|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أتزوج عقيمًا؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بداية: أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، وجعَل الله هذا الجُهد في ميزان حسناتكم. أنا فتاة يتيمة الأبِ منذ الصِّغر، أعيش مع والدتي المُسِنَّة والمريضة، إخوتي جميعهم متزوِّجون، أعيش وحدي، والذي يُهَوِّن عليّ الأمر وجود والدتي في حياتي. أخاف عليها أكثرَ من نفسي، تقدَّم لخِطبتي الكثير، لكنَّ الله لَم يكتب نصيبًا، إلى أن تقدَّم لخِطبتي في الأشهر الماضية شخصٌ جَعَله الله رسمًا لجميع أُمنياتي، كأنني أرى فيه جميع ما أتمنَّى؛ من سُمعة جيِّدة جدًّا، يَمدحه القريب والبعيد، الجار والعمُّ والصديق، وإمام المسجد، حتى تلاميذه ووالدَيه وأخواته، الكل يُثني عليه بالكثير، فهو في قمَّة الاحترام والأدب والذوق، وحُسْن التعامل مع الغير، حتى إنه أكرمني بإمكانيَّة عيْش والدتي معي؛ لشدَّة تعلُّقي بوالدتي وتعلُّقها بي، وعندما تقدَّم لخِطبتي وبعد الرؤية الشرعيَّة والقَبول والرغبة بشدَّة من كلا الطرفين، ومن الأهل جمعيهم، أجرى فُحوصات واكتشَف ارتفاع هرمون الحليب بسبب الغُدة الدرقيَّة، واكتشَف أيضًا أن عددَ الحيوانات المنويَّة ثلاثة ملايين، وقد أجمَع جميع الأطباء الذين استشارهم على أنَّ نسبة نجاح أطفال الأنابيب 10 % فقط، وذلك بعلْم الله. كلَّ يوم أقوم بالاستخارة، وأتعلَّق به أكثر، لقد حاوَل بكلِّ ما في استطاعته من أجْل أن يكون هناك أملٌ أكبرُ، حتى تحطَّمت نفسيَّته جدًّا، وأنا أجِدُ فيه كلَّ ما أتمنَّاه، وأحسُّ أنَّ لله - سبحانه وتعالى - أرْسَل إليّ جميعَ ما تمنَّيتُه بهذا الشخص، ما عدا الذُّريَّة. عندي يقين وأملٌ كبير في الله، وما دخَل اليأس قلبي، وقد كان من الممكن أن يُنكر ولا يقول لي الحقيقة، وكان من الممكن أن يتزوَّجني من غير علمي بهذا الشيء، وكان أيضًا في استطاعته أن يغشَّ ويكذِبَ، لكنَّه كان صريحًا جدًّا وصادقًا، طلَب مني أن أفكِّر بعقلي دون عاطفتي، وأخبرني أنَّ نظرة المجتمع للعقيم صعبة جدًّا، وقد سبَق أن جرَّبها، وهو لا يرضى أن أضحِّي من أجله، أو أن أظلِمَ نفسي، وقال: إنَّ حُلْم كلِّ بنتٍ هو الأطفال، وإنه لا يستطيع أن يحقِّق لي هذا الحُلم، ويجب ألاَّ أُغلِق عيْني عن الواقع، وإنه يعيش في ألَمٍ كلَّ عُمره، وإنه قد صرَف نظرَه عن الزواج؛ لأن نظرة الناس للمحروم من الأطفال تَقتُل، وإنه من المستحيل أن يفكِّر في الزواج، وطلَب مني أن أحتَفظ بالإيميل، ولو طُلِّقت أو ترمَّلت، فسوف يرجع ويخطبني، ويضع أطفالي في عينيه، وقال: إن أساس الحياة الزوجيَّة هم الأطفال. أمَّا أنا، فأتذكَّر كلامه، وأدعو له، وأعلم أنَّ القَدَر هو الذي منعَنا من الزواج. ومع أنه هو المستفيد لو كان قد حدَث زواجٌ؛ لذا كان من الممكن أن يغشني، ويستغلَّ الموقف لمصلحته، ويسبِّب لي أكبرَ جُرحٍ في حياتي، لكنه لَم يفعل؛ لنُبْل أخلاقه، فكلُّ كلمة قالَها تُعلي شأنه في نظري أكثرَ وأكثر. أمي وأهلي لا يعرفون، وأظنُّ أنَّ أمي لو عرَفَت ما كانت لترضَى، لكني أراه مختلفًا عن كلِّ البشر، وأحسُّ أنه من المستحيل أن أجِدَ شخصًا بنفس المواصفات والصِّدق والشفافِية. وكل مَن رآه أُعْجِب به وأثْنى عليه، ولا يوجد أحدٌ يعرف هذا السرَّ غيري، فأنا محتارة: أسمع كلام قلبي وأُضحِّي، ويكفيني أني وجدتُ رجلاً بمواصفاته، أم أُضحِّي به وأسمعُ كلامَه وأتركه من أجْل عدم الإنجاب، لا أدري! بداخلي أمل كبير لَم يتحَطَّم ولَم يَقِل، وعندي يقين، من الممكن أن يكون من أجْل أني لا أعرف الوضْع بوضوح مثلما يعرفه هو، لا أريد أن أتركَه، أرجوكم ساعدوني، أحتاج مشورتكم، وستساعدني كثيرًا على اتِّخاذ القرار، أرجوكم. جعَلها الله في ميزان حسناتكم، ورفَع بها درجاتكم. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا شكَّ أنَّ قرار الارتباط من أصعب القرارات، ولا شكَّ أيضًا أنه من الصعب أن يقرِّر أحد بالنيابة عن شخصٍ آخر مَهْمَا كان الشخص حكيمًا أو خبيرًا، لكنَّ القرار يجب أن يخرج في النهاية من صاحب الشأْن! ومشكلتك من المشكلات التي يَصْعب على أحدٍ غيرك تقديرها بدقة، لكني سأساعدك على التفكير في خطوط عريضة، وفي وضْع ضوابط تسيرين وَفْقها: - الزواج رِزق وكذلك الذُّريَّة، والرزق مطلوب ومرغوب، ونسعى للوصول له بما يُرضي الله. - ابْدَئي التفكير في هذا الشخص بشكلٍ مجرَّد، هل ما به من ميزات لَم تجديها في غيره ممن تقدَّموا؟ وهل ارْتَحتِ له وتَثقين بمَن سألتِهم عنه؟ وهل تيقَّنتِ من قضيَّة انفصاله عن زوجته السابقة؟ وهل كان صادقًا فيما أخبركم به؟ - لو ارْتَحت حقًّا لهذا الشخص، ولِما يُحيط به من ظروف، فكِّري في نفسك وقُدراتك: هل ستكونين قادرة على التعامل معه برضًا حال زواجكِ منه؟ أم ستندمين وتُفَكِّرين في أنك قدَّمتِ تضحية كبيرة؟ ضعي ببالك أنَّ الرجل حينما يكون هو مَن يعاني من مشكلة الإنجاب، سيشعر بالذنب تُجاه زوجته، وسيكون أسهل عليه أنْ يتركَها من أن يَشعُر أنها تُعاني بسببه! - كيف سيكون تعامُلك مع المجتمع، ومع أهلك بشكلٍ خاص في هذا الموضوع؟ وهل ستكونين قويَّة أمام الضغوط حولكِ لو حصَلت؟ أم أنها ستؤثِّر عليكِ، وستُغَيِّر من نظرتك له ولحياتكِ مستقبلاً؟ - كونه يوجد أملٌ - ولو ضعيفًا - في طفل الأنابيب، فهل ستُتابعين معه بعد الزواج في الأمر؟ وكيف ستكون قُدرتك على تحمُّل رحلة البحث عن علاج معه؟ وهل أنتِ بالقوة التي تدعمينه بها؛ حيث غالبًا الرجل في هذه الحالات يحتاج إلى دعمٍ وثقة؟ - موضوع كهذا قد لا تُدركينه بشكلٍ جيدٍ ما لَم تُجرِّبيه، خاصة لو كنتِ تَحملين عاطفة وميلاً تُجاه هذا الشخص؛ لذلك أكْثِري من الاستخارة، وادْعي الله أن يَختار لك الخير، وانتبهي ألاَّ تَطلبي رزقَ الله بمعصيته بأيِّ شكلٍ. - ويَبقى الرزق من الله؛ سواء كان الزواج أو الذُّريَّة، ويَقينكِ بالله وثقتكِ به ستُساعدك كثيرًا على تقبُّل ما سيختاره الله لكِ. وفَّقكِ الله، ويسَّر لكِ الخيرَ حيث كان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |