لوازم المربي القدوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي لوازم المربي القدوة

لوازم المربي القدوة


سعيد بن محمد آل ثابت









للمربي القدوةِ لوازم عديدة حتى يكون مؤهلاً لهذا العمل الفريد والشاق، وهي لا تخرج غالباً من ثلاث: العلم والإيمان والخلق الحسن.



قال جل من قائل: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال - عليه الصلاة والسلام -: "إن الله سبحانه وملائكته وأهل سماواته وأرضه، حتى النملة في جحرها والحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير". صححه الألباني في صحيح الجامع.




وإذا أطلقنا العلم قصدنا به علم الشريعة. فالعلم نور لصاحبه يضيء له الطريق، وخلفه الناس يلتمسون نوره لهم، روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث بن عبدالله بن عمرو قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: "إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذَ الناسُ رُؤوسًاجُهَّالًا،فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ، فضلوا وأضلوا".




وقال عمر - رضي الله عنه -: "تفقهوا قبل أن تسودوا"، أي تعلموا قبل أن تباشروا الناس؛ وكذا كان الرعيل الأول أصحاب العلم والعمل الذين أثْروا بعلمهم وأثّروا بعلمهم وعملهم.




وثاني اللوازم: البناء الإيماني، قال الحق: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، إن الإيمان والعمل الصالح هو الزاد الحقيقي للعبد، ألم تر أمر الله لرسوله عليه الصلاة والسلام إبان بداية الداعية ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1، 2]؛ لأن صلة العبد بربه هي مظنة التوفيق والسداد والإعانة. إن ولاية الله لعبده لا تكن حتى يكن، وفي الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.." الحديث، ولا يعلم أن هناك محتاجاً لولاية الله ونصرته أكثر من الداعية والمصلح؛ إذ الدعوة عطاء وبذل! وخيرُ زادٍ لها هو الزاد الإلهي، ثم كيف له أن يدعو لله وهو أجهل الناس بالله لا سيما في علاقة العبد بربه وصلته به؟!




قال المناوي: منزلة الواعظ من الموعوظ كالمُداوي من المداوى فكما أن الطبيب إذا قال للناس لا تأكلوا كذا فإنه سم ثم رأوه يأكله عد سخرية وهزؤا، كذا الواعظ إذا أمر بما لم يعمله ومن ثم قيل يا طبيب طبب نفسك، فالواعظ من الموعوظ يجري مجري الطابع من المطبوع فكما يستحيل انطباع الطين من الطابع بما ليس منتقشاً فيه فمحال أن يحصُل في نفس الموعوظ ما ليس في نفس الواعظ).[1]قال ابن كثير عن صلاح الدين الأيوبي: (وكان مواظباً على الصلوات في أوقاتها في الجماعة. يقال: لم تفته الجماعة في صلاة قبل وفاته بدهر طويل، حتى ولا في مرض موته، كان يدخل الإمام فيصلي به، وكان يتجشم القيام مع ضعفه)[2].




وآخر هذه اللوازم الخلق الحسن وفقه الدعوة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون". أنظر صحيح الجامع رقم 2201. وهل سيكون المجلس بهذا القرب على يُسر في تحصيل حسن الخلق، بل الأمر أعظم من ذلك!



إن من حُرم هذه السجية حُرم الخير الكثير، وفاته المقعد البهي بجوار حبيب الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لمطلب عظيم أن نتخلق بالحسنى، لنوصل رسالة الإسلام بهدينا وأخلاقنا لكافة البشرية، بل وقد وصل بإسلامنا أن دعانا حتى للتخلق بالحسنى مع غير البشر! إن شريعتنا الغراء دعت لنبل الصفات والأخلاق في التعامل مع الناس بدءاً مع الوالدين، وذوي القربى والجيران، وكل المسلمين؛ بل وكان هناك الأجر المديد لطيب المعشر وحسن الخلق، وضده الوعيد الأليم لسيء الطباع والأثر، وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر: يا رسول الله ما وجبت؟ قال: "هذا أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".



المصيبة كل المصيبة أن نجد بعض الأخيار والمحسوبين على التربية والدعوة يسود جوّهم الخلاف والتنازع، وقد رسم الله لهم الحل في كثير من هذه المتاهات قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]. قال السعدي: (بلين جانبك، ولطف خطابك لهم، وتوددك، وتحببك إليهم، وحسن خلقك والإحسان التام بهم، وقد فعل صلى الله عليه وسلم، ذلك كما قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159] فهذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم، أكمل الأخلاق، التي يحصل بها من المصالح العظيمة، ودفع المضار، ما هو مشاهد، فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله، ويدعي اتباعه والاقتداء به، أن يكون كلاً على المسلمين، شرس الأخلاق، شديد الشكيمة عليهم، غليظ القلب، فظ القول، فظيعه! وإن رأى منهم معصية، أو سوء أدب، هجرهم، ومقتهم، وأبغضهم، لا لين عنده، ولا أدب لديه، ولا توفيق، قد حصل من هذه المعاملة، من المفاسد، وتعطيل المصالح ما حصل، ومع ذلك تجده محتقراً لمن اتصف بصفات الرسول الكريم، وقد رماه بالنفاق والمداهنة، وقد كمَّل نفسه ورفعها، وأعجب بعمله، فهل هذا إلا من جهله، وتزيين الشيطان وخدعه له). ولقد ذكر الله عن صفات المؤمنين: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. إن إدراك حسن الخلق أمر ينبغي للنفوس الربانية أخذ العزم والأهبة الجادة في ذلك، والتنافس الشريف على هذه النبيلة العظيمة، وإن الروح المؤمنة تُحب الخيرية أينما حلت وكانت، وتطلب بلوغ غايات الخالق جل وعلا، وقد تُوفق، وقد تحرم. لكن من عرف مقاصد الشرع الحنيف في تعبيد الناس لرب العالمين أيقن بأهمية تحسين الأخلاق، وتطييب العشرة، وتزكية السلوك بل لا يكن للعمل والقُربة إلى الله أي خطوة إلى الأمام إن جانبت الأخلاق الفاضلة، والخصال النبيلة، ويُعضد ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار. قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة. رواه أحمد في مسنده. إن هذا الخبر وغيره يوكد على المربي أن يُشمر عن ساعد الجد وأن يبدأ في كل باب رفيع من الأخلاق فيطرقه، ويجد منه ولو سهماً، ولا عجب في ذلك إن آمنا بما روته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه، درجات قائم الليل صائم النهار" رواه الألباني في صحيح الجامع. إنها دعوة أبدأ بها نفسي لنخلق أجواءً من الأخلاق في نفوسنا تكون نسمات نعيشها، ويأنس بها من يستنشقها بعدنا، وإن كريم الصفات والخلال الذي يعمل ذلك لا يريد بعمله إلا وجه الله والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه "حديث حسن أنظر صحيح الجامع رقم 1464.‌



وفقه الدعوة أمرٌ ملازم لحسن الخلق حيث تقدير المصالح والمفاسد وفقه مقاصد الشريعة وحسن إدارة الموقف وغير ذلك.




فهذه اللوازم الثلاث العلم، الإيمان، وحسن الخلق كافية بإذن الله لصناعة قدوة مؤهل لأخذ التربية بحقها، وترك الأثر الحسن في قلوب المتربين، وقد أشرت لها إشارات فقط، وإلا فالحديث بحقه ليس هنا.




[1] "الذريعة إلى مكارم الشريعة"؛ للراغب الأصفهاني.

[2] "البداية والنهاية" (13/5).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]