|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عمل الأطفال بدون معرفة الوالدين أ. يمنى زكريا السؤال ♦ الملخص: سيدة لديها أولاد، وَجَدَتْ لدى بعض أبنائها مالًا زائدًا عن حاجتهم، وعرَفتْ أنَّ الأولاد يأخُذون المال لقاء عمل خارج المنزل، وتسأل: كيف أتصرف معهم؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أم لأطفالٍ، الحمدُ لله الجميعُ يمدح تربيتهم وأخلاقهم العالية، وأنا ووالدهم نُحاول تقديم الأفضل لهم، بالرغم مِن عدم ارتفاع المستوى المادي. منذ مدةٍ بدأتُ أُلاحظ وجود بعض المال الزائد لدى الأولاد، وعندما سألتُهم أخبَروني أنهم يجدونه في الشارع، وعندما سألتهم مرة أخرى أنكروا وحلفوا أنهم يجدونه في الشارع، فما كان مني إلا أنْ صدَّقْتُهم، لعلمي أنهم لا يكذبون! المشكلة أنَّ وجود المال بكثرة تكرَّر أكثر مِن مرة، لدرجة أني بدأتُ أشك في نفسي، حتى عرفتُ أن اثنين مِن أبنائي يأخذون مالًا لقاء القيام بعمل خارج البيت، وكنتُ قد نبَّهْتُهم ألا يأخذوا مالًا من أحدٍ، وكانوا يُنفقون المال كله بدون عِلمنا. فأخْبِروني كيف أتصرَّف معهم؟ الجواب أهلًا بك أيتها الأم الفاضلة في شبكة الألوكة، ونسأل الله أنْ يُبارك لك في أولادك جميعًا. بخصوص المشكلة التي ذكرتِ، علينا أن نُفكِّرَ لنَعرفَ الأسباب التي قد تكون دَفَعَتْهم إلى ذلك، ولا ينبغي لنا أن نُطلق عليه كذبًا صريحًا فقد تكون حيلة لا شعورية استخدمها الطفلُ خوفًا مِن العقاب، أو لشعور بالنقص أو قصة مِن خياله. وقد قيل: لاعبه سبعًا، وأدِّبْه سبعًا، وصاحِبْه سبعًا، ثم اتركْ له الحبل على الغارب. فالطفلُ هنا قد عرَف مِن خبرته السابقة معكما (كأب وأم) أنه سوف يَلقى عقابًا قاسيًا، فلَجَأ لانتِحال الأعذار والتهرب مِن ذكر الحقيقة؛ لذا ينبغي أن يكونَ ردُّ الفعل هادئًا مُتسامحًا مع توضيح خطأ فعله باللين، فيتشجع أن يقولَ الصدق. ويقول الشاعر: ويَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا ![]() عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ ![]() فالأسرةُ لها دور كبير في التربية، والأب والأم هما القدوة لأبنائهما، فلا يجوز مثلًا أن تطلبَ الجارة من الأم شيئًا فترُدّ عليها بأنه غير موجود في حين أنه موجود بالداخل، ويحدث هذا أمام الابن أو الابنة؛ فيتعلم الطفل الكذب مِن غير إدراك مِن الأم، وهكذا نقيس عليها العديد مِن الأمثلة. أيضًا الصرامة والقسوةُ الزائدة وعدم التفاهم والمشاركة في المنزل تجعل الطفل يلجأ في كثيرٍ مِن الأحيان إلى الكذب، ويسمى هذا النوع مِن الكذب الذي يلجأ إليه أطفالك: الكذب الغرضي، والذي يشعر فيه الطفلُ أنَّ الأب أو الأم يقفان حائلًا يَمنعه عن إشباع حاجته، فيحتال بعدة طرق ولا يذكر الحقيقة لتحقيق غرضه، وفي هذه الحالة الوقاية خير مِن العلاج بأن يكونَ هناك تفهم مِن الآباء باحتياجات الأبناء بإشباع حاجاتهم والاستجابة لمتطلباتهم، طالما في حدود المعقول وإعطائهم المصروف للتصرف فيه تحت إشرافهم دون تزمُّت، وأيضًا إشباع الحاجات المعنوية كالتشجيع والتقدير والوقوف بجانبهم؛ لذا على الآباء الحرص على أنْ يكونوا قدوة حسنة، والقصص والأمثلة مهمة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بذلك، ومثالها: "... أيكون المؤمنُ كذَّابًا يا رسول الله؟ قال: ((لا)). أيضًا مِن المهم الحرص على الرفق في المعاملة مع الأبناء، وأن يثقَ الطفل بوالديه، ويشعُر بالارتياح عند الحديث معهما، فإياك أن تصفيه بالكذاب، بل تناقشي معه، وابحثي معه أسباب القيام بما قام به مِن سلوك خاطئ. وأخيرًا نسأل الله أن يُعينك، ويقر عينك بهم، ولا تنسي الدعاء لهم بالهداية والصلاح وتأكدي أنها مرحلة مؤقتة لن تلبثَ طويلًا، وستَمُر سريعًا إنْ شاء الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |