|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مختصر التقويم التربوي حسن فاضلي أبوالفضل التقويم تربويًّا: هو عمل ديداكتيكي تصحيحيٌّ كامل لنتائجِ العملية التربوية، يحيطُ بكل جوانب التكوين المعرفية، والمهارية، والسلوكية عند المتعلِّم، ولا يختص بحالات التعثُّر المرصودة عند فرد أو عند مجموعة الفصل، بقصد تصحيحها وتجويدها، بل يشمل الفصلَ كلَّه، بما في ذلك تلك الفئة النجيبة التي حقَّقت أهداف الدرس والوحدة، وهو - أي: التقويم - عملية متأخرة زمنيًّا ومنطقيًّا عن التقييم الذي يكون بمثابة كشف وتصوير مدى استيعاب كلِّ متعلِّم لمضمون عملية التعليم بعد كل اختبار مرحليٍّ، أو دوري، أو سنوي. أولاً: الفرقُ بين التقييم والتقويم: 1- التقييم: يُقصَدُ به إصدارُ حكمٍ على شخص، أو مجموعة من الأشخاص؛ مثل: ناجح، راسب، متفوق، متوسط، ضعيف...، دون التعرُّض للأسباب التي أدَّت إلى النجاح للاستفادة منها، والعوامل التي أدَّت إلى الرسوب لتحاشيها في المستقبل، وهذا النوع شائعٌ في مؤسساتنا التربوية؛ بسبب عدم تدريب بعض المدرِّسين على أساليب التقويم الموضوعي. 2- التقويم: هو عملية تربوية يقومُ بها المدرس والمربِّي دوريًّا؛ بهدف البحث عن مواطن القوة؛ لتعزيزها، ومواطن الضعف؛ لتداركها؛ عن طريق حصص التدعيم للضعف الذي يلاحظه عند جماعة من المتعلِّمين الذين يشْكون من بعض العناصر من المنهاج، والبحث والتطوير بالنسبة للنقائص التي يلاحظها المدرس في عمله مثل: نقص في التحضير - ضعف في استخدام الطرق والوسائل التربوية. ومن هنا نقول: إن التقويم عمليةٌ شاملة لجميع أقطاب العملية التربوية دون استثناء من تلميذ، ومدرس، وبرامجَ...[1] ،ويبقى هذا الأخير هو القطب العسير عن التقويم، بل والممتنع كليًّا عن التعديل والتصحيح، لا من حيث المضمونُ ودقتُه؛ فهو أقلُّ من ذلك بكثير جدًّا، ولكن من حيث التنظيرُ والتقنينُ؛ إذ يتطلَّبُ ذلك العود إلى أصل الوثيقة وإلى دفتر التحمُّلات الخاصة بتأليف الكتب المدرسية، ففي كثير من الأحيان يكون المنهاج وكتاب المادة هو المسؤول الوحيد عن تعثُّر التلميذ وضعفه: (وضعيات انطلاق غير مناسبة - نصوص شرعية غير ملائمة لعناصر الدرس - نصوص فكرية مبعثرة وغير مركَّزة - أسئلة وتمارين عشوائية - تحليلات متناقضة لمضامين الدرس...). ثانيًا: أهداف التقويم ووظائفُه: 1- على مستوى المتعلمين: يهدف التقويم إلى: • تزويدهم بتغذية راجعة تُطلِعُهم على التقدُّم الذي أحرزوه في كل عنصر من عناصر الدرس، أو في كل درس من دروس الوحدة. • فحص الآثار الناجمة عن العملية التعليمية التعلُّميَّة في سلوك المتعلمين، وتصرفاتهم إيجابًا أو سلبًا. • قياس التغيُّر الحاصل في تقدُّمهم نحو الأهداف المرجوَّة، استيعابًا لكل الأهداف أو لبعضها. • الاهتمام بحاجيَّاتهم، وإطلاعهم على مجهوداتهم الذاتية قبل وأثناء وبعدَ كلِّ درس. • تزويدُهم بالتقويم الذاتي، والقدرة على رصد جوانب القوة ومكامن الضعف. 2- على مستوى المدرسين: يهدف التقويم إلى: • التعرف على وضعيات الانطلاق عند المتعلِّمين ودرجة تحقيقهم النتائج التعليميَّة المتوخَّاة. • وضع خريطة للفصل الدراسي؛ تُحدِّدُ الفروق الفردية بِناء على تقويم المراحل السابقة. • تنمية قدرة المدرس على تقويم منهجيَّتِه في التدريس وتطوير آلياته في التعليم. • تحديد البِنْية الفكرية لعموم المتعلِّمين في بلد أو منطقة معينة. 3- على مستوى إنجاز العملية التعليمية: ينصبُّ تقويمُ إنجاز العملية التعليمية على مدى تحقُّق الأهداف المسطَّرة لبيان مدى ملاءمة المحتويات والطرق والوسائل للأهداف، وللتأكُّد من مناسبة النتائج المحققة للأهداف المتوقَّعة أثناء التخطيط للدرس. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() 4- على مستوى المنهاج التعليمي: • مراجعة وتنقيح المنهاج التعليمي، وتصحيح كل الأعطاب العلميَّة والتربويَّة والمنهجيَّة والتقنية في الكتاب المدرسي. • التمكُّن من معرفة مدى ملاءمة الأهداف والمضامين والمحتويات للواقع، وكذا التأكُّد من ملاءمة الطرق والوسائل للأهداف والمحتويات، ومدى مُسايَرتها للمستجدَّات التربويَّة[2]. فالتقويم إذًا مرتَبِطٌ بكل أقطاب العملية التربوية، سواء تلك المتعلقة بالمتعلم، أو تلك المتعلِّقة بالمدرِّس، والأطر الأخرى، أو تلك المتعلقة بالمنهاج، والكتاب المدرسي، والوسائل الديداكتيكية والتربوية. ثالثًا: عَلاقة التقييم/ التقويم بالدعم: إذا كان الدعمُ يَصبُّ في اتجاه تجاوُزِ التعثُّرات الحاصلة لدى فئة محددة من مجموعة الفصل، التي تُعاني نقصًا في الجوانب المعرفية، أو السلوكية، أو المهاريَّة، أو هم جميعًا، من خلال تقديم كلِّ ما يمكنُ به تجاوز النقص والتعثر الحاصل من وسائل مختلفة معرفيَّة، وبيداغوجية، وتربوية، وتقنية؛ فإن التقييم/ التقويم ينصبُّ على مجموع الفصل، سواء تلك الفئة التي تعاني من النقص والتعثُّر، أو تلك الفئة التي حقَّقت كلَّ الأهداف المتوخَّاة من دروس ووحدات الكتاب المدرسي، فيتمُّ البحث مع الفئة الأولى عن مكامن الضعف والخَلَلِ، وعن الأسباب التي تحولُ دونَ تحقُّق الأهداف؛ ليُبحث عن طرق التقويم المناسبة، ومع الفئة الثانية يتمُّ التعامل مع مواطن القوة والتميُّز؛ لتعزيزها، وتطويرها، وتحسينها، وفي هذا الطور من العملية التعليمية تكون أداةُ التقييم موحَّدةً على مجموعة الفصل، فيما تختلفُ أدوات ووسائل التقويم بحسب الملاحظات المسجَّلة مع كل متعلم. وأما الدعم، فيمكن أن يَتَّخِذَ أشكالاً؛ منها: 1- الدعم البيداغوجي الذي يسعى إلى تقديم المساعدة لمتعلم أو لمجموعة من المتعلِّمين في الفصل الدراسي خلال نفس الحصة الدراسيَّة، كأن يقومَ المدرس بإعادة الشرح المساعد على الفهم، أو تبسيط التمارين، أو توفير برمجيَّات تعليمية باستخدام الحاسوب. 2- تقديم الدعم عن طريق التعليم الإفرادي، كأَنْ يُشكِّلَ المدرسُ مجموعةً من المتعلِّمين الذين يحتاجون للدعم، ويُكلِّفُ أحدَ المتعلِّمين النُّجباء بمساعدتهم في شرحِ ما صعُب عليهم من عناصر الدرس، أو من دروس الوحدة، سواء داخل الفصل أو خارجَه. 3- هناك شكل آخر من التعليم الإفرادي المباشر، الذي يكون إما بين المدرس والمتعلم، أو بينَه وبين المرشد التربويِّ، حيث يتم الاتفاقُ بين المتعلم وأحدهما على تقديم الدعم الذي يحتاج إليه في مادة معينة[3]، أو في وحدة من وحدات المقرر الدراسي، لما يستجدُّ دائمًا - افتراضًا - عند المشرف/ المرشد التربوي من طرق وأشكال التدريس عامة، والدعم والتقويم خاصة، وقد يكون عن طريق الدورات التكوينية - النادرة - التي ينخَرِطُ فيها المدرس، والمحتمل مجيئها بجديد، بحيث يحصل المتعلِّمُ على الدعم والتقويم بالواسطة. إن التقييم / التقويم التربوي عمليَّةٌ أساسية حاكمةٌ في العملية التعليميَّة التربوية عمومًا، تتحكَّمُ في مصير المتعلِّم - نجاحًا أو رسوبًا - بعدَ كلِّ موسم دراسي، وهذا ما ينبغي أن يكون، غير أنه يصبح التقييم / التقويم من غير جدوى في البلدان التي تعتمِدُ سياستها التربوية على الكمِّ عِوضًا عن الكيف؛ أي: تعتمد في الرسوب والنجاح لا على نتائج التقييم؛ وإنما على العدد (نظام الكوطا)، بغضِّ النظر عن أهليَّة المتعلِّم للانتقال إلى المستوى الأعلى، وهنا يفقد التقييم، ومعه التقويم، ومعه الدعم - مكانتَه ومنزلتَه في العملية التربوية! [1] مجلة علوم التربية، ع 9، ص: 72 (بتصرف يسير). [2] وثائق تربوية عامة، وزارة التربية الوطنية، ص: 21 (بتصرف). [3] المعجم الموسوعي لعلوم التربية، أحمد أوزي، ص: 139.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |