زوجتي سبب همومي، ماذا أفعل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121712 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-08-2021, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي سبب همومي، ماذا أفعل؟

زوجتي سبب همومي، ماذا أفعل؟
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
في البداية، أنا تعبت ممَّا أنا فيه؛ من نكد زوجتي يوميًّا.. أنا متزوج منذ ثلاثة أشهر، وكنت أعرف زوجتي قبل الزواج، وكان من صفاتها أنها عصبية، قلتُ: لا مشاكل؛ أنا أُحِبُّها وهي تبادلني هذا الحب، ويمكن أن نعالج هذه المشكلة، كانت في البداية تتمنَّى اليوم الذي يَجْمعنا ببعضنا، وكانت تشجِّعني على ذلك، ذهبْتُ لخِطْبتها، وكانت تُلِحُّ عليَّ للإسراع بالزواج، والمبادرة قبل الميعاد المحدَّد، فاضْطُرِرت إلى أن أقتَرِض من أقاربي مبلغًا؛ لكي أكمل به تكاليف الفرح، وهي التي شجَّعَتْني على ذلك، وقالت لي: إنها سوف تبيع الشبكة، ونُسَدِّد الدُّيون.

وعند اقتراب الفرح بدأَتْ تتغيَّر في المعاملة؛ أنا أريد أن يكون الفرح في مكان كذا، والفستان الذي أُجْرته 1000 جنيه رديء، أريد حاسوبًا محمولاً بـ 2000، وتُعاملني إلى حدٍّ ما بطريقة غير جيدة، بعصبيَّة ونحوها، وأنا والله كنتُ أعاملها بما يُرْضي الله.

ثم تزوَّجْنا وبدأت تتحوَّل من الملَكِ البريء إلى ذل وإهانة.

أنا أعمل في وظيفة جيدة بمرتَّب مُجْزٍ، ولكنَّ تسديد الدُّيون جعلني في ضيق من المال، وهي أيضًا تعمل، ولكن أنا أعمل في مكان بعيدٍ عنها، وأذهب إليها آخر ثلاثة أيام من الأسبوع.

المهم أنها الآن كلَّ يوم تتشاجر معي، وتشتمني، وأنا أدعو لها الله أن يَهْديها، وأقول: لعلي آخذ حسنات بسبب صبري عليها، ولكنها سرعان ما تعترف بخطَئِها، وتعتذر، لكنَّها أحيانًا تعود إليها عصبيَّتُها، فتشتم مرَّة ثانية في نفس اليوم، كما أنها تُعيِّرني بعدم قدرتي على شراء بعض الأشياء؛ بسبب عدم وجود نقودٍ كافية معي، هذا غير الذُّل بتعييري بما تصرفه على البيت من مرتَّبها، أو ممَّا يعطيها أبوها.

وأنا ـ يَعْلم اللهُ ـ أنِّي أَحْرم نفسي من المَأْكل والمَلْبس، وأعطيها ما تبقَّى من المال، كما أنِّي أيامًا كثيرة أبكي ليلاً من صَدْمتي فيها؛ من سوء معاملتها، وعدم تحَمُّلِها معي مشاقَّ الحياة، وعدم الصبر، دُلُّوني ماذا أفعل؛ لأني لم أَعُد أتحمَّل هذه الحياة والنَّكد، وعدم التركيز في العمل؟ ماذا أفعل معها؟ وأنا نصَحْتُها كثيرًا، وذكَّرْتُها بتوصية الله والرسول بالزَّوج، ماذا أفعل؟ أنا لم أذكر إلا القليل، وبارك الله فيكم.

الجواب
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حيَّاك الله في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً بك وبكلِّ مُستشير, ونرجو من الله أن يُخفِّف عنكم آلامَكم، ويزيل كلَّ كُروبِكم, وأن يقدرنا على مدِّ يد العون لكم, والصِّدق في نُصْحِكم.

دَعْني أسألك أوَّلاً - أخي الفاضل -: على أيِّ أساسٍ اختَرْتَ زوجتك واصطفيتَها من بين جميع الفتيات؟

أهو مُجرَّد الإعجاب الأوَّل، أو الانبهار بالقُشور الخارجية، دون الإلمام ببقيَّة جوانب الشخصية؟ أم أن اختيارك كان مبنيًّا على مبدأ الحُبِّ قبل الزواج؟!

ورد في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالِها، ولِحَسَبِها، وجمالِها، ولِدينِها, فاظْفَر بذات الدِّين تَرِبَت يداك))؛ متفق عليه.

وكثيرٌ من شبابنا اليوم يَسْعون لعكس ذلك, ثم يكون مِن بعد هذا النَّدمُ والخِزْي والبحث عن حلول لا تُجْدي نفعًا إلا النَّزر اليسير!

لَم تُحدِّثني عن دينها، ولم تُشِر إلى علاقتكما بالله، فعلاقة المرأة بربِّها ومقدار حفاظها على دينها, وصِلَتها بالله هي أساس الحياة السَّعيدة، والعلاقة الزوجية الطيِّبة الناجحة, فأين تقع زوجتك من هذا؟

كنتَ تعرف أنَّها عصبيَّة قبل الزواج, لكنك لم تَعُدَّها مشكلة ما دُمْت تحبُّها وتحبُّك! ومَن قال: إن الحب كافٍ لتأسيس البيوت، وإقامة علاقات زوجية ناجحة؟! لا شكَّ أنه مطلب غاية في الأهمية؛ لتحقيق الزَّواج الناجح, لكن لا ينبغي أن نَثِق به لهذا الحدِّ, ونظُنَّ أنه سيحلُّ كلَّ مشكلاتنا.

أم أنك طبَّقْتَ مقولة تشارلز ديكنـز: "الحبُّ يُصدِّق كلَّ شيء، ويَثِق في كل شيء"؟

أنا أعذر زوجتَك بعض الشيء؛ فقد نشأَتْ بين أحضان مجتمع تكْثَر فيه التَّناقُضات؛ فالزَّوجة تَعْمل لِيُصبِح لها شأن وكيان في المجتمع, لكن عملها - الذي يجعلها نِدًّا لزوجها - لا يعني أنَّ عليها أن تُساعده ولو بالقليل في أعباء البيت التي كَثُرت، فادَّعت أنها ستترك بيتها وتَعْمل لأجْلِها، وعند تقديم المساعدة من الزَّوجات لا نرى إلا المَنَّ على الزوج، واتِّهامَه بالعجز عن تلبية حاجات البيت!

هكذا يعلِّمها المجتمع, وهكذا يُلَقِّنون الفتيات تلك الدُّروسَ والأحكام الظَّالمة, عملٌ لأجْل الزَّوج، لكن لا يرى منها قرشًا!

ونشأَتْ على الاهتمام بالمظهر، وأنَّ فستان العرس لا بُدَّ أن يكون بكذا وكذا؛ فتلك "ليلة العمر"! وكيف ستلقى النَّاس بفستان لا يُعْجِبهم؟! فالزِّينة ليلةَ العُرْس ليست للزَّوج في الحقيقة, وإن كان ظاهرها كذلك!

عليكَ أن تُصحِّح لها الكثير من المفاهيم المغلوطة والأفكار المشبوهة التي تغلْغَلَت في نفسها, ولكنْ قَبْل ذلك صحِّح ما لدَيْك من أفكار, وأَلْزِم نفسك بالمقام الذي جعله الله لك كرَجُل؛ يقول الله - تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].

فأنت قَيِّمٌ عليها, وقد لَخَّصَت الآية الكريمة العلاقة بين الزوج وزوجته بإيجاز بليغ.

عليكَ ألاَّ تُظْهِر لها ضعفك, لكن دون ظُلْم وقسوة، عليك أن تتَدَرَّج في نُصْحها, لكن لا تستعطفها، عليك أن تُشعِرها بثِقَتِك في نفسك كزَوْج, لكن دون غرور، عليك أن تحتوِيَها وتقدِّرها, لكن باعتدال.

أعني: تَوازَنْ في تعامُلِك معها, ولْتَعلمْ أنَّ المرأة متى ما استشعَرَت ضعف زوجها أو حاجتَه إليها, تمَرَّد قلبها عليه بعض الشيء, ولكلِّ قاعدة ما يُخالفها, فليس كلُّ النساء كذلك, لكنَّه شيء موجود في الكثير من النِّساء, فأحببتُ أن أُذَكِّرك به!

من الجيِّد أنْ تُجاورها في العمل، أو تَصْحبها معك في مقرِّ عمَلِك، حتى لا أَنْ تغيب عنها لأيَّام، فأرجو أن يغيِّر هذا من الوضع كثيرًا؛ فبقاؤها بعيدة عنك يؤثِّر على نفسيَّتِها، ويَجْعلها فريسة سهلة لكلِّ حديثٍ مِن حاقِدة لا تنصح إلا بالشرِّ, وما أكثرَهن!

والنساء أكثر ما يتأثَّرن بزميلات العمل أو صديقات الزَّيف, فقد تنصحها صديقتُها أو تتحدَّث - كذبًا أو صدقًا - عن زوج فلانة الذي يفعل ويفعل, ولا تذكر عيوبه التي قد تَفُوق عيوب زوجها بمراحل, فتبقى تفكِّر - بِضَعْفِ عقلها - في حالها، وتُقارن، ويَعمل الشيطان عمَلَه أكثر متى ما بَعُد الزوج عنها!

لهذا؛ أرجو أن تبحث عن حلٍّ يقرِّبُكما من بعضكما، ويجعل إقامتك معها دائمة.

كذلك من الأمور التي قد تنفعك والدتُها - إن كانت أهْلاً لذلك - فتتحدَّث إليها دُون علْمِ زوجتك, وتأْتَمِنُها - أكرِّر: إن كانت أهلاً - على أن تقوم بِنُصح ابنتها ووَعْظِها، وتبصيرها بحقيقة وَضْعِها، والنِّعَم التي منَّ الله عليها بها.

جرِّب أن تتدرَّج في العقاب متى ما استمَرَّت على ذلك, ولْيَكُن بذكاء وحِكْمة, فالنُّصح باللِّين, ثم الغلظة بعض الشيء في النُّصح, ثم الهَجْر، سواء في الهاتف، أو اللِّقاءات، أو غيرها, وهكذا؛ حتَّى تشعر أنَّ سوء معاملتها لن يؤدِّي إلاَّ إلى تغيُّرك معها, وفَقْدِها مَن تُحِبُّ.

تذكَّر - أيُّها الزَّوج - أن هذا الاعوجاج طبْعُ الكثير من النِّساء, وليست زوجتَك فقط, وتصبَّرْ بأنَّ هذا حالُ الغالبيَّة, وإن صلحَت المرأة, لكن قد يغلب عليها الاعوجاج في بعض الأحيان, وتذكَّر أن الله جعلك قيِّمًا عليها؛ لِرَجاحة عقلِك، وطُول صبرك، مهما بلغ ذَكاؤُها، وحَسُن خلُقها؛ عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - أنه قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُرِيتُ النار، فإذا أكثر أهلها النِّساء، يَكْفُرن)), قيل: أيَكْفُرن بالله؟ قال: ((يَكْفرن العشير، ويكفرن الإحسان, لو أحسنْتَ إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قط))؛ متفق عليه.

أذكِّرُكَ في نهاية حديثي بالدُّعاء لها، والإلحاح على الله أن يُصْلِحها ويَهْديها، ويجعلَها لك قُرَّة عين, ولا تنسَ أنَّ الأشهر الأُولى من الزواج يَحْدث فيها الكثير من الشدِّ والجذب وسوء التَّفاهم, حتى تستقرَّ النُّفوس، وتهدأ القلوب، وتَسْمو الطِّباع الحميدة وتقضي على شوائب النَّفس الرديئة, فاستمرَّ على صبرك عليها، مع العمل بما ذكَرْتُه لك، والمواظبة على الدعاء, وأبشر بما يسرُّك - إن شاء الله - فهو سبحانه قد وعَد بإجابة دُعاء مَن يدعوه؛ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186], لكن لا بُدَّ من صِدْق الإيمان واليقين في الله، وقد كان عمر - رضي الله عنه - يقول: "إنِّي لا أَحْمل همَّ الإجابة، ولكن همَّ الدعاء، فإذا أُلْهِمت الدُّعاء فإنَّ الإجابة معه", فما أحوجَنا لمثل هذا اليقين!

وفَّقَك الله، وأصلح حالك، وهدى زوْجَتَك لكلِّ ما فيه الخير، وأقَرَّ عينَك بها, ورزَقَها الطَّاعة وحُسْنَ التَّبعُّل لك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.83 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]