تأطير المناهج التربوية بصبغة إسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 410 - عددالزوار : 19383 )           »          التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          الناسخ والمنسوخ - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 144 )           »          مكانة الأم وجهادها في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          النسيء.. وإلف المحدثات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 186 )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          الإعلام والدور التغريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          ما يعتصم به الإنسان من الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          عداوةٌ لا تُرى… لكنها تلتهمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          (مجاهدة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-08-2021, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,301
الدولة : Egypt
افتراضي تأطير المناهج التربوية بصبغة إسلامية

تأطير المناهج التربوية بصبغة إسلامية


إبراهيم علي ربابعة






الملخص:
هذه الدراسة عُنيت بالإطار الإسلامي للمناهج العربية ككل، وأيًّا كان مستواها، والتوقف مع حيثيات هذا الإطار؛ من تعريف بالإطار الإسلامي وخصائصه ومقوماته وأهدافه، منتهية بمناظرة بسيطة بين المأمول (المفروض أن يكون) والواقع الحقيقي للمناهج إزاء الإطار الإسلامي؛ فهي عبارة عن رؤوس أقلام لهذه الحيثيات؛ وذلك لاتساع هذا الإطار وترامي أطرافه، حيث لا يمكن حصرها في بحث صغير، ولا في مجلدات كبيرة، على أمل أن يفتح الآفاق أمام أبحاث جديدة تتناول الإطار الإسلامي بكل منهج منفردًا وبكل من مراحله.

المقدمة:
إن العملية التعليمية ركيزة من ركائز أي مجتمع، فلا يمكننا إغفال أهميتها، ولا غض الطرف عن حيثيتها؛ فالمجتمع الناضج عقليًّا وفكريًّا والمتقدم علميًّا يولي جل اهتمامه لهذه العميلة وتطويرها وتحديثها؛ فالتاريخ والواقع خير شاهد على اهتمام الأمم بهذه العملية.

وواقعنا العربي المرير برمته شاهد أيضًا على إهمال العميلة التعليمية؛ فلا يوجد في الأقطار العربية اهتمام جيد بالتعليم، ما ينعكس سلبًا على نتاجات العملية، حتى أصبحت العملية التعليمية في بلدنا العربية روتينًا قاتلًا للمعلم والمتعلم على حد سواء، فأصبحت جسمًا لا حراك فيه، خاليًا من روح المعاني المتوخاة.

أما لو نظرنا نظرة ثاقبة في تاريخنا الإسلامي المجيد، لرأينا أن التعليم من أولى أولويات الدولة الإسلامية؛ فقد حُث عليه في دستوري الأمة الإسلامية، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1، 2]، ومن المعاني البلاغية لكلمة اقرأ ليس المعنى الحرفي فقط، وهو كمهارة من مهارات اللغة، بل هو التفكر والتدبر في خلق الله، ومن المواطن التي تدلل على أهمية التعليم أيضًا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر؛ حيث جعل فداء أسير الحرب أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة، فقدم الرسول صلى الله عليه وسلم بحنكته التعليم على أي اعتبار لتثبيت دعائم الدولة الإسلامية حديثة الولادة.

وليس هذا فحسب، فقد أسلفنا الدلائل النقلية عن اهتمام الدولة الإسلامية بالعلم والعملية التعليمية برمتها، أما عن التطبيق العملي التاريخي، فقد انطلق من دار الأرقم بن الأرقم، ثم المساجد، ثم الكتاتيب، ثم حوانيت الوراقين، ثم منازل العلماء، ثم المدارس، وصولًا إلى الجامعات، وقد كان لكل مرحلة خصائصها التعليمية والتربوية، التي هيهات أن تعود لنظامنا التعليمي (الزبيدي، 2002).

وفي نظرة شمولية لأهمية التعليم يتجلى لنا بُعدانِ مهمان لهذه العملية؛ البعد الأول: البعد الشخصي؛ فالتعليم يوسع مداركنا، ونعبر به عن أفكارنا، ونحل مشاكلنا، ونصقل شخصيتنا، ولا تنحصر المصالح الشخصية من العملية التعليمية في النقاط الآنف ذكرها، ولكن هذه النقاط قاعدة صلبة لتصل إلى البعد الثاني، البعد المجتمعي؛ فالمجتمع المتعلم مجتمع متماسك، مثقف، واعٍ، مواكب للتطورات، أصيل، مُنْتَمٍ لفكره وإرثه الثقافي المجتمعي.

وكما نعلم أن الهدف الأسمى من العملية التعليمية هو التطبيق وتذوق المهارة أو المعلومة، فالتعليم دون تطبيق جعجعة بلا طحن، وكي يكون تعليمنا يتكئ على أسس ثابتة يجب أن يكون له مرجعيات عقلية ومنطقية؛ فالتعليم في وقتنا الحاضر يعنى بمفهوم المنهج الحديث، ومن الجدير بالذكر أن المنهج مر بتعريفات كثيرة، منطلقًا من المقرر أو المحتوى التعليمي، وصولًا إلى جميع الخبرات المربية التي تهيئها المدرسة ضمن وقت معين لصقل شخصية المتعلم.

ومهما تعددت التعريفات للمنهج يجب أن نركز على أسسه التي يستند إليها؛ لتكون أرضية صلبة لتنشئة جيل جديد، ومن سبل الحصول على الجيل الجيد أن يكون هذا الجيل متصلًا بالجيل الذي سبقه؛ أي جيل الآباء؛ وذلك تضييقًا للفجوة الناشئة بين الأجيال، وهذه الفجوة ملحوظة في وقتنا الحاضر؛ إذ يعيش الجيل بمنأًى عن الجيل الذي سبقه، ويرجع ذلك لاعتبارات، من أهمها: التطور العملي والتكنولوجي، وانحصار الجيل في التلقي فقط؛ أي: إنه جيل مشاهد فقط، وعلاقة الجيل الحالي مع القراءة علاقة عدائية، وكما أننا نثقل كاهل المنهج بأنه لا يعد جيلًا مرتبطًا بإرثه بشكل عام، سواء أكان هذا الإرث عادات أم تقاليد أم أفكارًا أم موروثًا قوليًّا أم...، ومن السابق أرى أن العملية التعليمية انعطفت عن مسار أنها وعاء لتناقل العلوم والأفكار والمخزون الفكري بين الأجيال إلى توظيف التكنولوجيا في التعليم.

أما عن أسس المنهج فهنالك أربعة أسس راسخة لأي منهج، وتراعي جميع الجوانب التي تتصل بالمتعلم وبالبيئة بمفهومها الواسع، وهي: الأساس النفسي، والأساس الاجتماعي، والأساس السياسي، والأساس الفلسفي، والجدير بالذكر أن كل أساس من هذه الأسس بابٌ مترامي الأطراف يحتاج لوقفات عديدة لتغطية مشتملاته ومفرداته، ومن البعد التنظيري يجب على مخططي المنهج الموازنة بين هذه الأسس الأربعة، بحيث لا يطغى جانب على آخر؛ لأن بطغيانه نتيجة حتمية، وهي مخرجات تعليمية سيئة، حتى لو بعد حين؛ لأن المعادلة الثنائية الأطراف بين التخطيط والتنفيذ تستدعي ذلك، وأكرر القول: إن هذا من جانب نظري، ولكن الواقع غير ذلك.

وما يخصنا في هذه الأوراق هو الجانب الفلسفي، الذي يخرج لنا من بين أضلعه التصور الإسلامي، فنحن - كأمة مسلمة - يجب علينا أن نغذي مناهجنا بفكرنا الإسلامي؛ لنؤثر في مخرجات تعليمنا تأثيرًا إيجابيًّا، مما ينتج عنه جيلٌ مؤمن بثوابت دينه، ملتزم بأوامره، مُنْتَهٍ عن نواهيه، مدافع عن أفكاره، محارب خصوم فكره الإسلامي.

وبهذا الصدد تبلورت مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيس، وهو: "كيف لنا أن نوظف المناهج في خدمة الإطار الإسلامي؟"، والذي يشتق منه الأسئلة الفرعية الآتية:
ما هو الإطار الإسلامي؟
ما هي خصائص الإطار الإسلامي؟
ما هي مقومات الإطار الإسلامي؟
ما هي أهداف الإطار الإسلامي في المناهج؟
ما الفرق بين النظرية في تأطير المناهج العربية بصبغة إسلامية وتطبيقها؟

التعريفات الإجرائية:
المناهج التعليمية: هي المناهج العامة التي تدرس في الميادين التعليمية، ولأي مرحلة علمية كانت، وعناصرها وجزئيات العناصر وصورها، وكل ما يخصها ويتصل بها.

الصبغة الإسلامية: الإطار الإسلامي، ومشتقات هذا الإطار المستلَّة من الدين الإسلامي الحنيف بمفهومه العام الشامل الكامل.

مفهوم الإطار الإسلامي:
إن مفهوم كلمة الإسلام يعود لمصدرين أساسين، وقد اتسما بالكمال، وهما: كتاب الله، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركتُ فيكم أمرينِ، لن تضلُّوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم)، فمن الملاحظ على الإسلامي: أنه طرق مناحي الحياة جميعها فنظمها، سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد المجتمعي، أو على صعيد العلاقات القائمة بين عناصر الطبيعة برمتها.

ومن الجدير بالذكر أن التربويين اختلفوا في تصنيف الإطار الإسلامي، أهو فلسفة أم تصور؟! فمن رفض تصنيفها وإدراجها تحت مسمى الفلسفة كانت حجته داحضة، وهي: أن الفلسفة من نسج خيال البشر، أما التصور الإسلامي فهو مقدس؛ لأنه ربَّاني، ومنهم من رأى أنه فلسفة، أما أنا فمع عدم إدراجها تحت الفلسفات؛ وذلك لتنزيهها عن الإتيان بمثلها؛ لأن الفلسفات الأخرى ناقصة، وعليها مآخذ، أما التصور الإسلامي فهو كامل، كما سنعرض فيما بعد في الخصائص.

أما عن تعريف التصور الإسلامي في المنهج، فقد أورد (عبدالله، 1986:صـ23): "الحقائق الخالدة المستمدة من الكتاب والسنة الخاصة بالإله والرسل وجميع الأمور الغيبية والمعارف والأنشطة التي تنظمها المدرسة، وتشرف بقصد إيصال المتعلم إلى كماله الإنساني بإقراره بالعبودية لله سبحانه وتعالى".

ومن التعاريف التي وردت للتصور الإسلامي (مدكور، 1997:صـ33): "نظام من الحقائق والمعايير والقيم الإلهية والمعارف والخبرات والمهارات الإنسانية المتغيرة، يتبع فيها التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، يهدف إلى تربية الإنسان وإيصاله إلى درجة الكمال التي تمكِّنه من القيام بواجبات الخلافة في الأرض، عن طريق إعمارها وترقية الحياة على ظهرها، وفق منهج الله".

ومن الملاحظ على تعريف مدكور: أنه واءَمَ بين المنهج بشكل عام والنظرة الإسلامية للمنهج على وجه الخصوص، أما تعريف عبدالله فمقتصر على التربية الإسلامية؛ فتعريف مدكور أشملُ وأوضح من تعريف عبدالله، إلا أن هنالك أمورًا مشتركة بين التعريفين، وهي:
الوصول لله تعالى: وهي غاية التصور الإسلامي في المنهج.
ربانية المنهج: وذلك ما ميزه عن غيره من التصورات المستمدة من الفلسفات البشرية.
التعدد في أشكال وأساليب المنهج من أنشطة ومعارف وخبرات.

وفي محصلة تعريف الإطار الإسلامي يمكننا القول بأنه: الأفكار والخبرات والتصورات والحكم والثوابت والرواسخ والحقائق والمفاهيم التي تدخل ميادين الحياة كلها، المستمدة من روح الدين الإسلامي.

ومن الأمور المشتركة بين التعاريف الآنف ذكرها يتشكل لنا مفتاح لطَرْقِ باب خصائص التصور الإسلامي.

خصائص التصور الإسلامي للمنهج:
إن الناظر في الأدب التربوي يرى أنه تطرق لهذا الموضوع بشكل أو بآخر؛ لأن أي كاتب مسلم لا ينسلخ عن إسلاميته بكتابته، فلا يمكن له إغفال هذا الجانب الحياتي الروحاني الاعتقادي المهم للأفراد والجماعات.

وهذه الخصائص تكاد تكون متشابهة عند الكتاب مع اختلافات طفيفة، ومن الخصائص التي اتفق عليها: (مدكور، 1997) و(مرعي، والحيلة، 2008):
1- أنه منهج رباني: ونعني بهذه النقطة أنه منهج كامل متكامل، خالٍ من النقص ومن التضارب الموجودين في المناهج الإنسانية؛ فمصدر لا يشبه بشيءٍ، فهو رباني المصدر، ورباني الغاية، ورباني الوسيلة؛ فبالتالي يجب أن تكون نتاجاته الحتمية مفيدة لما فيه خير الحياة والآخرة.

2- أنه منهج ثابت: وقد وصفها مدكور بأنها الحركة داخل محور ثابت وإطار ثابت، بما أنها قائمة على التوحيد بمصدرها الرباني، فهي تبين وظيفة الإنسان في الحياة الدنيا من عمارة الأرض والاستعداد ليوم الآخرة.

3- أنه منهج شامل: فالمنهج الإسلامي شامل لمناحي الحياة، من ألِفِها إلى يائها، من الجوانب الإنسانية والخلقية و...، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

4- التوازن: هو صفة متممة للشمول؛ فالشمول غير المتوازن يكون ناقصًا، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدلل على التوازن، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ﴾ [الملك: 3].

5- الإيجابية: وقال مدكور فيها: إنها تشتمل على العلاقة الفاعلة مع الله سبحانه وتعالى، وعلاقة الإنسان بالحياة وبالإنسان نفسه، وتعني هذه بالعلاقة الربانية البديهية بين الإنسان وخالقه؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18].

6- الواقعية: باختصار شديد إمكانية التطبيق على أرض الواقع، وخير شاهد على إمكانية تطبيقها: حشدها المتتالي لأتباعها.

وقد انفرد مدكور (1997) بثلاث خواصَّ إضافية عما أورده مرعي، والحيلة، وهي:
1- أنها نظام: إذ إن هذا التصور قائمٌ على خطوات واضحة وقواعد متينة، ولا يسير بعشوائية وهمجية تمثل وجهات نظر شخصية.

2- التوحيد: وهو المقوم الأول من دعائم الإطار الإسلامي؛ لأنه مستمد من روح الرسالة السماوية الخالدة التي جعلت التوحيد المعيار الأول لدخولها.

3- العالمية: فهو لا يقتصر على فئة معينة من البشر، بل هو عام لكل الناس.

وخلاصة القول:
إن خصائص الإطار الإسلامي مستلة من خصائص الدين الإسلامي نفسه؛ فهو دين قائم على التوحيد، والنظام، والشمول، و...، ويمكننا إضافة نقطة في غاية الأهمية من خصائص الدين، وهي الاستمرارية، ودوام روح الدين الإسلامي مدة 1435 خيرُ شاهد على استمراريته وصلاحه لأي زمان ومكان.

والنقاط الآنف ذكرها التي وقفنا معها بعجالة تشكل أرضية صلبة يرتكز عليها الإطار الإسلامي، ليتسم بالكمال، وأقصد بالكمال الكمالَ الرباني الذي لا يختلف فيه أحد؛ لأن الكمال البشري فيه تفاوت، ويرجع السبب في هذا التفاوت إلى الزاوية التي ينظر إليه منها، أما في التصور الإسلامي فانظر من أي زاوية شئت، فلن ترى إلا كما رأيت من سابقتها، وبعد أن تعرفنا على خصائص هذا التصور لا بد من التعرف على مقومات هذا التصور.

مقومات التصور الإسلامي:
إن أي نظرية أو فلسفة أو إطار لا بد له من مقومات ليتكئ عليها، ومفاد هذه المقومات تشكيل جدار منيع للدفاع عن النظرية أو الإطار أو الفلسفة، وأرضية صلبة تعزز دعائم نهوضها واستمراريتها.

ويوجد هنالك مصنفات عديدة تعرضت لمقومات الإطار الإسلامي في المنهج، وفي التالي بيان لها:
مَن ذكر هذه المقومات بإيجاز مثل (اليافعي، 1995)، وهي:
1- معرفة الإنسان لأسرار الكون.
2- معرفة الإنسان للحياة، والتعرف على خصائص الكائنات الحية، والتفكير في ذلك.

والأمران السابقان يقودان إلى تنمية تفكير الإنسان وعقليته ووجدانه، ومن المصنَّفات التي ذكرت المقومات بإسهاب (مدكور، 1997) و(مرعي، والحيلة، 2008)، وهي:
1- مقوم الألوهية: ويتكوَّن هذا المفهوم من مبادئ عدة، منها:
التوحيد: وكما أسلفنا أن هذا المبدأ هدف الرسالة السماوية الخالدة، كما أنه هدف كل الرسالات.

مبدأ عدم القدرة على الإحاطة بالذات الإلهية، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

مبدأ عدم القدرة على إدراك مشيئة الله.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 113.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 111.68 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.51%)]