احترت كثيرًا وكرهت ترددي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 113581 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 146053 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152903 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-08-2021, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,797
الدولة : Egypt
افتراضي احترت كثيرًا وكرهت ترددي

احترت كثيرًا وكرهت ترددي


أ. مروة يوسف عاشور






السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، أنا فتاة مخطوبة لأحد الأقارب، ولكني أشعر بتردُّد في مشاعري، فلا أعرف إذا كنت أحبُّه، أم تعودت عليه، أم ماذا؟ قررتُ أن أستشيركم، وذلك بعد استخارة المولى - عزَّ وجلَّ - لعلَّ وعسى أن يجعلكم سببًا في اتِّخاذي القرار السليم.



أنا وأسرتي نعيش خارج بلدي، وكنت أتواصل مع أهلي من خلال النت، وكنا نتكلَّم أنا وخطيبِي كأصدقاء وكأقارب، مجرد كلام عادي، بعد هذا ذهبتُ زيارةً للبلد، تعرفتُ فيها على الأهل والأقارب، وكانت أوَّل مرة أسافر لبلدي، وبعدها كنا نتلاقى أنا وهو في النت، وظللنا على نفس الحال حوالي 3 أو 4 سنوات، حتَّى وجدت في الفترة الأخيرة كلامه به نوعٌ من التلميح الذي لا أفهمه.



بعدها بفترة أخبرني أنه سيأتي زيارةً للبلدة التي نعيش فيها في مأموريَّة تابعة للعمل، وبالفعل حضر، وقضى إجازته معنا بعد انتهائه من العمل، ووقْتَها لاحظ الجميعُ اهتمامه بي، ولكنِّي كنتُ أنكر ذلك الشيء؛ بحجَّة أننا إخوان وأصدقاء، ولكنِّي كنتُ أشعر أنِّي بالنسبة له لستُ كذلك، وبعدها رجع لبلده، وفوجئتُ به بعد حوالي 6 شهور من سفره يتَّصل بي، ويطلبني للزواج.



لا أدري لماذا شعرت بخوفٍ وقْتَها؟ يمكن لأنِّي أحسستُ بأنَّه في حالِ فشَلِ ذلك الارتباط سأخسره، بعدها أخبرتُ أهلي، وجدت ترحيبًا من أمِّي وأخي، وأخبرتُهم بشعوري بذلك الخوف، ولكن أخي برَّره لي بأنَّه شعورٌ بالغُربة تجاهه، فقرَّرتُ أن أوافق على الخِطْبة؛ على أمل أنَّنا سنتواصل، وربَّما أحبُّه بما أنِّي أراه شخصًا خلوقًا وهادئًا ورزينًا ومتدينًا، وكان اعتراضي الوحيد عليه أنه ليس وسيمًا، وبالفعل قد جاءنا هو وأهله وخطَبني، ووجدتُ ما استغربتُه وقتها؛ أحسست بأنه أحبَّني، ولكني استغربت شعوره بالرغم من بُعدنا ووجود كلٍّ منا في بلد، بالإضافة إلى قِصَر المُدَّة التي تكلَّمنا فيها كمرتبِطَيْن، ولكن ما طمأنَني أنِّي أحسستُ أنِّي تعلقت به قليلاً في تلك الفترة التي كان فيها عندنا، والتي لا تتجاوز شهرًا.



ويومَ سفره سألني إذا كنت أحببتُه، ولكني أجبتُه بأنَّ ما أشعر به الآن هو ارتياح، أو قَبول، ومع الوقت إن شاء الله قد يزيد أو يتحوَّل إلى حب، ويومها بكيتُ كثيرًا؛ لأني أحسست أنه تضايق كثيرًا من كلامي، ولكنِّي لم أستطع خداعه.



وبعدها سافر، وأخبرني أنَّه احترم موقفي، وأنَّه سينتظر ذلك اليوم الذي أخبره فيه أنِّي أحببتُه، وبعدها حدثَتْ بيننا مشكلة، ووجدتُ أني أتنازل فيها؛ لأنِّي لا أريد خسارته، وتساءلتُ: إذا كان موقفي هذا عن حب، أم ماذا؟ ولكني لم أجد إجابة.



واستمرَرْنا مدة، ويومًا ما حدثت مشكلة أخرى؛ بسبب أنِّي من النَّوع الخجول، ولا أصرِّح بما أشعر؛ فقد أكون مشتاقةً إليه، ولكن لا أخبره، فأخبَرني بأنَّه يشعر بأني لا أحبُّه، ولكني لا أشعر بذلك، ولكن أنتظر لأتأكَّد مما أشعر، وكذلك أنتظر لبعد الزواج.



ولكن المشكلة أنه وقتما تحدث بيننا مشكلةٌ ما أحسُّ بأني لا أريد فقدانه، وأنِّي أحبُّه، وبعدها أشعر بفتورٍ في مشاعري، وأتساءل: هل أحبه أم ماذا؟ ولا أجد إجابة.



ووضعت مميزاته وعيوبه، ووجدت نفسي بالعقل أجد إنسانًا مناسبًا، ولكن بقلبي لا أعلم فهو إنسان خلوق مهذب، ومتدين ومسؤول، ومرح، ويحبني جدًّا، وفي المقابل هو عصبي متسرع قلق، فعندما تحدث مشكلة يحدثني بكلام بالفعل أتضايق منه وأفكر في فسخ الخطبة، وأخذت رأي أخي الذي كان بداية هو المرحِّب بتلك الزيجة، فنصحني بفسخ تلك الخطبة؛ لأنه يرى أننا لسنا سعيدين، ونحن على هذا الحال في البداية، فماذا سيحدث بعد الزواج؟ أنا في تلك الحالة من الحيرة والتردد، ولا أعلم إذا كنت أحبُّه أم لا؟ وأخاف أن أتزوَّجه وأنا على تلك الحالة، فأظلِمه وأظلم نفسي، وأخاف أن أرفضه فأندم على شخصٍ أحبَّني كل هذا الحب، أعتذر عن الإطالة، ولكن أطلب منكم مساعدتي.


الجواب

كثيرًا ما تسمع الفتاة عن الحبِّ، وتكوِّن له صورةً ذهنيَّة قبل أن تخوض تجربةً واقعيَّة؛ فتتكوَّن لديها تلك الصُّورة من خلال ما تسمعه, أو ما تشاهده عبر وسائل الإعلام من حيث شدَّةُ الشوق للحبيب، والحرص الدائم على مرافقته، وعدم التبَرُّم به مهما حدث, والتفكير فيه كلَّ لحظة من حياتها، وتوديع صورته قبل النوم على أمل لقاءٍ قريب مع بزوغ شمس يومها الجديد؛ لتبدأ رحلةٌ أخرى من رحلات خيالها مع خيال ذلك الحبيب!



والحقيقة أن الحبَّ ليس تحديدًا كما يصوِّره الإعلام, وليس دائمًا كما يصفه الشُّعراء على أنه درجةٍ من درجات الجنون من شدَّة الافتتان والحرص على المحبوب؛ لدرجة قد لا تُصدَّق أحيانًا:





وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالرِّمَاحُ نَواهِلٌ

مِنِّي وَبِيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرُ مِنْ دَمِي



فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيُوفِ لِأَنَّهَا

لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ الْمُتَبَسِّمِ






بالطبع هذا لا يعني بالضَّرورة أنَّ من لا يَهمُّ بتقبيل السيوف في قلب المعركة، والأعداء حوله من كلِّ حدب وصوب - ليس بمحبٍّ!



يصعب عليَّ من خلال عرضكِ لبعض المواقف أن أقرِّر إن كنتِ تُحبِّينه أم لا، لكنَّكِ لستِ صغيرةً حتى تعجزي عن تحديد مشاعركِ.



ألستِ تخشَيْن عليه أن يحزن أو يغضب عليكِ؟



ألست تتنازلين أحيانًا من أَجْله؟



ألستِ تشتاقين، لكن تعجزين عن التعبير أو التصريح بذلك؟



اجلسي مع نفسك على انفرادٍ، وأجيبِي بصِدقٍ في حوارٍ عقلاني صريح: لماذا تَخْشين فقْدَه؟ ماذا يمثِّل بالنسبة لكِ؟ كيف ستكون حياتُكِ إذا خلَتْ منه؟



كثيرًا ما يتَوارى الحبُّ في بواطن النُّفوس، ويختبئ، فلا يظهر إلاَّ في مواقف محدَّدة, كثيرًا ما يُضْمِر العقلُ الباطن ما لا نعلمه, ثُمَّ يفاجئنا بشعورنا في مواقِفَ تكشف لنا الستر عن تلك الأسرار.



استمعي معي لهذه القصَّة العجيبة التي رواها ابنُ هشام في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلَّم -:

"مرَّ أبو جهل بالنبِيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - وهو عند الصَّفا والمروة, فنال منه، وسبَّه سبًّا شديدًا, ثم ضربه أبو جهل بحجرٍ في رأسه، فَشَجَّهُ حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة، فجلس معهم، وكانت مْوَلاةٌ لعبدالله بن جدْعَان في مسكنٍ لها على الصفا ترى ذلك، وأقبل حمزة من القَنص مُتَوَشِّحًا قوسه، فأخبَرَتْه المولاة بما رأَتْ من أبي جهل.



فغضب حمزةُ ثم خرج يسعى، لم يَقِف لأحد؛ معدًّا لأبي جهل إذا لَقِيه أن يوقع به، فلمَّا دخل المسجد قام على رأسه، وسبَّه سبًّا غليظًا, وقال له: تشتم ابن أخي وأنا على دينه"؛ اهـ بتصرُّف.



لاحظي أن حمزة - رضي الله عنه - لم يكن قد أسلم حينَها, لكنَّه استقرَّ في نفسه أمْرٌ أظهره الله في موقفٍ محدَّد, ثم ثبَت على إسلامه - رضي الله عنه.



فكثيرًا ما تَظْهر مشاعرنا في موقف، وتتوارى في مواقف أخرى, ولا يعني أبدًا أن يبقى المحبُّ مستشعِرًا نار المحبَّة، مكتويًا بِلَظاها حتَّى يتيقَّن أنه حبٌّ حقيقي!



قد أَعلنتِ في رسالتكِ بكلِّ صراحة: "أحس بأنِّي لا أريد أن أخسره, وأني أحبُّه"، فماذا تنتظرين؟ وعلام كلُّ هذا التردد؟!



انتهى ما أودُّ قوله بخصوص استفسارك, لكن لم ينتهِ الحديثُ بعد؛ فقد بقي في نفسي ما وجب التَّنبيه عليه, وهو أمر الخِطْبة..



إن لم يكن قد عقَد عليكِ بعدُ - كما يظهر من حديثكِ - فلا يُعامَل إلاَّ كما يُعامَل كلُّ رجل أجنبي, ولا يجوز التَّواصل معه على الإنترنت، أو الهاتف، أو غيرها, وعليكِ بالاستغفار من تلك العلاقة الأخويَّة التي كانت بينكما، ولو لم يحدث فيها تعدٍّ للحدود؛ فكلُّ علاقة بين رجلٍ وامرأة لا تجوز مهما كان مسمَّاها؛ "صداقة", "أخوة", "بريئة"... كل هذا يا عزيزتي لا يجوز شرعًا.



أمَّا إن كان قد تم العقد, فلكِ أن تُصارحيه بِحُبِّكِ، وتبوحي بمشاعركِ كما تريدين؛ فحبس المشاعر وكَبْتها يُميتها كما تموت الزهرة اليانعة متى ما حُبِست ومنع عنها الهواء والماء.




أخيرًا:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أتاكم مَن ترضون خلُقَه ودينه فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذيُّ وابن ماجه, وحسَّنه الألباني.



وفَّقكِ الله، وأعانكِ، وسدَّد خُطاكِ, ولا تنسَيْ صلاة الاستخارة، والتوكُّلَ على مَن بيده مفاتيح القلوب وتصريف أمورها, ونسعد بالتواصل معكِ في كلِّ وقت, فلا تتردَّدي في مُراسلتنا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]