ظاهرة الشغب الإلكتروني في منظومتنا التعليمية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 747999 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2021, 02:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,334
الدولة : Egypt
افتراضي ظاهرة الشغب الإلكتروني في منظومتنا التعليمية

ظاهرة الشغب الإلكتروني في منظومتنا التعليمية
الحسين باروش



إن جُلَّ التجارب التي تقوم بها المنظومة التعليمية التربوية في إصلاح هذا القطاع تنصبُّ بالأساس فيما هو بيداغوجي، والتي تعتمد على البرامج التعليمية والمناهج الدراسية والرفع من جودة التعليم، والتركيز على المتعلم باعتباره مركزَ ومحور المنظومة التعليمية، لكن هذا غير كافٍ للنهوض بقطاع التعليم، وغير كافٍ لبناء شخصية المتعلم الطموح، القادر على احترام نفسه أولاً، واحترام مدرِّسه، ومن ثم خلق مردودية جيدة لتحقيق مقاصد التربية والتكوين.

في هذا المقال أريد أن أُسلِّط الضوء على نقطة مهمة استجدَّت على الساحة التعليمية، أصبحت تشكِّل ظاهرة جديدة، وأخذت مساحة واسعة على صفحات الجرائد الوطنية والإلكترونية: بالطرح، والنقاش، والجدال، وهي: "الشغب الإلكتروني" الذي أضحى له نصيب واسع في هدم المنظومة التعليمية وقيمها، ما يشكّل خطورة على عقول المتعلّمين؛ فعندما كنا في سلك الإعدادي والثانوي، كنا كلما انتهت الحصّة وخرجنا للشارع، نجد اللعب، والمرح الجماعي هو الوسيلةَ التي من خلالها نجدّد نشاطنا، ونعاود الدراسة بجِدٍّ ونشاط، أما الآن فقد تغيّرت الأحوال؛ فقد كان الشغب عن طريق ضرب الأستاذ بالطباشير، أما اليوم فأضحى من السهل اليسير التقاط الصور، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم فقد تطور الشغب من الوسائل التقليدية إلى المؤسسة الرابعة (الإنترنت)، التي اجتاحت باقي المؤسسات: الأسرة، والمجتمع، والمدرسة، وتداولها بين المتعلمين.

الآن أصبح من السهل جعل الأستاذ والمنظومة الإدارية قضية رأي عام؛ من خلال الشغب الإلكتروني؛ لما تتميز به الوسائل الجديدة من سرعة فائقة وقادرة على خلق رؤى مجتمعية، بخلاف ما كنا عليه سابقًا بانتظارنا أيامًا ولياليَ لنتوصل إلى جواب الرسالة المرسلة.

إذًا؛ من بين الأمور التي يجب على كل مربٍّ أن يدركها، ويعرف قدرها: هذا النوع من الشغب؛ فالآن أصبح أغلبية المتعلِّمين يحشرون أنوفهم في هذا البحر الأزرق مباشرة بعد خروجه من المدرسة، بل حتى داخل الفصول الدراسية، إنها ظاهرة خطيرة ومتفشِّية، يجب على المربِّين أن يكونوا على وعي بها.

فما السبيل الذي سيخرجنا في هذه التطورات السريعة، في ظل أستاذ ربما لا يفقه ما يحدث حوله؟
"إننا فعلاً لا ندري حقيقة حجم الضرر الذي يلحق بأطفالنا، ولا نفطن فعلاً إلى العوائق التي نضعها في طريق تربيتهم وتكوينهم، التربية والتكوين الضروريين، واللازمين لخوض غمار الحياة، مؤهَّلين وأقوياءَ وقادرين على رفع مختلف التحديات"[1].

لذا؛ فجُلُّ القضايا الجديدة لا بد للمربين أن يقوموا بالبحث فيها؛ فلا بد للمدرس وللمنظومة أن تكون على وعي بهذا الأمر، فرسالتي لك أيها الأستاذ، فلتكن تربيتك ثلاثية الأبعاد: أن تنمِّي السلوك، وتطوِّر المهارة، وتزرع القيمة، فالتركيز على القيم ضروري في بناء شخصية متكاملة منفتحة وإيجابية، فلا يكفي أن تكون مالكًا للمعرفة، ولا يكن همُّك هو شحنَ المتعلم بالمعارف، وإنهاء المقرَّر، ولا يكفي أن تلقي الدرس بالطريقة الإلقائية، وأن تستحوذ على الكلام كله، فربما يجب علينا أن نعيد النظر في كل هذه الأمور السالفة الذكر، وأخص بالذكر طرق التدريس؛ فلا بد من وقفة ثاقبة تصبو للهدف، وتكون خادمة للدرس وللمتعلم، ثم لك أيها المدرس أن تنزل المادة من المستوى العالي، إلى المستوى التعليمي، فالأستاذ المجدُّ والمجتهد هو الذي يعي ويفهم ماذا سيقدِّم للمتعلمين، ويعرف الطريقة الأنجع لبلوغ الهدف، من خلال التمعُّن في الدروس يتم اختيار الطريقة المناسبة لها، والطرق على سبيل المثال لا الحصر كثيرة؛ منها: الطريقة الإلقائية، الطريقة الحوارية، طريقة حل المشكلات...، فحتى تنويع هذه الطرق يطردُ الملل والسآمة، وربما يتيح الفرص للتقرُّب من المتعلمين أكثر، وتتيح الفرصة كذلك لتبادل المعرفة، ولا تعتبر المدرس فقط هو المالك لها.



[1] إصلاح المنظومة التعليمية: الطفل أولاً، د أحمد أمزيان، ص: 10.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]