُثير مدامعك، أو رموك بالصفات التي تهيج أحزانك، وتقبل نقدهم بصدر رحبٍ مُعلنًا رفضك للمقارنة مع أحدٍ لاختلاف الفروق الفردية والأحوال الاجتماعية والصحية وغيرها بين الناس.
لا تسمح لوسواس الطرد مِن الجامعة أن يَسلبك سعادة يومك، ويأخذ بهجة صباحك، فالقَدَر بيدِ المولى عز وجل وما يُرسله لنا من عطايا ليس لبشرٍ أن يسلبنا إياها، ولكن فكِّرْ كيف تستمتع بدراستك، وتجعل مِن أوقات الدراسة تشويقًا يُقلِّل مِن الملل ويقضي على القلق.
إنك رغم ما تُعاني تقدر على مساعدة أخيك المراهق، وحل بعض مشكلاته، ومن حق أهلك عليك أن تمدَّ لهم يد العون فيما تستطيع، فلسوكهم معك لا يسلبهم ذلك الحق؛ فلا تترددْ في مساعدته ونهيه عن المنكر وأمره بالمعروف، وتحدَّثْ إليه بمودة وتفهُّم لوضعه ونفسيته، فلعل في الصداقة بينكما حلًّا لمشكلاتكما معًا.
تذكَّرْ أن القضاء على مشكلةٍ عمرُها أربع سنوات يَحتاج لبذل الجهود، وأولها الرغبة الحقيقية في التغيير، والعزم الصادق على التحسين، وقد يساعدك أن تجعلَ لك وِرْدًا مِن القراءة يوميًّا، على إحداث الكثير من التغيير الذي ترجو.
اعلم أن الجزء الأكبر في مشكلتك لا يتمركز في أن الناس يُحمِّلونك سبب تعثر إنتاجك، ولكن في سلوكك أنت، وردود أفعالك تجاه كلام الناس واعتقادهم فيك، فواجِهْ ما يراه الناس بالاعتراف بما تراه خطأً أو تقصيرًا، والاستفادة بما فيه من حقيقة بصورة عملية إيجابية، بدلًا مِن التقوقع على نفسك والنوم لأوقات طويلة لن تزيدَ حالك إلا سوءًا.


هذا الجوابُ وغيره من الكلام لن يتمكَّنَ من الأخذ بيدك والنهوض بك وإقالة عثراتك، ومساعدتك على تخطي الحواجز التي أمامك، إلا أن تقوم من نفسك وتعمل بنفسك وتصلح عيوب نفسك، نعم ألم تقرأ قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فلا تنتظرْ مِن أحدٍ أن يفعلَ ما يجب أن تفعلَه أنت، ولكن أقصى ما ستجده عند البشر، النصيحة والتشجيع والتواصي بالخير، وأرجو ألا تعدمَ ذلك كله في صحبة صالحةٍ أرى أنه لا بد لك منها الآن؛ فابحثْ عنها وتمسَّكْ بها، فالصحبةُ الطيبة خير مُعين في هذا الزمان على الشدائد والمِحَن.
وفقك الله، وأعاذك من شر الشيطان وشركه، ومن شر نفسك، وشرَح صدرك لكلِّ ما يصلح به دينك ودُنياك
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]