|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بلغت الشرطة عن ابني الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال ♦ الملخص: سيدة لديها ابن سيئُ الخُلُق، يَشْرَب المخدِّرات والخمر، وجدَتْهُ في حالة سُكر ويَحْمِل سكينًا، فأبلغتْ عنه الشرطة وسُجِن. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة أرمَلة ولديَّ أولاد، منهم ابنٌ لي لا يَستجيب لنصائحي، فبدأ يُصاحب أصدقاء السُّوء ويَشرب المخدِّرات، ويُصاحب الفتيات، ويَحمل أسلحةً بيضاء. لما وجدتُ الموضوع زاد عن حدِّه أبلغتُ عنه الشرطة، مع أنه لَم يُؤذِ أحدًا في الحقيقة، لكني وجدتُه في حالة سُكْر وبيده سكين، فخفتُ أن يُؤذي أحدًا أو يُؤذي نفسه. كل مَن حولي يُعاتبونني على ما فعلتُ، لكنهم لا يعرفون أني أُمٌّ، وأريد أن يكونَ ابني أحسن وأفضل في كل شيء. مررتُ باكتئابٍ رهيبٍ، وسألتُ نفسي: كيف لأمٍّ أن تبلغَ الشرطة عن ابنها، وتزج به في السِّجن؟! الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فقد أحسنتِ بارك الله فيك لإبلاغك للسُّلطات عن ابنك؛ حتى لا يَقَعَ في محظور أكبر، وهذا ما ننصح به دائمًا في الحالات المشابهة، أما مَن يُنكرون عليك فهم يُغلِّبون جانبَ الرحمة على العقل والحكمة، فليس العاقلُ مَن عرَف الخير مِن الشر، ولكن العاقل مَن عرَف خير الخيرين وشر الشرين، ووازَن بين الأمور، وهذا هو ما قمتِ به مع ابنك، فلو كان إبلاغك عن ابنك شرٌّ، فالشرُّ الذي هو أكبر منه تركه حتى يقتلَ أحدًا بالسلاح الذي كان يَحمله، أو يُصيبه، أو غير ذلك مما هو أكبر بكثير مِن سجنه تلك المدة. وقد أتت الشريعةُ الإسلامية بهذا، حتى قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى (20/ 57): "إذا اجتمع مُحَرَّمان لا يُمكن تَرْك أعظمهما إلا بفِعل أدناهما - لَم يكن فِعْل الأدنى في هذه الحال محرمًا في الحقيقة، وإن سُمِّي ذلك ترك واجب، وسُمي هذا فِعل محرم باعتبار الإطلاق لم يضر، ويقال في مثل هذا: تَرَك الواجب لعُذر، وفَعَل المحرَّم للمصلحة الراجحة أو للضرورة؛ أو لدفع ما هو أحرم". أما ما يجب عليك فِعلُه مع ابنك بعد خروجه من السجن إن شاء الله تعالى، فهو أن تبذلي ما في وسعك لدعوته إلى الخير، ونُصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر عليه، ومعاملته كشخصٍ كبيرٍ وليس كطفل، وتذكيره على فترات متباعدةٍ مع إظهار الشفَقة والخوف على مصيره إن أَصَرَّ على طريق الشر، فذلك أرجى لقَبول كلامك ونصحك، وتجنبي الغضب والمشاجرات ما استطعتِ، وجاهدي نفسك على تقبُّله؛ فهذا مما يُعينك على حُسن معاملته. واحذري اليأس منه مهما وجدتِ مِن إعراضٍ أو صُدود، وتذكري أنَّ مِن أعظم أسباب الهداية الافتقار إلى الله تعالى، وطلب الهداية له بِذُلٍّ وإلحاح، فللدعاء تأثيرٌ كبير في الهداية. الأخت الكريمة، شعرتُ مِن رسالتك بهمة عالية، وقوة في أخْذِ القرار، وتغليب العقل على العاطفة، وكلُّ هذه الصفات الطيبة ستُعينك بفضل الله على تجاوُز هذه المرحلة، ولكن ضعي دائمًا في حسابك أنَّ هذا قد لا يَتحقَّق بيُسرٍ وسهولةٍ، فلا بد مِن تَعَبٍ ونصبٍ، وجِدٍّ واجتهاد، فكوني دائمًا قوية ولا تستسلمي بسهولة، واصبري وصابري، وإذا حزبك أمرٌ أو اشتدتْ عليك الأمور فعليك بـ: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تهتمي كثيرًا ولا قليلًا بكلام مَن يلومك على سجن ابنك، فمِثْل هؤلاء كمثل مَن يُبْصر الحقيقة بعينٍ واحدة. قد تحتاجين لاستشارة مختص نفسي؛ لأن كثيرًا مِن المسجونين يَتَعَرَّضون لصدمةٍ تجعلهم يُعانون مِن بعض الأعراض. أسأل الله أن يصلح ابنك، وأن يرزقك القوة والصبر، وأن يُلْهِمك رشدك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |