كيف أرجع بيتي بكرامة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70610 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16830 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9128 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32335 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2923 )           »          منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          واجبات الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2021, 02:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,183
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أرجع بيتي بكرامة؟

كيف أرجع بيتي بكرامة؟


أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
أنا متزوِّجة، وأخي متزوِّج أختَ زوْجي، في الأساس أخي وزوْجي كانا أصدقاء، وأعزَّ أصحاب.

في يوم من الأيَّام عرَض أخي على صاحبه (زوْجي) زواجَه مني، ووافق وجاء أهله وخطَبوني بطريقة رسميَّة، وتم كلُّ شيء، بعدَ زواجي منه خطَبْنا أخت زوجي لأخي نفْسه المذكور، لكن أخته وأخي لم يكونَا على وفاق من أيَّام الملكة كانتْ بينهما مشاكل كثيرة، وكنَّا نحن الأهل مِن الطرفين نحاول إصلاحها.

وتزوَّج أخي وأخته - والحمد لله - لكن المشاكِل استمرَّت بعد زواجهما، وكنَّا نحاول الإصلاح كثيرًا، لكن المحاولات لم تُجْدِ نفعًا!

ووصلت المشاكل إلى طلب الطلاق ورفض أخي ليُعطي لحياتهم فرصةً ثانية، لكن زَوجة أخي رفعت قضية خُلع على أخي في المحكمة.

المشكلة التي عانيتها مِن جميع ما ذكر أنَّه بعدَ وجود أول مشكلة بين أخي وزوجته، كان زوجي يتدخَّل بحُكم أنَّ أباه قال له: (أنت الذي جئت بهذا الرجل، فتفاهم معه أنت).

وبحُكم أن زوجي الأخ الأكبر في بيتهم، فقد تحمَّل مسؤولية كبيرة، فكانت المشاكِل تؤثر كثيرًا على حياتي أنا وهو، ومع تدخُّل الأهالي من طرفنا وطرفه كبرتِ المشاكل ورجعتُ إلى بيت أهلي، وكنت حاملاً في هذه الأيَّام في شهوري الأولى، وطوال فترة وجودي في بيتِ أهلي زوْجي لم يسأل عني أو عن ابنتِه الكبيرة نهائيًّا، لكن بعدَ ولادتي جاءني خِطاب من المحْكَمة يطالب فيه برُجوعي، وبعدَ الذَّهاب إلى المحكمة عدتُ إليه بشروط وأولها عدم التأثُّر بمشاكل أخته في حياتنا.

عدتُ إلى زوْجي وكنت متوقِّعة أن نعيش بحبٍّ وسلام وبعيدًا عن المشاكل، لكني عدتُ فوجدتُ زوجي محمَّلاً بالحقد والغضَب مِن أهلي (لأنهم في فترة المشاكِل تصادموا كثيرًا)، أصبح زوْجي لا يُطيق أن أذكر اسمَ أحد مِن أهلي أمامه، حتى ابنتي الكبيرة كذلك ونفسيتها ساءتْ كثيرًا بسبب هذا الأمر بسببِ تعلُّقها الكبير بأهلي، أيضًا حلَف عليَّ بالطلاق أنَّه لا أحد من أهلي يأتي إليَّ في بيتي!

ولكم أن تتخيَّلوا النفسيَّة التي مررت بها، أيضًا رفَض إعطائي مِفتاحًا لبيتي وبرَّر ذلك بعدم ثِقته فيَّ! أيضًا منعني شبه منْع مِن خروجي عند أهلي وصِلة رحِمي، وحتى عندما أقابِل رفْضَه يغضب بسبب رفْضه لخروجي يقول لي: (لماذا تغضبين؟ المفروض ألا تغْضبي)!

الذي حصَل أن أختَه تنازلت عن قضية الخُلع بعد سنة من رفْعها، ورجعت لأخي وعاشا سنةً لا نعرف عن مشاكلهم شيئًا، لكن الظاهر لنا ولأهلها أنهما سعيدان إلى أن جاءَ يوم تفاجأنا أنَّ أخي طلَّق زوجته مِن غير أن نعرِف الأسباب ورفَض هو إعلامنا بها، فبطبيعةِ الحال أبو زوْجي حمَّل زوجي مرةً أخرى سببَ طلاق أخته، لدرجة أنه طردَنا مِن بيته!

وبدأت أخلاق زوْجي تسوء معي كثيرًا، في بداية الأمر تحمَّلتُ وصبرت من باب أنَّه حزين على أخته، لكن لم أحتمِل أكثر، فطلبت منه ذَهابي إلى أهلي، في البداية رفَض، لكن مع إصراري وافَق، وقبل أن أنزل مِن السيارة طلب مني مسامحتَه!

أنا الآن عندَ أهلي منذ شهر وزيادة، خلال هذا الشهر تحاورتُ معه على أساس أن أعود إلى بيتي وينصلح الحالُ، في أوَّل مرة رفَض وعلَّل ذلك بنفسيَّته السيئة حاليًّا، وأنه إذا عُدنا سوف نعيش نفس المشاكل، وهنا بدأتُ أحس أنَّ كرامتي جُرحت منه، وبدأتُ ألين معه في الكلام علَّ وعسى يحنُّ لي ولبناتي، لكن للأسف تكبَّر واغترَّ أكثر وأكثر، وأصبح يطالب برجْعَتي بشروط جديدة، وقلَب الطاولة عليَّ، منها: عدم ذَهابي إلى أهلي، وعدم قدوم أهْلي إلى بيْتي نهائيًّا، وأيضًا زاد على ذلك بقوله: (أنتظر ما الذي يحصل في مشكلة أختي، وممكن تكون هناك شروطٌ أخرى)!

لأنَّ أخته حاليًّا حامل، طبعًا بعدَ هذه الشروط قابلتُها أنا بالرفض، خصوصًا آخر شرْط، إلى متى أي مشكلة لأخته أنا أكون الضحية؟! إلى متَى سأتحمَّل أخطاء غيري؟!

أنا الآن قطعتُ عَلاقتي معه نهائيًّا إلا في أمور البنتين؛ لأنَّه يأخذُهما للزيارة، وأيضًا أجود بالذِّكر أني طلبتُ منه مصروفًا لي، لكنَّه رفَض بقوله (لستُ مسؤؤلاً عن رفاهيتك في بيت أهلك)، فأجبتُه بأني سوف أبحث عن عمل (هو رافض مبدأ عملي).

أنا الآن مشوشة التفكير، وحائرة في أمري، بنتاي نفسيَّاتهما مِن سيِّئ إلى أسوأ، والداي وإخواني أعطوني حريةَ الاختيار؛ لأنَّهم على حسب قولهم (في المرة الأولى ضغطْنا عليكِ بالرُّجوع؛ لأجل بناتِك، فحاليًّا الأمر بيدك)، فكرتُ ولا أدري: هل هذا الخيار موجودٌ أم لا، وأتمنى إفادتي أن أستدعيَه إلى المحكمة تحتَ دعوى (مطالبة الزوجة معاشرةَ زوْجها لها بالمعروف)؟ أرجو مساعدتي فأنا في حيرة مِن أمري.

الجواب
أختي الكريمة، سلامُ الله عليكِ ورحمته وبركاته، وحيَّاكِ الله معنا في (شبكة الألوكة)، سائلين الله – تعالى – أن يُصلح شأنكِ، ويقرَّ عينكِ بما تحبِّين، ويرزقكِ سعادةَ الدارين.

كم هو مؤلِم أن نتحمَّل أخطاء غيرنا، وأن ندفع ثمنَ جرائم لم نقترف شيئًا منها! وكم هو شاقٌّ على النفس أن نكون دائمًا الضحيةَ ويُحكم علينا بقضاءِ عقوبات لذنوب لا دخْلَ لنا فيها!

يُؤسفني حقيقةً أنَّ المشكلة متشعِّبة، وأساسها يقوم على أمور لا دخْلَ لكِ فيها؛ وعلى أناس ليس لكِ عليهم سيطرة، فليس بيدكِ أنِ ابتليت بزواجٍ نجاحُه متعلِّق على زواج آخَر، أو على حياة الآخرين، ولم تكُن غلطتكِ مِن البداية أن تَمَّ زواج بيْن شخصين غير متوافقين، وقد تجلَّت معالم فشله مِن قبل أن يبدأ، وظهرتْ علامات موتِه قبل ميلادِه!

وإنما هي - يا عزيزتي - أقدارٌ قضاها الله وقدَّرها علينا، وليس لنا إلا التسليمُ وأن نُوقِن أنَّ الخير فيما قدَّره الله، وأنَّ في كل بلية أجْرًا، ومع كلِّ همٍّ تكفيرًا للسيئات، وبين طِيَّات الألم فرجًا قريبًا، فالله الذي يرَى مكاننا ويسمع دُعاءنا لا يبتلينا إلا ليرحمَنا، ولا يعني هذا أنْ نقِف مكتوفي الأيدي وألاَّ نبذل جهدًا في سبيلِ تحصيل السعادة وتوفير الأمان لنا ولمَن نعول.

المشكلة ليستْ فيكِ ولا في أختِ زوجكِ أو أخيكِ، بل المشكلة - كما إخالها - منحصرةٌ في زوجكِ وردَّة فِعله غير المناسِبة تُجاه مشكلة أخته!

فكيف بإمكانكِ تسييرُ الأمور لصالحكِ، أو على الأقل تَفادي ما يمكن تفاديه مِن المشكلات وعدم تحمُّل مسؤولية فشَل زواج أخيكِ بأختِه؟

بداية تجنَّبي تمامًا فكرة استدعائه إلى المحْكَمة وإجباره على معاملتكِ بالمعروف؛ فمِثل هذه المواقِف لا تُمحَى من الذاكرة ولا تطويها الأيَّام، ولا تظنِّي أنَّه سيعترف بخطئه ويقرُّ بعد حُكم المحكمة بأحقيتكِ في حُسن العِشرة، أو يقتنع أنه لا ذنبَ لكِ فيما يحدُث، مهما أدرك وعَلِم خطأه، بل سيتولَّد لديه بغضٌ لكِ، وستنمو عاطفة هي خليط مِن الكبت والقهر؛ والعواطِف لا يمكن استجلابُها بالقوَّة، قد تعودين للبيت بكرامة، لكنَّكِ ستفقدين قلبَه إلى الأبَد!
وإنما عليكِ
بالسَّيْر في سبيل معاكِس؛ فلا داعي لقول: ما شأني ومشكلات أختِك؟ أو: لماذا تنعكس مشكلاتُهم على حياتنا؟

بل أنصحُكِ بمجاراته وتأييده في مشاعِره الطبيعيَّة تُجاه أخته، واحْرِصي ألا تَنتقصي مِن قدْر أخيكِ أو تشاركيه الغِيبةَ في أهلكِ إنْ هو فعل، بل التَزمي الصمتَ وأظهري إنكارَكِ لما يخوض فيه، ومتى ما كفَّ عن إيذاء أهلِكِ أو غِيبتهم فلا تتخلي عن مساندته ودعْمه والوقوف بجانبه، بادري أنتِ بالسؤال عنها والاتِّصال عليها وإظهار الحُزن لأجْلِها، وإذا ما ناقشوكِ في أمرِ أخيكِ وحمَّلوكِ مسؤوليةَ ما يحدُث، فأعلني عدمَ رِضاكِ عن ذلك وألَمَكِ لألمها، واحْرِصي على ذلك دائمًا، تمتصِّين بذلك غضبَهم وتتجنَّبين اتهاماتِهم.

اجعلي مِن بناتكِ داعمًا لكِ في حياتكِ؛ فطفلة في الرابعة مِن عمرها وإنْ كانت صغيرة، لكنَّها تعرف كيف تتحدَّث مع والدها وتبثُّه شوقَها إليه وحنينها للبيت، صدِّقيني ستكون لكلماتها تأثيرٌ عاطفي أقوى مِن دعاوى المحكَمة وفرْض العقوبات.

استعيني بالله وتوكَّلي عليه، وأكثري مِن الدعاء بأنْ يهدي الله زوجَكِ ويصلح حاله، وتوجَّهي إليه - عزَّ وجلَّ - في ثُلُث الليل الآخر عندما تهْجَع العيون وتسكُن الأنفاس، وتستكين الحركات؛ فلليل المضطرِّين أسرار، ولهمساتِهم أحوال؛ ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]، فادعي الله وأنتِ واثقةٌ في الإجابة، موقِنة بقدرته تعالى على تغيير الحال، وتبديل المقال، في لمْح البصَر.

أختي الكريمة، أنا لا أراكِ ولا أعلمُ عن حالكِ في بيتكِ شيئًا، لكن أنصحُكِ وكلَّ امرأة أن تدفنَ تمامًا فكرة خروجها مِن بيت زوْجها، مهما حدَث بينهما، لماذا؟

لأنَّ عودتكِ لن تكون سهلة!

الزوج يُخطِئ ويُسيء، وقد يتمادَى في كلامه، لكنَّه في النهاية معكِ في البيت، وقد يعود فيراجع نفْسه ويحسن إليكِ، سيبقَى يراعي أبناءَه ويلبِّي احتياجاتِ بيته، وبخروجِكِ - الذي رفضَه وتمسَّكتِ أنتِ به - ستقطعين حبلَ الوصال، وستضاعفين الحاجز النفْسي بينكما.

أخيرًا:
أذكُر قصة طريفةً تُحكى، وهي أن امرأة خرجتْ من بيت زوجها بعدَ مشادَّة كلامية بينهما، ثم ندِمتْ بعد بقائها في بيت أهلِها عِدَّة أيَّام لم يسأل فيها الزوج عنها.

فما كان منها إلا أن أحضرتْ بقرةً مِن أبقار أبيها (كان له مزرعة)، وربطتْ يدَها في حبل وربطت فيه البقَرة، وسارتْ إلى بيتها حتى أدخلتِ البقرة ودخلتْ بعدها، فلما رآها زوجُها قالت بكبرياء: لقدْ أحضرتْني البقرة!

وفَّقكِ الله ويسَّر لكِ الخير حيثما كُنتِ، وأعانكِ وأقرَّ عينكِ بزوجِكِ وأبنائكِ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]