القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟ (اخر مشاركة : الروقي - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6684 )           »          طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          6 مميزات فى ويندوز 11 غير موجودة بإصدار 10 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مقارنة هواتف.. أبرز الفروق بين هاتفى iPhone 16e وiPhone 16 pro max ‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تحمى نفسك من تطبيقات التجسس على هاتفك الأندرويد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-07-2021, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,465
الدولة : Egypt
افتراضي القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان

القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان
محمد بن عبد اللّه الشنو


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. آل عمران: 102
قال - تعالى -: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبً. النساء: 1
قال - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)). الأحزاب: 70 71
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فإن أعظم ما تنفق فيه الأعمار طاعة الله - عز وجل - المقربة إليه، ولابد لمريد الطاعة أن يتعلم شرع الله، ولابد للمتعلم من معلم يعلمه أحكام ربه التي يتعبد بها، ولهذا كان لابد من الإتباع.
لكن نتبع من؟.
نتبع الرجال وآراءهم والتي هي نتاج عقولهم؟!
وأي رجل نتبع؟ والرجال كثر.
وأي عقل ٍ نقتفي؟ والعقول متفاوتة.
فكم من أمر حسنه عقل وقبحه آخر!!
ولهذا كان لابد من إتباع الوحي المعصوم المنزل من عند خالق الخلـق.
قال - تعالى -: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. الملك: 14، وقال - عز وجل - عن نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: قال - تعالى -: واتبعوه لعلكم تهتدون الأعراف: 158، و قال - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا النساء: 59.
وقال - تعالى -: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإلي أنيب الشورى: 10.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض))[1].
ولهذا كان إرسال الرسل من عند الله - عز وجل - رحمة بالخلق؛ ليهدوهم بأيسر طريق على خالقهم.
وكان خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الرحمة المهداة، هو المعلـم الأول، فعلّم الأمة دينها، وقال لهم قبل أن يفارقهم - صلى الله عليه وسلم -: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)) [2].
إن هذه النصوص وما جاء في معناها تأسيس لقاعدة عظيمة ومبدأ مهم وهو: (وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء، في العبادات والعادات والمعاملات).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: " التحاكم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته هو التحاكم إلى سنته ".
وعلى نهج النبي - صلى الله عليه وسلم - سار أصحابه والتابعون من بعدهم ومن تبعهم بإحسان.
وكانت طريقة التعليم تسير في خطين متوازيين يؤديان نفس النتيجة:
الأول: نشر السنة.
الثاني: التحذير من البدعة.
فكانت حلق العلم والدروس والمؤلفات تمثل منهجاً لنشر العلم والتحذير من البدع والابتداع.
وقد وقفت بعد توفيق الله - عز وجل - لي على عادةٍ ألفتُها منذ الصغر عمّت في أهل قريتي، توارثها الأصاغر عن الأكابر، جيلاً بعد جيل دون نكير، حتى اطلعت على فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان حكم هذه العادة، وسيأتي في ثنايا البحث ذكر هذه الفتوى.
ولعل سائل يسأل ويقول: ما الذي حملك على كتابة هذا الموضوع؟
دفعني إلى كتابة هذا الموضوع:
أولاً: النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، في بيان السنة والتحذير من البدعة.
ثانياً: أن بعض طلاب العلم والدعاة يجهلون حقيقة هذه العادة؛ لأنهم لم يقرأوا رسالة مطبوعة تتحدث عن هذا الموضوع.
ثالثاً: اهتمام بعض وسائل الإعلام في نشر هذه العادة؛ بحجة أنها تراث قديم يجب المحافظة عليه.
رابعاً: انتشارها في بعض الدول انتشاراً واسعاً كما في الكويت، وشرق المملكة، وقطر، والإمارات
وجنوب إيران، و كثير من مدن العراق و غيرها من البلدان الإسلامية، وتشجيع بعض أئمة المساجد وأهل الخير في الحث على حضورها والدفاع عنها؛ جهلاً بحكمها وما يترتب عليها.
ولما كان الانشغال بالعلم النافع تعلماً وتعليماً من أفضل القربات أحببت أن أشارك بشيء أنفع به نفسي وإخواني، ويكون لي ذخره عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فقمت بكتابة هذا البحث الذي أسميته: القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان.
ويدور بحث هذه العادة حول:
أصل التسمية ومتى تقام.
أحداث تلك الليلة في القرى والمدن.
تاريخ ونشأة هذه العادة.
مشابهة القرقيعان بالعيد.
مشابهة القرقيعان للكفار.
الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية.
حكم هذه العادة؟
فتوى العلماء.
بعض مفاسد هذه الليلة.
نصيحة.
أصل التسمية ومتى تقام:
القرقيعان: كلمة عامية وجاء في اللغة ما هو قريباً منها في مادة ((قَرَعَ)) بمعنى دقه، والمراد بها إحياء ليلة مخصوصة بعمل خاص معتاد.
إحياء ليلة مخصوصة: ليلة الخامس عشر من رمضان وهي الأصل.
بعمل خاص: كقرع الصبيان أبواب البيوت، من أجل الحلوى، واجتماع الناس للطعام.
معتاد: يعود كل سنة، كعيد الفطر والأضحى.
أحداث وتسمية هذه الليلة
تختلف إحياء هذه الليلة وتسميتها من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة، ففي الكويت والمملكة العربية السعودية تسمى" بالقرقيعان ".
وفي الإمارات و عمان، والبحرين و العراق تختلف تسميتها.
أما عن أحداثها، ففي الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية تبدأ من غروب الشمس إلى آخر الليل.
ولها أحداث وأدوار تقام فيها، فدور للرجال، ودور للنساء، ودور للصبيان، ودور للبيوت.
أما عن دور الرجال:
فإن كل جماعة منهم تجتمع في بيت قد اتفقوا على الاجتماع فيه مسبقاً، والعجيب في ذلك أن الأقارب الذين يبعدون عن أهليهم الأكيال البعيدة، يقطعون المسافات الطويلة لحضور هذه الليلة، وبعد الساعة العاشرة تزيد أو تنقص تقوم كل جماعة بإحضار أصناف الطعام إلى ذلك البيت وحينما يجتمعون يبدأون العشاء، وبعد العشاء يقام التصوير لذكرى تلك الليلة الغريبة، ثم ينصرفون بعد ذلك.
أما عن دور النساء:
فإنهن يفعلن مثل ما يفعل الرجال.
وأما عن دور الصبيان:
فإن كل أسرة تخيط وتخبن لصبيانها ما تسمى "بالخريطة " تشبه الكيس تجعل على الرقبة خيط يُشدّ به الخريطة التي على الصدر، وفي بعض المناطق عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل، يوضع بداخلها خليط من المكسرات النخي، والنقل، والسبال، والبيذان، والجوز، والفول السوداني والتين المجفف، إلى جانب بعض الحلويات، وللبنات لباس خاص يلبسونه يسمى " المخنق "، فيطوفون البيوت ليجمعون بها الحلوى فتمتلئ الشوارع بمسيرٍ جماعي من الأطفال من بيت لآخر.
وهم يرددون الأناشيد التي تخص هذه الليلة " قرقيعان.. قرقيعان.. بين قصير ورمضان.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يوديكم لهاليكم " وغيرها من الأهازيج التي تختلف كل دولة فيها عن الأخرى.
وكلما دخلوا على بيت ووجدوا حاجتهم رددوا اسم الابن الأصغر لهذا المنزل " قرقيعان فلان.. قرقيعان فلان "، ويفتحون الخريطة ويرفعونها بأيديهم لكي يحصلوا على أكثر قدرٍ من الحلويات والمكسرات.
فإذا امتلأت الخريطة رجعوا لتفريغها، وعادوا لإكمال المسيرة إلى آخر الليل.
ولك أن تتصور كم سيشتري رب الأسرة من الحلويات والمكسرات للصغار القادمين عليه؟.
ودور البيوت بارزٌ في إعداد الحلوى وأنواع المكسرات، وتنشغل كذلك بإعداد الوجبات المتنوعة لإحياء تلك الليلة.
وكم مررنا على بيوتٍ فقيرة لا يفتحون أبوابهم في هذه الليلة، لا لعلةٍ؛ سوى أنهم لا يجدون ما يعطوننا إياه، فنقابلهم بالسب والألفاظ النايية.
هذا حال القرى فكيف بحال المدن، بل حال بعض الدول المجاورة.
بدأت العناية بهذه الليلة اعتناءً بالغاً في الأهمية، حيث أقيمت الاحتفالات في الفنادق، والأندية الرياضية، واستؤجرت الاستراحات، فأبدت المحلات التجارية الاستعداد التام في توفير أصنافٍ كثيرة من الحلويات والمكسرات، وبطاقات الدعوة التي كتب فيها مناسبة هذه الليلة، وامتلأت وسائل الإعلام من قنوات، وصحف، ومجلات عرض هذه العادة الغريبة، زاعمة في ذلك حفظ تراثها الشعبي.
ذكرت جريدة الرياض في عددها 13986 لعام 1427هـ مقالاً لأحد الكتاب قال فيه (احتفل أطفال المنطقة الشرقية أول أمس السبت بمناسبة شعبية تسمى "القرقيعان" وهي من أهم العادات الرمضانية الشعبية في المجتمع الخليجي، وتُعد أهم المناسبات عند الأطفال خاصة في الدمام والقطيف والاحساء، وإن كانت قد انتقلت إلى الكبار في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبحت مضماراً للمباهاة بين الأسر؛ إذ تتجاوز تكلفتها في كثير من الأحيان آلاف الريالات.
وليالي القرقيعان في الخليج هي ليالي (14، 15، 16) من شهر رمضان...
هذا تقليد سنوي متعارف عليه، ولكن قرقيعان الإحساء هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة فقد تحولت ليلة القرقيعان إلى مهرجان للفرح والاحتفال حيث زينت مداخل القرى وعملت البوابات التي تزينها الأضواء يستقبلون من خلال هذه البوابات المارة من السيارات يوزعون عليهم هدايا القرقيعان والمشروبات مع بعض الأناشيد الخاصة برمضان المبارك).
وقال آخر (الرياض تحتفل لأول مرة بالقرقيعان
أشعل 400 طفل وطفلة قناديل رمضان الملونة وتجولوا بها في أسواق الفيصلية مرددين «قرقيعان.. قرقيعان.. بيت قصير ورمضان.. » وحصلوا على هدايا وألعاب وحلوى قامت بتوزيعها عدة جهات كما تم توزيع نقود على كل الأطفال من البنك السعودي البريطاني وحصل كل طفل على مبلغ 20 ريالاً.
(ويزداد الأمر سوء حينما تعرض إحدى الدول في إعلامها مسلسلاً يصور لك الأعمال التي يفعلها الصبيان في تجوالهم حول البيوت، سائلين إحدى البيوت إعطاءهم بعض الحلوى أو المكسرات، فاعتذر أهل البيت من إعطائهم، فرمى الصبيان الباب بالحجارة وهم يرددون عبارات السب والشتم.
ولنا أن نتسائل من أين جاءت هذه العادة؟
هل ورثها الآباء عن أسلافهم خير القرون المفضلة؟
لمـاذا خُصصت في هذه الليلة؟ ولمـاذا سميت بهذا الاسم؟
إن الإجابة عن هذه الأمور يكمن في معرفة تاريخ ونشأة هذه العادة، ومن ثم يبنى الحكم عليها؟
فالذين بحثوا في التاريخ تبين لهم أن هذه العادة في هذا اليوم مشابهة جداً لعيد الرافضة في إحياء المولد، وعيد النصارى.
وهم متفقون على أنها ليست محدثة من المسلمين.
فالذين جزموا أنها من الرافضة، قالوا: بأن هذه العادة لا تعرف في الحجاز ولا في نجد، وإنما تعرف في شرق المملكة على الساحل الشرقي وهناك يكثر تواجدهم.
ولا يخفى عليك أن بعض العوام يجهلون عقيدتهم وما نختلف معهم في الأصول والفروع يزورونهم ويخالطونهم.
أضف إلى ذلك أنهم كانوا يشاركونهم في صيد الأسماك والرحلات المتنقلة بين الدول في الزمن القديم.
علماً بأن الرافضة يعظمون هذا اليوم، وأنه من شعائرهم، فهو يوافق مولد الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال ابن عبد البر: " ولدته أمه في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله " [3].
قال صالح الكرباسي [4] " فإن مبدأ القرقيعان يرجع إلى مولد سبط رسول الله - صلى الله عليه و آله - الحسن بن علي (- عليه السلام -) [5]، حيث أن ولادته الميمونة كانت في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة المباركة.
نعم كان النبي المصطفى - صلى الله عليه و آله - ينتظر بفارغ الصبر أول وليد لبيت الرسالة، وما أن بُشِّر بولادته حتى أسرع إلى بيت فاطمة (عليها السلام) فرِحاً مسروراً، ثم استدعى سبطه الحبيب ليشمَّه و يُقبلهُ و يؤذِّن ويُقيم في أذُنيه، حينها نزل عليه جبريل - عليه السلام - ليُهنئه أولاً، ثم ليقول له سمِّه حَسَناً، فسماهُ حسناً بأمر من الله - عز وجل -.
وما أنعَلِمَ المسلمون بخبر الولاة الميمونة التي فرح بها النبي - صلى الله عليه و آله - و أهل بيته - عليهم السلام - حتى توافدوا على بيت الرسول - صلى الله عليه و آله - يزفون إليه أحر آيات التهاني ويباركون له مولد سبطه الحسن، وهكذا بقيت هذه العادة جارية في المسلمين حتى يومنا هذا.
والغريب أنه في الآونة الأخيرة بدأت بعض الجماعات المعروفة بتوجهاتها المعادية لأهل البيت - عليهم السلام -
التركيز على مهاجمة هذه العادة باعتبار أنها بدعة و عليه فهي غير جائزة "[6].
قال محمد بن باقر المهري: "إن القرقيعان سنة شرعية وعادة شعبية حسنة "[7]
فلا مانع إذاً من موافقتهم، بحكم الجوار، ومشابهة العادة [8] وهو القول الذي أميل إليه.
والذين قالوا بأن هذه العادة من النصارى: عللوا ذلك؛ بأن هذا العادة توافق عيداً من أعيادهم، وفيه شبه من القرقيعان من تجوال الأطفال حول البيوت، وأخذ الحلوى والمكسرات[9]، وأن النصارى كانوا في الزمن القديم متواجدون في هذه المنطقة، فمع الاحتكاك شابه الرافضة النصارى، وزادوا في تعظيمهم " أي الرافضة "لهذا اليوم طواف الأطفال على البيوت، فانتقلت بعد ذلك إلى المسلمين.
هذا من الناحية التاريخية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم[10]: " أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان، أن سبب هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام؛ فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذا عنهم، فأقل أحواله: أن يكون من البدع ".
وهذه العادة قد شابهت العيد والكفار.
أما عن مشابهتها بالعيد، تخصيصه في هذه الليلة، كتخصيص الرافضة الإحتفال بمولد الحسن، مع ما فيه من الفرح والسرور.
قال شيخ الإسلام: " أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً:
منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة.
ومنها: اجتماع فيه.
ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات، أو العادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً.
فالزمان كقوله - صلى الله عليه وسلم - ليوم الجمعة: ((إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً))[11].
والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس: " شهدت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "[12]
والمكان كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تتخذوا قبري عيداً)) [13].
وقد يكون لفظ " العيد " اسما لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب، كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا)).
فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل بها عيد من أعيادهم)) [14]يريد اجتماعاً معتاداً من اجتماعاتهم التي كانت عندهم عيداً " [15].
وأما عن مفهوم التخصيص، قال شيخ الإسلام: " ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة، من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه.... على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام.
والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً، بل يجعل يوماً كسائر الأيام [16] ".
وأما عن مشابهة الكفار، على قول من يقول أن القرقيعان يشابه عيدا من أعياد النصارى، قال شيخ الإسلام: " العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك [17]"
فبين - رحمه الله - أن كل اجتماع عام يحدثه الناس ويعتادونه في زمان معين أو مكان معين أو هما معاً، فإنه عيد، كما أن كل أثر من الآثار القديمة أو الجديدة يحييه الناس ويرتادونه، فإنه يكون عيداً لهم.
فقد نهينا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، وعدم موافقتهم.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 134.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 132.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.28%)]