|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تأخر زواجي يقلقني أ. أميمة صوالحة السؤال♦ الملخص: فتاة تشكو من تغيُّر نفسيتها وتعبها بسبب تقدُّم عمرها وتأخُّر زواجها، وبسبب انفصال أختها التوءَم عنها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أبلُغ مِن العمر 30 عامًا غير مُتزوِّجة، لاحظتُ بعض التغيرات النفسية عليَّ، ولا أعلم لها سببًا؛ مِن ذلك: أني كنتُ أقدِّم مصلحةَ الآخرين، وأهتم بهم، وأحرص جدًّا على عدم جرح أحدهم، لكن تغيَّر ذلك، وأصبحتُ حادةَ الطَّبْع، عصبيَّة طوال الوقت، وأريد تحقيق مصلحتي بأية صورة! لي أختٌ توءَم تزوَّجَتْ منذ 6 سنوات، بعد زواجِها تَعِبْتُ نفسيًّا، ويبدو أنَّ زواجَها تَرَك أثرًا سلبيًّا في نفسي، وكلما تذكَّرْتُ يومَ زفافها أبكي، ولا أعلَم السبب! لا أجِد سَعادتي ولا راحتي إلا في وُجودِها في المنزل، وبُعدها عني ترَك لي جرحًا، ولذلك أُحبُّ أطفالَها حبًّا شديدًا، لكن تغيَّرْتُ تُجاههم أيضًا، ولم أكنْ معهم كما كنتُ. لعل كلَّ هذا التغيُّر بسبب تأخُّري في الزواج، والعُنوسة جُرح يُلاحقني؛ لذا لم أَعُدْ أُحبُّ الخروج كثيرًا، وصِرتُ انطوائيةً جدًّا. الجواب الأخت الكريمة، أنزل اللهُ على قلبك السكينة، وسَخَّر لك ما فيه الخير حتى يَطمئنَّ فؤادُك. نُرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونُقدِّر لك تفصيلك للمشكلة، والذي يُخبِر عن شخصيةٍ مُتزنةٍ وقديرة تستحقُّ الاحترام. لا شك أن انفصالك الجزئي عن أختك التوءَم يُشكِّل تأثيرًا سلبيًّا على صحتك النفسيَّة، وهذا أمرٌ متعارَفٌ عليه علميًّا، فلقد اعتدتِ على شراكةٍ طويلة الأَمَد بالانفِعالات والتواصُل والعاطفة وكافة شؤون الحياة. لا تحزني؛ فما أنتِ عليه وتلك المشاعر التي تَنتابك جزءٌ مِن الطبيعة الإنسانية، يُشاطرك فيها عامة البشر، فحاجة الإنسان للشريك حاجة فطرية لا جدل فيها، إلا أن الله يؤجل الأمر لحكمةٍ لا يعلمُها إلا هو سبحانه، والزواج رزقٌ كما سائر الأرزاق مَقسومٌ بمقدار، وسبحانه يُدبِّر الأمر مِن حيث لا نحتَسِب؛ لذلك لن تطمئنَّ نفسك ولن يسكُنَ فؤادك إلا بذِكْر الله والثقة بما عنده وحُسن الظنِّ به سبحانه. ونُؤكِّد لك على أنَّ محور العلاج يَكمُن في: عدم التركيز على المشكلة، والبعد عن النظر في تفاصيل الحياة مِن البؤرة الرئيسة لها، وتجاوز تلك الوَحدة والأفكار التي تشغلك، والتغافل والتغاضي عن الاستسلام للمشاعر والعاطفة، وتأكدي دومًا أن في ذلك امتحانًا لقوة الإيمان. كما أنَّ بر الوالدين وطاعتهم وتحقيق رغباتهم مِن أعظم أبواب السعادة التي تجلب الرزقَ في الحياة الدنيا والآخرة، وكم مِن الأبواب الموصَدة فُتحتْ بواسع رحمةٍ مِن الله ببر وطاعة الوالدين. أشير عليك أيضًا بضرورة الانخراط في الأنشطة الحياتية، فإنَّ في ذلك مساعدةً لك على تحسين المزاج، والعودة لسابق عهدك مع المرَح، والبُعد عن المخاوف والقلق، فأنتِ لا تعلمين ما أبعده الله عنكِ مِن سوء بتأخير الزواج. نُذكِّرك أيضًا بأنَّ العطاء مِن أسباب جلب السعادة التي يَسري نعيمها في أركان الجسد، وأبواب العطاء وأدواته كثيرة ويسيرة، تبدأ من ابتسامةٍ تحرصين عليها في محياكِ، أو قسط يسيرٍ مِن المال تبذلينه في سبيل الله، أو شيء مِن العطف على طفلٍ، وتأكَّدي أن حب الأطفال ورعايتهم لا تفرضه الأمومةُ فحسب، فالشعورُ بسعادة الأطفال سعادة وإنْ كانوا مِن رحم أمٍّ أخرى. ثم أكثري مِن الاستغفار، فإنه بابٌ مِن أبواب الرزق؛ لقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. وأخيرًا: احرصي على مُمارَسة العادات الإيجابية؛ كالتأمل، والتدبُّر في خلق الله، وحِكَمه في الأرض والسماء، والقيام ببعض الأنشطة الرياضية، والتخلص مِن القلق، والتفاؤل، وانشراح الصدر، وانتظار كل خيرٍ قادم بأمر الله الذي بِيَدِه مفاتح الخير، فإن لليوم المقبل إطلالة نور مع شروق الشمس تحمل الأمل. خالص الدعوات بالتوفيق والسداد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |