
18-07-2021, 03:08 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة :
|
|
الشك بين المخطوبين
الشك بين المخطوبين
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شاب خطَب فتاةً وأَحَبَّ كلٌّ منهما الآخر، ثم تطوَّرت العلاقةُ وتكلَّمَا في الجنس، وبدأ يشك فيها أنها على علاقة بالشباب.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ خاطب منذ أشهر، والجميعُ يَشْكُر في خطيبتي والحمد لله، ولذلك تقدَّمتُ للزواج منها بعد أن صلَّيتُ الاستِخارة، وكانتْ راحتي لا تُوصف ولم أكنْ أشعُر بتلك الراحة مِن قبلُ.
بدأتُ أتحدث معها عبر الهاتف، وأحببتُها حبًّا شديدًا، وهي كذلك كانتْ تُبادلني ذلك الحب، وكنا نتحدث يوميًّا بالساعات حتى وصَل الحديثُ بيننا مرة إلى (8) ساعات متواصلة!!
مِن كثرة حبي لها بدأتُ أتحدث معها في الأمور الجنسية، فكانتْ تخجل في البداية ثم انطلقتْ في الحديث معي بدون حدودٍ، لكن فجأة بدأتُ أشُكُّ فيها مِن كثرة كلامنا، وشعرتُ أنَّ حبها لي مجرد مجاملة، وأنها صاحبةُ علاقاتٍ مع الشباب.
زاد هذا الشكُّ معي مِن كثرة الأحداث التي أقرؤُها على الإنترنت، حتى وصل الحال إلى شكٍّ غير طبيعي فيها، مع العلم أني أعشقُها، وربما كان هذا سببًا في هذا الشك المستمر.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
أولًا: نُبارك لكما الخطبة، ونسأل الله تعالى أن يتممها بالزواج الميمون.
ثانيًا: يبدو أن المشكلة تتعلق بك أنتَ وليس بها، فأنت تذكُر عن نفسك أنك شخص شكاك بشكل كبير، وهذه مشكلةٌ ينبغي أن تَتَنَبَّه لها جيدًا، وأن تسعى لعلاجها؛ لأنك لن تهنأَ بزواجٍ ولن يقرَّ لك قرار مع أيِّ فتاة - سواء كانتْ هذه الفتاة أم فتاة أخرى - وأنت بهذه الحالة.
ونصيحتنا لك نُلَخِّصها في الخطوات التالية:
• ابتَعِدَا عن فَتْح الملفات القديمة، فلا علاقةَ لها بماضيك، ولا علاقةَ لك بماضيها أيضًا، فليس لك إلا ما ظهَر منها مِن وقت الخطبة، ولا يحقُّ لك التفتيش عن ماضيها، ولا أن تجعلها تحلف على ذلك كما يفعل البعض للأسف! فكلُّ إنسان يمرُّ بفترات صعود وهبوط في مسيرة حياته، والله غفور رحيم.
• ابتَعِدَا أيضًا عن فتح الملفات الجنسية، فلا فائدةَ منها الآن إلا زيادة في تهييج الشهوة، وكما فهمتُ مِن رسالتك فأنتما لا تزالان في فترة الخطبة، وليس في عقد الزواج، ومن ثَم فلا يصلح الخوض في مثل هذه الأمور، بل ولا حتى المكالمات الطويلة التي تمتد إلى (8) ساعات؛ كما ذكرتَ في رسالتك، فالأصلُ أن تقتَصِدَا في الكلام، وأن يقتصرَ الحديث عن السؤال عن الوضع العام وترتيبات الزواج، وألا تنجرَّا إلى تعميق (العلاقة العاطفية)، فضلًا عن الحديث في الأمور الجنسية؛ لأنَّ الخطبة ما هي إلا وعدٌ بالزواج يمكن أن تنفصم عراها في أي وقت لا سمح الله.
• الشكُّ آفة عظيمة، وقد يُصاب الإنسان بوساوس شك تتعلق بالأمور الزوجية، فهنا عليه أن يستعيذَ بالله مِن الشيطان، وأنْ يلجأَ إلى العلاج السلوكي على يد المختصِّ النفسي، وأن يُجاهدَ نفسه على ذلك؛ لئلا يظلمَ معه الفتاة التي سيرتبط بها كزوجة وشريكة حياة.
• جاء الإسلام وسدَّ منافذ الشك بشكل قاطعٍ، وجعل كل (مغيب) في حكم البراءة الأصلية، وتأمَّل معي هذه الأحاديث الشريفة:
• عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يطرق أهله ليلًا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية.
• عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يَطْرُق أهله ليلًا)).
• عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوةٍ، فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: ((أمهلوا حتى ندخل ليلًا؛ أي: عشاء؛ لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة)).
• عن جابر قال: نهى نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا يَتَخَوَّنهم أو يطلب عثراتهم.
وكما ترى فإنَّ هذه الأحاديث تُؤَسِّس لأصلٍ عظيم يتعلق بالستر وحُسن الظن بالزوجة، وعدم طلب العثرات والسقطات لتبقى الحياة الزوجية سليمةً معافاة مِن أدران الشك والوساوس القاتلة.
نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدك التقوى
والله الموفق
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|