فشل مستمر في علاقات للزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 755 - عددالزوار : 144384 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152646 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { لا تكونوا كالذين كفروا.. } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2021, 01:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,762
الدولة : Egypt
افتراضي فشل مستمر في علاقات للزواج

فشل مستمر في علاقات للزواج


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته.
أبلغُ من العُمر 37 سنة، ومتى تقدَّم لي شخصٌ لعلاقة للزواج، أجد مشكلة، فكل الأشخاص الذين تقدَّموا لي يُبدون في ظاهرهم أنهم يخافون الله، وبمجرَّد قَبولي يتحوَّلون إلى ذئابٍ شَرِسَة تُريد افتراسَ الفريسة فقط، ولا يُراعون حقَّ الله، ويريدون الحرام، فأضطرُّ لعدم القَبول ومسايرة الموقف، فيتركونني.


فهذه حالي.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الفشل: يَعني أنَّك حاولتِ في أمرٍ ما ولَم تُوَفَّقي إلى النجاح فيه, أما أن يقدرَ الله أمرًا، ويكتبَ علينا ما لا حِيلة لنا فيه، ولا يدَ لنا في تغييره, فلا يُمكن أن يُسمَّى فَشَلاً، ولا يَجدر بعاقلٍ أن يَسِمَه بذلك, وإنَّما هي إرادة الله التي لا نَملِك أمامها إلاَّ الرضا والتسليمَ, وإنْ حَزِن القلبُ ودمعتِ العين, لكن يَبقى لسانُ المؤمن حامدًا شاكرًا في السَّرَّاء, وصابرًا مُحتسبًا في الضَّرَّاء.

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ أحدَكم يُجْمَع خَلْقُه في بطن أُمِّه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مُضْغة مثل ذلك، ثم يُرْسَل الْمَلك فينفخ فيه الرُّوح, ويؤمَر بأربع كلمات: بكَتْب رِزقه، وأجَله، وعمله، وشَقَي أو سعيد))؛ متفق عليه.

فما يَحدث معكِ وما تلاقِينه في حياتك مِن بَلايا ومِحَن قدَّرها الله عليكِ قبل أن تُخْلَقي, فاصْبري واحْتسبي، وتذكَّري قول رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث المتَّفَق عليه: ((...ومَن يَستعففْ يُعِفَّه الله، ومن يَستغن يُغْنِه الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّرْه الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)).

فمثل هذه البلايا - يا عزيزتي - ومثل تلك المشكلات، لا نجد لها حلولاً مُحدَّدة، أو خُطوات مُعَيَّنة نسير عليها، فتحل مشكلاتنا, وإنَّما يَكفينا استشعارُ حلاوة أجْر الصبر؛ ليزيلَ مَرارة وألَمَ البَلاء.

وعلى الفتاة العاقلة أن تنظرَ إلى البلاء من منظورٍ آخَرَ، يُهوِّن عليها المصيبة، ويُقَلِّل عِظَم البَليَّة, فماذا لو تَبيَّن لكِ خبثُ أولئك الرجال بعد أنْ تَمَّ الزواجُ ورُزِقْتِ بالأبناء؟

لا شكَّ أنَّ المصيبة ستكون حينها أعظمَ, والكرب أشدَّ, والحزن أعْمَق.

ومن النظر إلى الجانب الْحَسن من المشكلة, أن تُحْسِني استغلالَ فَراغكِ الذي يُتيح لكِ الكثيرَ؛ مما تَعجز عنه المتزوِّجات, ويُعينكِ على الطاعة والتقرُّب إلى الله, والفَراغ نعمة لا يُدْركها إلاَّ مَن حُرِمها.

وبإمكانكِ شَغْل نفْسك واستثمار حياتك بتعلُّم العلم الشرعي والتسلُّح به, وكم من امرأة انتفعتْ بوقتْها ونفَع الله بها بِحُسْن استغلالها لوقْتها!

والعقل يَبْقى يُفَكِّر، ويصول ويَجول ما لَم نشغلْه بما ينفعه, والنفْس تظلُّ تتحسَّر وتتذكَّر متى ما فَرَغتْ!

وكما قيل: نفْسُك إنْ لَم تَشغلْها بالحقِّ، شغلتْك بالباطل.

ثم دَعَيْنا نفكِّر بطريقة أكثر عمليَّة, الزواج رِزْقٌ كغيره من الأرزاق, لكنَّ ما يمنع الفتاة التي تَقَدَّم بها العُمر أن تَسْعى بنفسها؛ للحصول على زوجٍ صالح؟

هناك بعضُ السُّبل التي بإمكان الفتاة أن تَسْلُكَها دون أن تُجْرَح مشاعرها أو يُخْدَش حياؤها، فمثلا التزيُّن أمام النساء، وحضور المناسبات وتلبية الدعوات, والتحدُّث بالتعريض أمام الأهْل والصَّديقات عن قَبول الزوج الصالح, وإنْ كان فيه بعضُ العيوب الماديَّة التي تَهُون إذا ما قُورنتْ بالْحِرمان من الزواج، كذلك الاشتراكُ في بعض مواقع الزواج الموثوقة تحت إشراف أحد المحارم الأتْقياء - إنْ توفَّر - ووضْع الصفات المعقولة لشَريك الحياة.

أو على الأقل الاشتراك في منتديات إسلاميَّة، والتعرُّف على صُحْبة طيِّبة قد تُتيح لكِ الظَّفَر بزوجٍ صالح - بإذن الله - فلا تَجعلي لليأْس إليك سبيلاً, وتأمَّلي ما أنْعَمَ الله به عليكِ وتذكَّري حِفْظَه - تعالى - لكِ رغم تأخُّر زواجكِ، إلاَّ أنَّكِ - بفضْله وكَرَمه - لَم تتأثَّري ولَم تَنْجرفي وراءَ تيَّار الفِسْق وعاصفة العِصْيان, وهذه والله نعمة تستحقُّ الشُّكر.

لا تَحزني أُخَيَّتي، وتذكَّري أنَّ الله الكريم لو شاء لأعطاكِ زوجًا تقرُّ به عينُكِ وتَرضاه نفسُكِ, ولكن له في كلِّ شيءٍ حِكْمة, قلَّ أنْ يَفْطِنَ لها العبدُ, ورَد في كتاب "الفوائد"؛ لابن القَيِّم - رحمه الله -:
"سبحانه لا يَمنع عبدَه المؤمنَ شيئًا من الدنيا، إلاَّ ويُؤتيه أفضلَ منه وأنفعَ له، وليس ذلك لغير المؤمن، فإنه يَمنعه الحظَّ الأدنى الخسيس, ولا يَرضى له به؛ ليُعطيه الحظَّ الأعلى النفيسَ!

والعبد لِجَهْله بمصالح نفسه, وجَهْله بكَرَم ربِّه وحِكْمته ولُطْفه, لا يعرف التفاوت بين ما مُنِع منه، وبين ما ادُّخِر له، بل هو مُولَعٌ بحبِّ العاجل وإنْ كان دنيئًا, وبقِلَّة الرغبة في الآجل وإنْ كان عَلِيًّا، ولو أنصفَ العبدُ ربَّه - وأنَّى له ذلك؟! - لعَلِم أنَّ فضْلَه عليه - فيما منَعَه من الدنيا ولذَّاتها ونعيمها - أعظمُ من فضْله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منَعه إلا ليُعطيه, ولا ابتلاه إلاَّ ليُعافيه, ولا امْتحنه إلا ليُصافيه, ولا أمَاته إلا ليُحييه, ولا أخْرَجه إلى هذه الدار إلاَّ ليتأهَّب منها للقُدوم عليه، وليَسْلك الطريق الموصلة إليه". اهـ.

فلا تَجزعي لِمَا ابْتُلِيتِ به، ولا تتردَّدي في قَبول الرجل الصالح؛ وإنْ قلَّ مالُه، أو كَبِرَ عُمره، أو كان مُطلَّقًا, أو غيرها من الأمور التي لا تَمسُّ الدِّين, ولا تتأخَّري عن مقابلة الْخُطَّاب؛ خشية أن يكونوا غير صالحين، وسَلِي الله التوفيقَ والعِصمة من الفِتَن؛ ما ظهَر منها وما بطَن، وأن يُعَجِّلَ لكِ الخير، ويرزقكِ سعادةَ الدَّارين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]